الفتوى التقدميّة

الفتوى إحدى عمليات التفكير الإبداعي ومفهومها «بيان من عرف الحق بدليله حكم الشرع جوابا لسؤال عن واقعة من ( غير إلزام )»، وهي تحتاج إلى قوة كما في اشتقاقها اللغوي. ولهذا الفتوى التقدمية تحتاج إلى قوة في الاستدلال وتمكين في الطرح وهي التي تقدم حلولا في المجالات: الاجتماعية والاقتصادية والشأن العام ولعبة التقاطعات الدولية. حيث يتسم الفقه التحولي الانتقال من التجريدية إلى الواقعية التسديدية، من خلال الممارسات التطبيقية للنوازل الفقهية. بحيث يتطور الفقه من الخارج إلى الداخل عبر أيقونة وأطر منضبطة محكمة وأهلية متوقدة. ويمكن أن نختزل الفتوى التقدمية في السمات التالية: أولاً: التوازنات في مراعاة الأولويات. ثانياً: النظر في المآلات. ثالثاً: حل المشكلات المعقدة والمركبة. وغالباً ما يكون موضوع الفتوى التقدمية المسكوت عنه عند الفقيّه الرسمي أما الفقيه الرباني فهو من يتصدر للجواب قبل السؤال. ومن أمثلة الفتوى التقدمية في هذا العصر: 1- الرمي قبل الزوال: وهي مسألة جواز الرمي قبل زوال الشمس للحاج في أيام التشريق. وممن ناصر هذه الفتوى سماحة فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود وسماحة فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن آل جبرين رحمهما الله. وقد كنت شاهد عين على أحداث حج 1994 وما حدث حينها عند الرمي. 2- ترك الأضحية والتبرع بثمنها إذا دعت الحاجة: بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية الصادر في 25 مايو 2025. وقد ناقشَ مجلس البحوثِ والدراساتِ الشرعية بدار الإفتاء الليبية، مسألةَ التبرعِ بثمنِ الأضحية لأهلِ غزة، وتوجيه الناسِ إلى إرسالِ أثمانِ ضحاياهم إلى إخوانهم في غزة؛ نظرًا لاشتدادِ المجاعةِ هناكَ... وخلص إلى «مَن اعتادَ التضحية بأكثر مِن أضحية، فينبغي له الاكتفاءُ بواحدة، وإرسالُ ثمنِ الزائدِ إلى المحاصَرين، الذين يموتُ بعضُ أطفالهم جوعًا في غزة « 3-تعجيل الزكاة: وهي تقديم العطاء الواجب قبل حلول سببه ؛ خصوصاً في النوازل والحوادث المدلهمات وعن خطوب الزمن العامة مراعاة لأحوال الزمان والمكان. هذه مجرد اطلالات عابرة لنماذج فقهية رائدة ؛ و الفقيه والعالم الرباني هو من يتصدر لمصائب الزمان بتقديم الجواب الشافي والدواء الكافي ؛ وعلى الأمة ان تربي جيلاً صاعداً على التداول الفقهي والتفكير النقدي ؛ لإنتاج المعرفة الفقهية وتطبيقاتها المختلفة. تغريدة: تقويم منهج النقد الفقهي المجرد أحد مسالك التجديد.