


عدد المقالات 133
كل شيء تغير في حياتنا عدا نظامنا التعليمي، لا أعني بذلك المناهج وطرائق التدريس بل فلسفة النظام وأهدافه وطبيعته؛ إذ ما زال النظام على ما هو عليه منذ بدأ التعليم النظامي في المنطقة، فقد درس جيلنا على هذا النظام وما زال أبناؤنا يمرون بنفس النظام الذي مررنا به عندما كنا طلاباً على كراسي الدراسة رغم أن المرحلة التي عشنا فيها تختلف عما هي عليه اليوم؛ إذ تغيرت متطلبات الحياة والأدوار التي يمكن أن يقوم بها الإنسان خاصة في جوانبه المهنية ودخلت من الوسائل المساندة العملية والتعليمية ما يحتم علينا إعادة النظر في هذا النظام الذي يواجه اليوم تحديات تختلف عما كانت عليه قبل سنوات مضت؛ لذا فإن المسؤولية التربوية تجاه الأجيال تحتم علينا أن نفكر في تطوير نظامنا التعليمي بفلسفته وأهدافه، وأن يكون هذا التطوير بمشاركة كافة الأطراف التي تهمها العملية التربوية والتعليمية؛ لأن هذه العملية مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون مسؤولية جهة محددة على الرغم مما تقوم به هذه المؤسسة من دور في التطوير والتحسين، كما أن من يعمل في ميدان ما تغيب عنه بعض الرؤى خارج ميدانه بل ويدافع البعض عن الواقع باعتباره أفضل الموجود؛ ولذا فإن المشاركة في معالجة هذه القضية تحتاج إلى تضافر الجميع من داخل الميدان وخارجه، فمن المقترحات التي يمكن طرحها هو إعادة النظر في نظامنا التعليمي، وقبل أن نشير إلى بعض الأفكار في ذلك نتساءل: هل يحتاج الطالب إلى أن يتلقى ما يتلقاه في العملية التعليمية؟ إن هناك من الوسائل المساندة خارج مؤسسة التعليم ما يمكن أن تقوم بجزء من هذا الدور، وهل يحتاج الطالب إلى أن يقضي الوقت والزمن والفترة الدراسية المطبقة منذ سنوات؟ ألا يمكن إعادة النظر في هذه الفترة؟ وما هو المطلوب لتخريج إنسان متعلم؟ هل هو التثقيف، أم التمهين أم التخصص، أم تكوين الشخصية الإنسانية، أم جميع هذه الأشياء، أم بعضها؟ وهل لدينا من الإمكانات الاقتصادية ما يمكننا من تلبية متطلبات العملية التعليمية بمستوى متقدم؟ إن الإجابة عن هذه التساؤلات يمكن أن تضعنا على مدخل الطريق، وليس أوله، ولعل مما يمكن طرحه في هذا المجال هو إعادة صياغة نظامنا التعليمي من خلال تقسيمه إلى ثلاث مراحل، لا من حيث المستويات، بل من حيث الأهداف، التأسيس ثم التمهين ثم التخصص فالمرحلة الأولى وهي التأسيس تمتد من التحاق الطالب بالسنة الأولى إلى الصف العاشر أي في العمر الذي يمتد به من السنة السادسة إلى السادسة عشرة، وتهدف هذه المرحلة إلى تكوين المهارات الأساسية للطالب، من بناء الشخصية السوية في المعتقد والسلوك والجوانب الإنسانية والأخلاقية، وإعطائه المهارات التعليمية في الكتابة والمحادثة واستخدام اللغات والحاسوب، ومداخل المواد العلمية والإنسانية، وتكوين أوليات التعلم الذاتي لديه واستخدام الوسائل المساندة في العملية التعليمية مثل الحاسوب والمكتبة والأجهزة التعليمية الأخرى، وتعريفه بمصادر التعليم بحيث تتكون لديه المهارات الأولية الأساسية والبناء الشخصي المتكامل، وهذه المرحلة تختصر سنتين من النظام التعليمي الحالي، وتتواكب معها في الأهداف بصفة عامة، إلا أن التغيير يجب أن يدخل إلى صلب العملية التعليمية والتربوية داخل هذه المرحلة بحيث يستطيع الطالب أن ينهي هذه المرحلة وقد تأسست لديه احتياجاته الشخصية الإنسانية وتعرف على الحياة من حوله بثوابتها ومتغيراتها وتكونت لديه المهارات التي يستطيع أن يتعامل بها مع الآخرين وأن يواصل مراحله التعليمية الأخرى بصورة طبيعية. أما المرحلة الثانية وهي التمهين فتمتد من السنة الدراسية الحادية عشرة إلى السنة الرابعة عشرة، أي ما بين سن السادسة عشرة إلى العشرين تقريباً، وتهدف هذه المرحلة إلى ترسيخ المهارات المهنية والوظيفية الأساسية لدى الطالب، وتتكون من السنتين الأخيرتين من النظام التعليمي الحالي (ثاني وثالث ثانوي) وسنتين من المرحلة العليا (أول وثاني- جامعة أو معهد أو كلية) وتدمج هذه السنوات الأربع في مرحلة جديدة يتلقى فيها الطالب المواد الدراسية المكونة للمهارات الدراسية بصورة مكثفة مثل اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسوب، وبالإضافة إلى التكوين الفكري والاجتماعي لديه مثل مواد الثقافة الإسلامية والمجتمع إضافة إلى مواد في الثقافة العامة تساعده في حياته وفي المهنة التي يتجه إليها، ويمكن أن يتم تحقيق هذا الهدف في السنة الأولى والثانية بينما يتجه الطالب في السنتين التاليتين إلى مهنة أو وظيفة محددة يختارها وفقاً لمعايير تحدد اتجاهات الطلبة وميولهم وإمكاناتهم ويحتاجها سوق العمل بحيث يتخرج الطالب، وهو قادر على مزاولة هذه المهنة بصورة عامة، وهذا يتطلب أن تتشعب فيها الاختصاصات بصورة واسعة وفقاً لمتطلبات الوظائف والمهن المتاحة، ويمكن لهذا البرنامج أن يكون مرناً بحيث يتم استحداث أو حذف التخصصات بمرونة أكثر مما هي عليه اليوم، مع الاحتفاظ بالجذع المشترك بين هذه التخصصات (مواد الثقافة العامة)، التي تنتهي المرحلة بشهادة علمية مهنية تتقبلها سوق العمل ويكون الخريج منها قد وصل إلى مستوى من التكوين النفسي والمهني والاجتماعي، ما يجعل منه عنصراً فاعلاً في عملية التنمية وهو في هذه السن (20 سنة تقريباً) وهناك تجارب في دول الخليج العربي يمكن تطويرها وتجربتها، كما أن دول العالم لديها الكثير من هذه التجارب التي يمكن الاستفادة منها، أما المرحلة الثالثة وهي التخصص، فستكون حديث الأسبوع المقبل إن شاء الله.
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...