


عدد المقالات 133
دان القضاء الفرنسي في الأسبوع الماضي مجلة «كلوزير» بسبب نشرها لصور خاصة بدوقة كمبريدج «كيت ميدلتون» زوجة الأمير البريطاني وليم وهي عارية الصدر، وأمر القاضي المختص بتسليم النسخ الأصلية من الصور إلى الأمير وليم، كما منع القاضي ناشر المجلة «مونادوري» من بيع الصور أو إعادة نشرها بأي وسيلة، كما حكم عليه بدفع عشرة آلاف يورو مقابل نشر الصور، وألفي يورو لتغطية تكاليف المحكمة، وعشرة آلاف يورو عن كل يوم تأخير في تسليم النسخ الأصلية. وفي مكان آخر أنهت صحيفة «آيرش ديلي ستار» مهمة رئيس التحرير لإعادة نشره تلك الصور، وسارعت الشركة الناشرة للصحيفة إلى إدانة ذلك التصرف من رئيس التحرير!! في نفس الأسبوع نشرت مجلة «تشارلي إبدو» (Charlie Hebdo) الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجرؤ أي قاض فرنسي أو مدع عام برفع دعوى ضد المجلة أو الرسام أو الشركة الناشرة، والحجة هي حرية التعبير!! هذه صورة مما تتعامل به وسائل الإعلام الغربية مع المقدسات الإسلامية التي لا تعتبر أكثر قدسية من «صدر دوقة كمبريدج»!! لقد تكررت مثل هذه الإساءات للإسلام ومقدساته التي اكتفى المسلمون فيها بإظهار احتجاجهم بصور عنيفة لا تؤثر في موقف الرأي العام الغربي سوى بإعطاء صورة «متوحشة» عن المسلمين الذين لا يؤمنون بحرية التعبير ولا يحسنون التعبير عن آرائهم!! ويبدو أن السياسي الغربي قد تعلم «اللعبة»!! فهي بضع حوادث ستمر وتعود المياه إلى مجاريها. وليست هذه أول حادثة ولن تكون الأخيرة، وإذا كان سلمان رشدي قد فتح الباب للإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية سنة 2005 قد جسدت تلك الإساءة بصورة عملية، واستمر مسلسل الإساءات في دعوات حرق القرآن الكريم التي دعا إليها القس الأميركي «تيري جونز» واستجاب لها بعض الجنود الأميركيين في أفغانستان، حين قاموا بحرق نسخ من المصحف الشريف. ثم استمر المسلسل حين قام النائب الهولندي اليميني المتطرف جيرت فيلدرر زعيم حزب «الحرية اليميني المتشدد» بعرض فيلمه المسيء للقرآن الكريم «فتنة»، وأخيرا الفيلم المسمى «براءة المسلمين» الذي نُشر في أميركا، واكتفت السياسة الأميركية بكلمة «إنه مقزز» للتعبير عن موقفها تجاه الفيلم، بينما تلاحق هذه الإدارة «جوليان آسانج» ناشر موقع «ويكيلكس» بسبب نشره معلومات تعرض حياة بعض الأميركيين للخطر -وهو أمر متوقع- فهل حياة هؤلاء الأميركيين أهم من حياة الأميركيين الذين تعرضوا للخطر -وهو أمر واقع- بسبب نشر الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم؟ حيث قتل السفير الأميركي في ليبيا وثلاثة من أركان السفارة، وهو أمر مرفوض ومدان!! فهل ذلك لأن الأمر يتعلق بالمسلمين ونبيهم، أم هي حرية التعبير كما يقولون؟ ولماذا يُمنع «آسانج» من حرية التعبير ونشر المعلومات، بينما يُسمح لمنتجي الفيلم المسيء بذلك؟ لقد ضغطت الإدارة الأميركية على موقع تويتر أثناء المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني حتى لا يحجب الموقع أي شيء أو يتدخل فيما يكتبه الإيرانيون ضد نظامهم. كما خضع موقع فيس بوك وتويتر ذاته للحكومة الصينية حين هددت بحجب الموقع ما لم يلتزم بشروطها بشأن السماح له بالانتشار في الصين، وكان من شروطها أن تمنع كل ما تراه غير مناسب لسياستها. بل خضعت شركة «بلاك بيري» قبل سنوات لمطالب الحكومات بالسماح لتلك الحكومات بالدخول على نظام الشركة لمراقبة ما يكتب على الجهاز خاصة من المعارضين لها، وقد حدث ذلك وغيره دون أن نسمع لأحد «احتجاجا» بدعوى حرية التعبير!! فلِمَ عندما يساء للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم يُطلب من المسلمين أن يتقبلوا ذلك بدعوى حرية التعبير؟! وأخيرا هل يستطيع أحد أن يقف في أي ميدان في أي مدينة أوروبية أو أميركية ويعترض على السامية أو يعلن إنكاره لمحرقة اليهود المزعومة أو ما يسمى «الهولوكوست»؟ لقد تجرأ أحدهم وفعلها وهو الفيلسوف الفرنسي «روجيه جارودي» فكان مصيره أن تم التشهير به في وسائل الإعلام و «جرجرته» إلى المحاكم الفرنسية، بلد الأنوار والحرية والعدالة!! فهل يصدق عاقل أن الغرب يؤمن بعد ذلك بحرية التعبير!! هذه الحرية المقدسة التي هي أساس أي فكر ورأي بل هي أساس الإيمان ذاته، إذ لا يوجد دين إلهي أو بشري إلا ويقدس حرية التعبير، لكنه لا يقدس الاحتقار والاستهزاء وإهانة الآخرين، فهذه ليست حرية ولكنها إساءة مهما حاولت أن تتستر باسم حرية التعبير. إن البشر يقدسون قيمهم الدينية وعلى الآخرين أن يحترموا حقهم في اختيار ما يؤمنون به أو يقدسونه حتى ولو كان ذلك يخالف معتقداتهم أو أفكارهم أو أديانهم، وقد قرر الإسلام هذا الأمر في قوله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) وقوله: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، ولذا حين ترتفع مطالبة المسلمين بسن قانون دولي يجرم الإساءة للأديان والأنبياء إنما تنطلق من ذلك المبدأ الذي يحترم اختيار الإنسان. لقد ارتفعت أصوات كثيرة من المسلمين تندد بالرد بالعنف على الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك مبدأ لا بد منه، إذ لا يمكن مقابلة الإساءة بالإساءة، بل لا بد من مقابلتها بالعمل لتغيير هذه الصورة التي رسمها «المسيئون»، لكن ذلك لا يمنع من دعوة عقلاء الغرب ليمنعوا من جانبهم مثل تلك الإساءات المتكررة حتى يقتنع الآخرون بصدق دعواهم حول حرية التعبير، وحتى لا تبقى حرية منقوصة!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...