من صلالة إلى أرض المونديال
نور غفرم الشحري - عُمان

عيوننا إليك ترحل كل يوم يا قطر، من صلاله ومن كل السلطنة بل من كل دول العالم نرحل ونطوف ونتعبد في أروقة قطر الحبيبة، نمر بشوارعها الأنيقة ونتمشى في ازقة سوق واقف ونعرج في سماء قطر، ونسبح في أمواجها وجزرها الساحرة كل ليلة. واكمل سحرها الاخضر السعودي بفوز تاريخي ثم الصمود البطولة لتونس ومن بعدها المغرب في الظهور العربي للبطولة الاستثنائية.
كل العالم الآن أنظاره تتجه لقطر وكأنه يتعرف عليها لأول مرة.
ما شهدناه في احتفالية افتتاح المونديال من تنسيق وترتيب أبهر الجميع وجعله يفكر ألف مرة بهذا البلد الأصيل والقادر على تطويع الصعاب وتذليلها بحكمة ومصداقية.
وأركز هنا على كلمة المصداقية فقطر بلد عربي مسلم أصيل يحترم عراقته وديانته وهويته، ولم يتخل عن ذلك في احلك الأوقات أو أسعد اللحظات، وهذا ما لمسناه في كرم الافتتاح ولمسات التراث البديعة ومشاهد الوطنية المستوحاة من ثقافة قطر ومن قومية كل الدول العربية.
لقد فاحت رائحة العطور العربية في كل الأرجاء، شممناها ولمسناها وعشناها ونحن في بيوتنا نشاهد ذلك الحدث المهيب.
ان الكلمة الافتتاحية التي ألقاها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 في استاد البيت حملت رسائل سامية وإنسانية تعزز التقارب بين الشعوب وثقافات العالم أجمع.
لقد أكد لنا أن قطر اليوم هي مرجع ورمز عربي اسلامي بامتياز نظراً لاعتزازها بموروثها وهويتها وقوميتها.
لن أتحدث عن رهبة الافتتاح والجهود الجبارة المبذولة لإسعاد الجماهير وانجاز حدث مهم على مستوى العالم، ولكني ككاتبة عمانية تعشق قطر سأتحدث عن فخري واعتزازي بهذا البلد العربي الأصيل الذي شرفنا اليوم أمام كل العالم، انها قطر يا سادة، أنها الرمز العربي المتين القادر على انجاز ما تعجز عنه أعتى الدول وأكبرها حجماً.
هنيئا يا قطر الملهمة، هنيئاً لشعبك وحكومتك، هنيئاً لتلالك وشواطئك وأرصفتك وعماراتك وغيماتك ونجومك وكل سمائك.
تحية اكبار للقلاع والمتاحف والمقتنيات الاسلامية التي تزين قطر وتزيدها أصالة وعروبة.
تحية لتلك الهوية الضاربة في جذور الأرض وللمواطن القطري الذي يعد سفيراً لبلده وتاريخه المشرف.
عيوننا إليك ترحل كل يوم يا قطر.