alsharq

د. هند المفتاح

عدد المقالات 94

«اسباغتي» المؤسسات!

22 أبريل 2012 , 12:00ص

«الاسباغتي».. هو ذلك الطبق الإيطالي الشهير واللذيذ الذي يتكون من خيوط رفيعة.. ودقيقة.. وطويلة.. وعلى المُتلذذ بأكلها تجميع هذه الخيوط معاً من خلال الشوكة.. لتؤدي الغرض المطلوب.. وهو الإيصال إلى فم الجائع ومن ثم معدته.. لسد جوعه! وما وجه الشبه بين «الاسباغتي» والمؤسسات؟! أستشهدُ بطبق «الاسباغتي» كثيراً في الإشارة إلى أي عمل مؤسسي يفتقر التخطيط المنهجي السليم.. أو غير المُنظم.. أو ذلك الذي يتخبط بطريقة ما.. أو يعاني من القليل أو الكثير من التعقيدات.. والتداخلات.. تماماً كخيوط «الاسباغتي»! فعندما تتأرجح المؤسسة.. هيكلياً.. إدارياً.. مالياً.. فنياً.. فلا يوجد لها هيكل تنظيمي معتمد رغم عملها التشغيلي منذ سنوات.. ولا تتبع أي لوائح إدارية أو مالية موحدة.. بل العرف الغالب والسائد.. هو «حسب توجهات» كل إدارة وقيادة! فعندها ليس مستغرباً أن تكون القرارات الشخصية هي اللائحة التنفيذية في ظل سياسات ولوائح إما مركونة.. أو غير مُفعلة.. أو لم يتم وضعها أصلاً رغم توفر عشرات الخبراء.. فعندها تكون المؤسسة شبيهة تماماً.. بطبق «الاسباغتي».. ولكنها في هذه الحالة ليست «بلذة» الاسباغتي.. بل قد يتجرع الموظفون وربما المستفيدون من خدمات المؤسسة.. مع كل لقمة.. مرارة.. وربما غصّة! وعندما تتم إجراءات التوظيف والتسكين والترقية.. وغيرها بشكل مركزي.. و»تسلطي» ومن قبل أفراد محدودين في المؤسسة، وقد لا «يفقهون» شيئاً في علم وفنّ الموارد البشرية.. وعندما يتم ترقية «سكرتير» أو مساعد فني أو إداري إلى مدير خلال فترة تقل عن 5 سنوات دون أي خطة تطوير مهني، باستثناء خطة «الواسطة» المُقننة، ولإدارة لا يملك من علمها وفنّها شيئاً.. فعندها.. تكون المؤسسة في حالة «اسباغتي» الموارد البشرية! وعندما يتم إرسال «سكرتير» لدورة تدريبية خارج الدولة وبتكلفة تفوق الـ 50.000 ريال علاوة على تكلفة التذكرة وبدل التمثيل.. في حين أنه يمكن توفير دورة «الأوت لووك» محلياً من قبل المؤسسة ذاتها أو أي من مراكز التدريب.. فعندها.. ويكون التدريب عشوائياً حسب رغبة الموظف التدريبية، عفواً أقصد وجهة البلد الذي يرغب في قضاء إجازته، تكون المؤسسة في مرحلة «اسباغتي» في سياسات ونظم التدريب! وعندما تتداخل الأدوار والمهام.. فكل مدير يقوم بمهام الموارد البشرية والمالية وأنظمة المعلومات والعلاقات العامة.. وغيرها! ويفقد التخطيط والتنظيم أثره الإيجابي في ظل تعدد الأوامر.. وتضيع «سلطة» اتخاذ القرار وسط «الزخم» الإداري.. وتنخفض الإنتاجية لتشتت الموظفين إدارياً وهيكلياً.. فعندها تكون المؤسسة قد بلغت أوج «اسباغتي» الهيكل التنظيمي! وعندما تتخبط المؤسسة مالياً وفنياً، رغم توفر الشركات الاستشارية والخبراء، فلا يتم اعتماد أي لوائح مالية للمشتريات والمخازن.. والأرشفة وأنظمة المعلومات.. وغيرها.. فيتم التعاقد مع الشركات الواحدة تلو الأخرى.. ويتم الاقتطاع من الميزانية.. المبلغ يعد الآخر.. وتُوقع عقود.. وتُجدد غيرها.. «ويذهب خبير ويأتي غيره».. وتمضي الأيام.. والسنين.. وما زالت المؤسسة على وضعها «اليتيم».. عندها فإنها حتماً تكون في قمة «اسباغتي» القيادة والإدارة! فهل لنا أن نتساءل في هذا السياق: كم عدد المؤسسات أو الأجهزة الحكومية وغيرها التي بدأت صغيرة وبهدف أو أهداف محددة جداً وميزانية صغيرة تتناسب مع تحقيق تلك الأهداف بل حتى تطلعاتها المستقبلية.. وبعدد صغير ومحدود من الموظفين.. ولكنها «تخبطت» بعد فترة من الزمن والتشغيل.. والقيادة.. وأصبحت مجرد واجهة مخفية لـ»بطالة مُقنّعة» وميزانية «إعلامية» ضخمة لمناسبات معدودة.. بعيدة جداً عن الأهداف المحددة مسبقاً.. إن لم تكن غائبة.. أو غابت بفعل عوامل «التعرية» القيادية والإدارية.. والتخطيطية.. والتشغيلية؟! عزيزي المسؤول: يوماً سترحل من مؤسستك تاركاً «الاسباغتي» خلفك.. تذكر فقط.. أنه ما زال بإمكانك أن تجعل منه «طبقاً جميلاً»..

