


عدد المقالات 395
يعتبر غرس وتعزيز الهوية الوطنية مسؤولية مجتمعية تبدأ من الأسرة وتتجاوزها مسؤولية كافة القطاعات في الدولة، ولا يقتصر ذلك على القطاع الحكومي بل يتعداه ليكون مسؤولية مجتمعية مشتركة على القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتحقيق تنمية المجتمع والمشاركة في التصدي للتحديات المختلفة. لقد تزايد الاهتمام بمفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي يعرف وفقا لما حددته الأمم المتحدة بأنه "الالتزام والمساهمة في التنمية المستدامة". وقد تعززت المسؤولية الاجتماعية من خلال عمل الحكومات والقطاع الخاص من خلال برامج ومبادرات متنوعة. وفي الوقت ذاته من الهام جدا أن تنبع من المجتمعات المحلية، فهي من يملك القدرة على المبادرة والتغيير نحو الأفضل، وهي من يمتلك الفعل والقدرة على إثبات الفعل السليم. تقوم الهوية الوطنية بتعزيز هذه المسؤولية ودعمها لتكون مسألة التفكير في أداء كافة الأعمال والمهام بطريقة غير استهلاكية ومستدامة تضمن كيفية استخدام الموارد وإداراتها وكيفية تحويل العمليات الاستهلاكية إن لم تكن منتجة إلى عمليات غير مهدرة، ويتم التعامل معها بسلوك قويم ورشيد بدء من الاستخدام اليومي للكهرباء والماء في المنزل والتعامل مع الأسرة وصولا لكافة تفاصيل الحياة! في الشارع والعمل ومع الآخرين ومع البيئة والحياة عامة! لقد أصبح المعول الرئيسي لتحويل الفكر ونشره للوصول للجميع هو الإعلام على اختلاف أنواعه: التقليدي والحديث حيث يقوم الإعلام بدور المساندة الرئيسي لترسيخ وتعميم مفهوم المسؤولية المجتمعية، وغرس مفهوم المسؤولية ليتحول إلى مفهوم استراتيجي تتم مناقشته ووضع خطط التنفيذ وآلياته لإرساء التطبيق من خلال الفرد والمجتمع. ولتتحول برامج المسؤولية المجتمعية لبرامج داعمة لتحقيق الرؤية الوطنية على مستوى القطاعين العام والخاص، وتحقيق التواصل الفعال بينهما. وتعتبر مسألة تعزيز الهوية الوطنية ودعم المسؤولية الاجتماعية قضية واحدة، فترتبط المسؤولية المجتمعية تلقائيا بالأمن والأمان وتبث في المجتمع القيم السامية والنبيلة النزيهة، فتكون هي السمة المميزة لأبنائها لحفظ وجودها فلا نخشى الانفتاح ونستطيع التعامل مع الآخر بثقة وعلاقة بناءة من أجل عالم أفضل. يساند تحقيق هذا الهدف تعاوننا لنشر قيم المسؤولية، فبرامج المسؤولية المجتمعية تشمل تعزيز الهوية الوطنية بالاحتفالات، وتمتد لمبادرات متنوعة نحو التوعية والإرشاد والإنجاز لدعم ربط المواطن بكافة البرامج ليتمكن من المساهمة بشكل إيجابي يتناسب مع التطلعات ويحقق التوقعات ويحافظ على الثوابت في المجتمع. ويقوم بالمحافظة على الاقتصاد والبيئة في ذات الوقت ويحسن الاستثمار ويصون الأمانة. فيصبح التعامل المسؤول جزء من التعامل اليومي وسمة من سمات الهوية الوطنية. وبذلك يتحقق الانتماء وتستنفر الطاقات وينمو الإبداع. فيصبح كل قطري ومن سكن قطر مستحق للثناء لانتسابه لهذه الأرض الطيبة ويستحق ثناء: قطري والنعم!
تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك...
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...