alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

الربيع العربي: تقاطعات الدور الخليجي والتركي

23 يونيو 2011 , 12:00ص

«قحطة» شخصية محورية في المسلسل الكويتي «درب الزلق» إنتاج 1977م، ولجهله صارت تصرفاته عائقا أمام طموحات أبناء أخته خلال موجة توزيع الثروة عبر تثمين المنازل في منتصف القرن الماضي بعد اكتشاف النفط، حين تحول المجتمع من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش. ولأن الرمز أرقى معاني الإدراك للواقع فقد تحولت تلك الشخصية إلى رمز في الثقافة الخليجية. وعلى شاكلتها كرمز لمعنى مغاير ظهر المسلسل التركي «نور» في 2008م وكانت الشخصية المحورية «محمد» أو «مهند» كما في النسخة العربية فتكشف فجأة على غير ترتيب عمق الفراغ العاطفي الذي تعيشه مجتمعاتنا نتيجة الكرم العاطفي من «مهند»، الذي تعدى حدوده على مضيق البسفور ليصل إلى خِدر الغادة الحسناء هنا. لقد وصل الطموح السياسي التركي في عالمنا العربي إلى خدر الحسناء العربية في صورة تتجاوز المسموح به حتى في أحلك فترات الاتكالية في العلاقات الدولية. لقد أصبحت لها مصالح في عالمنا العربي بدرجة أباحت لرجب طيب أردوغان القول «إن ما يجري في سوريا مسألة داخلية تركية». بل إن صحيفة الإيكونوميست اقترحت قبل سقوط مبارك النموذج التركي كأفضل الحلول لتجاوز أزمة النظام المصري. صحيح أن الصعود التركي على المسرح العربي يجري نتيجة فراغ قوة قيادي جراء تشظي المحور الخليجي المصري السوري بعوامل إيرانية، لكن دور تركيا كرادع للطموح الإيراني لا يعتبر مسوغاً لتدخلها. ففي عرف العلاقات الدولية لن تكون هذه «الفزعة» التركية مجانية، بل إن بوادر اعتبار بلاد الشام والعراق كمناطق اهتمام ثم نفوذ قد أخذت طريقها مؤخراً لخطابات المسؤولين الأتراك. لقد جاء الربيع العربي بفرصة لعب من خلالها الخليجيون دوراً يناسب القوة المتاحة لهم، وأدت لمبادرات خليجية ناجحة، لكن ردة فعل بعض كتل الربيع العربي كانت محبطة لآمالنا. فالارتياح للدور التركي في سوريا مثلا لا يقارن بالتشهير والرفض للدور الخليجي، ومثله الموقف المصري بدرجة ما، واليمني بدرجة أشد، رغم أن ما صنع الحداد ما زال قائما بين أنقرة ودمشق، بدءاً من الإسكندرونة مرورا بالأكراد وحتى مشاكل المياه. لقد نظر بعض العرب للدور الخليجي وكأنه تهديد، ومؤامرة غربية نحن أصابع تنفيذها، وفي ذلك شطط عن حقائق دامغة، فتركيا هي حليفة إسرائيل رغم التحصيل الاستراتيجي المتواضع لسفينة الحرية، حيث ما زال أهلنا في غزة يكابدون الأمرين بين إدعاءات تركية وتردد مصري على المعابر. كما أن أنقرة هي عضو الناتو وليس نحن؛ فكيف أصبح حرص أنقرة أكبر من الحرص الخليجي؟! وأين الخطوط الحمراء التي شاهدتها أنقرة وتراجعت عنها، ويتهمنا الإخوة العرب بتجاوزها، فنحن في الخليج لا نسابق تركيا في جني الثمار، فالتعامل بفعل الطموح ليس كالتعامل بفعل الواجب. وإذا كنا نعاني من التحديات بينما تستمتع أنقرة بالفرص فبالإمكان تجاوز هذا الخلل لو أردنا عبر تكييف السياسة الخليجية للتعاطي مع الفرص بحجم الهلع من التحديات. وتكمن قوتنا لكسب الفرص عبر أروقة الجامعة العربية التي كان لوزنها دور في استصدار قرارات أممية غيّرت وجه بلدان عربية عدة بمحركات خليجية كما في ليبيا. إن ما يثير القلق هو أن تركيا تختبر العرب بدهاء في علاقاتها الإقليمية الراهنة، تمهيدا لخطوة قادمة لن تكون غير الهيمنة، ونتيجة خلل ما أصبح «درب الزلق» كالربيع العربي بتحولاته الكبرى، ففقد البعض وضوح الرؤية، وترسخ لدى البعض الآخر أن الخليجيين هم «قحطة» الرمز المتواضع الذي كان يصنع ويصلح ويبيع الأحذية، غير قادر على تغيير مسار الأمور في محيطه الأسري إلا بالسلبية، أو التدخل في شؤون الآخرين بالشماتة والاستهزاء ما دفع أبناء أخته لممارسة عقوق تحقيره بل وضربه، في حين ظهر الأتراك وهم الوسيم «مهند» بوضوحه وصدقه وتضحيته. www.gulfsecurity.blogspot.com

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...