أكذوبة أم وقاحة حرية الرأي..؟!

تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر «حرية الرأي والتعبير في العالم العربي بين الواقع والطموح»، الذي تنظمه اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة الجزيرة، وذلك تخليداً لليوم العربي لحقوق الإنسان، كما تم الإعلان عنه. وسيبحث...

متى نبدأ تنظيف درج الفساد..!

كثُر الحديث مؤخراً، محلياً وإقليمياً، عن الفساد ومحاربته بعد تبني وإطلاق النيابة العامة في قطر لحملة محاربة الفساد التي اتخذت لها شعار «أسمع.. أرى.. أتكلم» وتبني جهود وحملات مماثلة في الدول الشقيقة في إطار المحافظة...

مسيرة المرأة القطرية

تحتفل نساء العالم جميعاً بيوم المرأة العالمي.. إلا أن احتفال المرأة القطرية بهذا اليوم يختلف تاريخاً وشكلاً.. فالمرأة القطرية، وبالأخص خلال العقدين الماضيين، لم تخض أية صراعات تشريعية مؤسسية كنظيرتها العربية، بل حصلت على حقوقها...

إلى متى.. مأزقنا السكاني؟!

مما لا شك فيه أن حجم وخصائص سكان أي دولة يؤثران مباشرة في قدرة أي دولة على الإنجاز والتطور بشكل عام. لن أضيع وقتكم في سرد قصص نجاح بعض الدول التي تمكنت بفضل تركيبتها السكانية...

هل نستبشر خيراً بقانون الجرائم الإلكترونية؟

لحقت قطر بباقي دول الخليج في إصدارها لقانون الجرائم الإلكترونية، والذي تم إصداره الأسبوع الماضي، والذي جاء كردة فعل طبيعية لما يشهده فضاء الإنترنت محلياً وإقليمياً وعالمياً من جرائم وانتهاكات وصلت بعضها إلى الإرهاب، وبعيداً...

وما قدرناك حق قدرك يا وطني..

سألني المرافق لنا في جولتنا السياحية أثناء زيارتي الأخيرة لديزني لاند بكاليفورنيا، عندما علم أننا من قطر: كيف لي أن أكتسب الجنسية القطرية؟ فسألته: ولماذا تريد أن تكون قطري الجنسية بينما تحمل جنسية أقوى دولة...

وما قدرناك حق قدرك يا وطني..

سألني المرافق لنا في جولتنا السياحية أثناء زيارتي الأخيرة لديزني لاند بكاليفورنيا، عندما علم أننا من قطر: كيف لي أن أكتسب الجنسية القطرية؟ فسألته: ولماذا تريد أن تكون قطري الجنسية بينما تحمل جنسية أقوى دولة...

الحمد لله.. وأخيراً استقلت!

نسمع بين الحين والآخر عن عشرات قرارات الاستقالة لعدد من الموظفين والمسؤولين في كل زمان ومكان. فهذه سنة الحياة الدنيا في الكون منذ خلقه. ولذا لا غرابة في ذلك.. ولكن مجتمعنا يأبى اعتبار ذلك من...

فوبيا قطر

منذ إعلان الفيفا عام 2010 استضافة قطر كأس العالم 2022، انتشرت ظاهرة مرضية غير صحية وجديدة عُرفت بـ «فوبيا قطر»! وقد انتشر هذا المرض بسرعة البرق كالفيروس المُعدي في الإعلام الغربي والعربي على حد سواء.....

نعم.. قطر تغرد خارج السرب

بدا التسليط الإعلامي على قطر وسياستها الخارجية واضحاً جداً منذ إقدامها على تقديم يد المساعدة لشعوب الربيع العربي، خاصة تلك الدول التي تمكنت شعوبها من إنجاح ثورتها وإسقاط «ديكتاتوريتها وفراعنتها» المُحتلين كراسي الحُكم وثروات شعوبها...

ما ضيعنا إلا.. «كل شخص»!

هل تساءلتم يوماً عن سبب/أسباب عدم إنجاز الكثير والكثير من المشاريع المُخططة والمُعلنة.. أو عن تأخر إنجاز العديد من المشاريع قيد التنفيذ عن خططها الزمنية.. أو تأجيل وإيقاف الكثير والكثير من المشاريع بعد أن تم...

تشنج مجتمعنا!

ماذا حدث لمجتمعنا المسالم والمتماسك؟ لمَ أُصيب البعض بداء تأجيج الفتن وإثارة المشاكل من عدة أبواب وفي مختلف المجالات والمواقع؟ فأصبحوا كمن يقف على فوهة بركان على وشك الانفجار، وعوضاً عن أخذ الوقاية والحذر، فإنه...