alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 24 أكتوبر 2025
«الأمم المتحدة» في قلب الدوحة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية

المواطن «المغفل»!

23 سبتمبر 2013 , 12:00ص

عند مدخل البنك توجهت لجهاز سحب الأرقام انتظارا لدوري، لكن العامل الواقف بجانبه أراد القيام بذلك نيابة عني، فشكرته على ذلك، لكنه أصر على القيام بسحب الرقم قائلا: أريد مساعدتك، شكرته مرة ثانية وقلت له: أستطيع أن أسحب الورقة بنفسي، فقال: لعلك لا تعرف كيف تسحب الرقم، فقلت له: الأمر لا يحتاج إلى جهد كبير، وحتى لو كنت لا أعرف، فدعني أتعلم وإن احتجت لشيء سأسألك عنه، قال: ولكن هذا عملي! فقلت له: حتى لو كان ذلك فأنا أشكرك، رغم أن عملك حارس أمن ولست «ساحب» أرقام، كما أن الأمر غير صحيح، بدليل أن الزبون الذي سبقني وهو آسيوي لم تسحب له الرقم، فلماذا الإصرار على ذلك بالنسبة لي؟! تقدم أحد الجالسين وقال: يا أخي دعه يسحب لك رقما فالمسألة لا تستحق! قلت له بالنسبة لك لا تستحق، أما بالنسبة لي فهي تستحق الشيء الكثير، لأنها تظهر «المواطنين» «مغفلين» لا يعرفون سحب رقم من جهاز، وأنهم يحتاجون من يعلمهم ذلك حتى ولو كانوا يحملون شهادات علمية، وأنهم «عاجزون» عن القيام بأعمالهم حتى البسيط منها ويحتاجون لمن يقوم عنهم بذلك! قد يبدو هذا الموقف بسيطا وشخصيا، لكنه يعبر عن رؤية الآخرين نحو «المواطن» في منطقة الخليج العربي، وإذا كان غير المواطن يشكو من تعامل أبناء البلاد معه -وذلك صحيح في بعض صوره- إلا أن المواطنين في هذه البلاد بدؤوا يشتكون من معاملة الآخرين لهم أو من رؤيتهم لهم في أحسن الحالات، فالصورة لديهم أن المواطن هو متعالٍ ويحتقر الآخرين، خاصة من جاء من دول فقيرة، بينما يحظى «الأشقر» بالاحترام والتقدير، وتلك قضية لا يمكن إنكارها لدى بعض أبناء المنطقة، لكن الصورة الأخرى أن هذا «المواطن» ساذج، ومغفل، وكسول!! فهو لا يفهم شيئا، ولا يقوم بشيء، يعتمد على الآخر في كل احتياجاته وشؤونه، فبطاقة رقم الانتظار في أي مكان يحتاج لمن يسحبها له، وبطاقة مواقف السيارات في المراكز التجارية يحتاج لمن يسحبها له، وأمام البقالة أو الكافتيريا يكتفي بأن يضع يده على «زمور» السيارة حتى يأتي العامل الآسيوي ليسأله عن طلباته ويأتيه بها، ولا يكلف «المواطن» نفسه النزول من سيارته والتوجه إلى البقالة حتى ولو كان بينه وبينها خمسة أمتار!! وهو يحتاج في البيت إلى العاملة لا لتغسل ثيابه وترتب فراشه فقط، بل لتناوله كوب ماء من الثلاجة التي تبعد عنه ثلاثة أمتار! وحين يسافر لا يمس حقيبته من بيته إلى أن تُشحن في الطائرة، فهي تنتقل من يد الخادمة إلى السائق إلى عامل المطار، لكن ذات الشخص لا يتردد حين يصل إلى المطار الأوروبي أن يحمل الحقيبة من المطار إلى السيارة التي تقله إلى الفندق وربما حملها إلى داخل غرفته. وبالمقابل تُرسَم صورة «المواطن» بصورة الثري الذي يبذر أمواله يمينا وشمالا، فهو لا يبالي إن أنفق من الكثير الذي عنده أو تراكمت عليه الديون ليشتري سيارة فارهة تستهلك راتبه الشهري، أو أن يحصل على شيء يحمل «ماركة» مشهورة، حتى ولو لم يكن بحاجة لهذا الشيء، أو أن تنفق المرأة ضعف راتب زوجها على أدوات الزينة أو الملابس التي تتغير مع كل حفلة أو حضور زواج أو مناسبة عامة، فالمواطن في الخليج «مبذر بطبعه» كما ترسمه صورة الآخرين الذين يقيمون معه. حدثني أحدهم أنه أرسل سيارته مع سائقة لإحدى الورش لاستبدال شيء بسيط فيها، وحين سأل السائق صاحب الورشة عن التكلفة قال له إنها خمسمائة ريال، فقال السائق: لكني تعودت أن أستبدل ذلك بمائة وأربعين ريالا، فرد صاحب الورشة: وهل ستدفع من جيبك؟ المواطن هو الذي سيدفع، فما الذي يضرك أنت!! قد تبدو هذه الصورة قاسية لمن يقرؤها مجردة عن أبعادها الاجتماعية، فهذه الصورة لا يرسمها الإعلام الغربي الذي نكيل له الاتهام كلما كتب عن المنطقة أو أصدر تقريرا دوليا، كما أنها صورة تغيب عنها صور متميزة لأبناء المنطقة يشرق فيها الجهد والعمل والعطاء، فملايين المواطنين في منطقة الخليج العربي يعيشون كما تعيش شعوب العالم، يعملون ويكسبون رزقهم ويشقون في حياتهم ويتعاملون بجد واجتهاد وينتجون عملا يفخرون به، فقد حرصوا على تعليم أنفسهم وتعليم أبنائهم تعليما جيدا، مثلما حرصوا على قيمهم وعاداتهم وسلوكهم الاجتماعي الذي توارثوه عن أجدادهم بما فيه من التسامح والتعاون واحترام الآخرين، واستطاعوا أن يؤسسوا أوطانا يفخرون بها، وليس صحيحا أن النفط وحده من بنى هذه الأوطان، بل إن الإنسان في هذه المنطقة هو الذي بنى وأنشأ، فالنفط لم يكن في الخليج العربي وحده، فهناك دول كثيرة ربما لديها من النفط أكثر مما لدى بعض دول الخليج، ولم تسخره بطريقة تخدم أوطانها. لكن تلك الصور المشرقة تضيع بين دخان التصرفات والمواقف التي يقوم بها البعض ويعممها الآخرون على كل أبناء المنطقة، فالصورة التي يرسمها الآخرون عن «المواطن» في منطقة الخليج العربي ليست وليدة «تخيلاتهم» بل هي جزء منها من صنع بعضنا، ولا يكفي وصف تلك المواقف بأنها عنصرية تجاهنا أو عنصرية تجاههم، فذلك لا يحل المشكلة، بل لا بد من البحث عن حل يعيد تركيب العلاقة المضطربة بين الطرفين ويصوغها بصورة صحيحة.

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...