عدد المقالات 170
دول معدودة تعاديها، ولكن لا تمارس العداء المباشر بل ترتبط معها بمصالح تجارية وسياسية مشتركة، ولكن من تحت الطاولات والستر السود تمول المنظمات الإرهابية لضرب عمقها. تركيا، يتعاونون على إرهابها «فيضيع دمها وثأرها بين الدول». هكذا أقرأ المشهد الذي ترزح تحته تركيا ولا أقول ترضخ لأنها لا تعرف هذا المصطلح ما دامت تدفعها شرعية الشعب الذي بمثابة مظلة للحكم في سماء عاصفة. منذ خطاب «ون مينيت» الشهير لرجب طيب أردوغان في دافوس وكان آنذاك رئيساً للوزراء، والعالم يراقب ولادة سلطان مسلم جديد ولكن ببدلة وربطة عنق، ولا أعني السلطان بمفهوم الدراما التركية، جوارٍ وبذخ وتفاهة، بل قيادة وسلطة وحكم، عمل وتفانٍ وإخلاص، وتربية وقيم وسلوك دينيين. يقلقهم هذا القائد؛ فدينه الإسلام ويتحدر من أصول دولة كانت ذات شوكة حكمت العالم لستة قرون وما يزيد تحت مسمى «الخلافة الإسلامية»، وأرهقت ملوك وأمراء أوروبا وأزعجت الفاتيكان والدولة الصفوية ولم تسقط إلا بخيانة من منافقي الداخل وقبل قرن فقط. فصعود نجم حاكم محافظ، من هذه الخلفية، ويمارس شعائر الإسلام بل ويفخر بأنه مسلم في كل خطاباته لن يسمح به أولئك من دون إلقاء العراقيل في طريقه، وها هم يضعون أيديهم بأيدي عرب وكرد ويهود وفرس فقط لإطفاء ضوء هذا النجم. ويصعب بل يستحيل هذا في نظام حكم مستقر، ويستمد قوته من القبول الشعبي والنظام السياسي المؤسسي. فالبلديات والبرلمان ومؤسسة الرئاسة بعد أردوغان تمارس الاقتراب من الأحداث والتفاصيل اليومية التي لا يفعلها الرئيس في النظام البرلماني، ما يجعل النظام الرئاسي مطبقا حتى قبل إقراره وبهدف التلاحم مع الشعب. سمعته يجيب عن سؤال في مقابلة حول كثرة الأحاديث التي يوجهها للشعب: من سيمنعني من مخاطبة الشعب التركي الذي اختارني رئيساً لأخدمه؟! سؤال منطقي لم يستطع المذيع أن يجيب عنه. ومن السذاجة أن نحاسب تركيا على علاقاتها مع إسرائيل وإيران وأميركا وأوروبا ووووو، واعتبارها بناءً عليه شريكاً في سلوكيات تلك الدول تجاه العرب والمسلمين. فتركيا تنتهج البراغماتية، وبوجود دستور علماني، يسعى البرلمان الحالي لتغييره بالتوافق مع الكتل البرلمانية الأخرى، من المستحيل أن تفرض أجندتها على الدول بمقابل العلاقات. لا تدار الدول العظمى بهذه العقليات، فهذا سلوك دول تمارس منهجية أطفال يلعبون في الحارة. في الإدارة: إن لم تكن معي فأنت ضدي، ولكن العلاقات السياسية لا تخضع للثبات، وتحكمها المصالح المشتركة وتقارب وجهات النظر وليس تطابقها في بعض الملفات، وقد يحدث اختلاف في ملفات أخرى. تلك هي السياسة، ما دامت لا تحكمها ثوابت الشريعة الإسلامية ستبقى متغيرة وتخضع للنفعية. تركيا دولة تمتلك مواصفات الدول العظمى من مساحة وسكان واقتصاد ونظام سياسي، وما عليها في ظل هذه المؤامرة ضدها إلا أن تنتقل إلى تنفيذ أكبر مخاوف المجتمع الدولي وتعلن «الإسلام دين الدولة». طبقة عريضة من ناخبي حزب العدالة والتنمية لم تختره بسبب التزامه بالقيم الإسلامية، بل لما حققه على مستوى الاقتصاد والعدالة الاجتماعية ورفع الدخول والخدمات الصحية والإسكان وغيرهم، ولكن أليس كل إنجاز للحزب بسبب تطبيق تلك القيم ذات المرجعية الإسلامية التي جعلتهم أمناء وأقوياء؟ الدولة علمانية نعم، والصراع أكبر من حسابات الساسة، ولكن تمام النصر الإلهي مشروط بنصر الدين عند التمكين، فمن يهز جذع تركيا؟!
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...