


عدد المقالات 65
واشنطن تقترض من كل المؤسسات المالية لسداد فواتير حروبها الخاسرة والبطالة بين الأميركيين تقترب من 10%. العديد من البنوك والشركات العملاقة أعلنت إفلاسها في وضح النهار ورمت بملايين العمال إلى الشوارع. فقر مدقع وجوع وتشرد وخشية بالغة من المستقبل في صفوف مواطني أغنى وأقوى بلد في العالم. وبالتوازي مع هذا التردي الاقتصادي يتحجم النفوذ العسكري الأميركي في العديد من مناطق العالم حيث تخلي إدارة أوباما قواعدها في العراق وقريبا تغادر أفغانستان. وقد بدا جليا من تدخل حلف الناتو في ليبيا أن أميركا لم تعد ترغب في لعب الدور العسكري المتميز. وإذا ما نظرنا إلى تنامي حضور الصين وإيران في إفريقيا مثلا يتبين بوضوح أن الأميركيين لم يعد لديهم ما يقدمونه لجيوب إفريقيا الفارغة وبطونها الجائعة. هناك لاعبون جدد يوزعون المال بسخاء في مواطن الفقر ويستثمرون في بؤر الصراع. بيد أن هذا الواقع لم ينعكس سلبا على قوة أميركا السياسية فما تزال البلد الأكثر نفوذا في المحافل الدولية ولها القول الفصل في الأمم المتحدة والمنظمات المؤثرة على مستوى العالم. كذلك، ما تزال المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية في أميركا توجه الرأي العام العالمي. وتحرص حكومات العالم على استجلاء موقف البيت الأبيض قبل أن تتخذ أي قرار مهم حتى ولو كان ذا طابع محلي بحت. وهذه حال أوروبا، فخزائن اليونان وإيطاليا وإسبانيا فارغة والأزمات الاقتصادية تهدد تماسك منطقة اليورو برمتها. وفي الكثير من بلدان المنطقة نالت سياسات التقشف مجالات وثيقة الصلة بالسيادة ما يعكس حجم المخاطر المحدقة بالأوروبيين. بات أمرا مألوفا في أوروبا الحديث عن ضبط النفقات العسكرية وإيقاف برامج التسلح وحتى التفكير في التخلص من الأسلحة التي ترهق صيانتها ميزانيات الدول. كل الأخبار الواردة من أوروبا تؤكد أنها تعيش في قلق وربما تسارع نحو الانهيار. لكن المفارقة أن ثقل الاتحاد الأوروبي السياسي ليس محل نقاش حيث تحظى تصريحات قادته واجتماعاتهم بزخم كبير. ولعل بلجيكا أهم في نظر شعوب العالم من الصين وروسيا وإيران مجتمعة فما بالك بألمانيا وفرنسا وبريطانيا. إن استمرار أميركا وأوروبا في قمة القيادة العالمية رغم ضجيج الأزمة الاقتصادية يبرر التساؤل عما بقي بحوزة الغرب من قوة حتى تحتفظ دوله بتأثيرها في مصائر الأمور. في الحقيقة لا يمكن تجاوز أثر تفوق الغرب عسكريا واقتصاديا في الهيمنة على قرارات ومقدرات الدول واستعمارها من قبل. لكن القوة الحقيقية للغرب لا تكمن في هذا ولا ذاك، إنما في حريته وتحرر شعوبه من قيود التخلف. إن قيم الغرب هي أقوى ما يمتلكه وهي التي تجذب اهتمام سكان المعمورة. إنه ليس من المتصور التشكيك في نزاهة قاض متدرب في سويسرا، بينما يمكن أن يتحول رئيس المحكمة العليا في أي بقعة من العالم الثالث إلى بلطجي أو مرتش في أحسن الأحوال. إن القيم المطلقة التي يعتنقها الغرب هي مصدر قوته، ولا شك أن الشعوب التي خبرت العدالة والديمقراطية والإبداع لعدة قرون وغزت القمر قادرة على صون منجزاتها وتخطي الأزمات. وإذا ما أجبنا ولو بشكل متواضع على السؤال الأول، نكون أجبنا على سؤال آخر هو: ما مصدر ضعف العرب في الوقت الراهن؟ العديد من المحللين يتوقع أن ترتخي قبضة أميركا على منطقة الشرق الأوسط نظرا لمتاعبها الاقتصادية والعسكرية. لكن هذا الفهم موغل في السطحية فواشنطن تستطيع ابتزاز العرب دائما لعوزهم في مجالات الحرية والعدالة والحكم الرشيد. إن المُثل التي ابتدعها الغرب تظل أرقى ما توصل إليه البشر على مر التاريخ، لذلك تشكل المرجع الأول للمنظمات الحقوقية والمدنية. يستطيع الغرب تحريك ملفات الأقليات المهمشة في دولنا وغياب حرية التعبير والوصاية على التفكير. ولأن حكامنا يمكنهم تقبّل كل شيء إلا كرامة مواطنيهم فإن الدفع للغرب والاستمرار في التبعية له سيبقى سيد الموقف. ذلك مكمن قوة الغرب، وهذا مصدر ضعف العرب.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...