


عدد المقالات 84
مدخل: من الغباء أن تكرر التجربة ذاتها عدة مرات وتتوقع نتائج مختلفة في كل مرة (توماس أديسون) تعتبر «الدروس المستفادة» في عالم الأعمال من الأدوات المهمة في أي شركة أو فريق عمل ينفذ مشروعاً، فهذه الأداة على وجه التحديد تخدم الفريق في التعرف على الأخطاء أو أحد أوجه القصور التي واجهها الفريق خلال رحلة إكمال مشروع معين. ويجتمع على العادة أعضاء الفريق بعد إكمال المشروع للتحدث ومناقشة المصاعب والمتغيرات التي أثرت على سير العمل، ويقوم الفريق بتلخيص هذه التجربة على شكل «دروس مستفادة» يقوم أعضاء الفريق نفسه أو أي فريق عمل آخر بنفس المؤسسة بالاستفادة منها للمشاريع المستقبلية، وعلى كون هذه الأداة فعالة في تفادي المشاكل والأخطاء إلا أن لديّ قناعة شخصية على أنها لا تطبق بشكل فعال، وهذا ما سأبحثه في هذه المقالة. ورغم أن كثيراً من الشركات تحاول تطبيق الأداة ضمن فرق عملها، إلا أننا نجد أن هناك الكثير من المشاكل المتكررة ويبدو هذا الأمر جلياً عندما نجد جزءاً من فريق العمل لا يعرف الجدوى من هذه الدروس، وحتى عند نشر الدروس نجد أن التطبيق العملي للدروس غير موجود. وأكبر دليل على هذا أنه في أي مؤسسة تستخدم هذه الأداة أو النموذج تتكرر لديها نفس الأخطاء السابقة عوضاً عن تلافيها، وهذا يؤدي بطبيعة الحال لتأخر مشاريع الشركة، وقد ينتج عنها تخطي الميزانية الموضوعة لها، ونتيجة لذلك يتأثر رضا العميل وتبقى فاعلية المؤسسة أو الشركة كما ثابتة عوضاً عن التطور والتقدم! وتبقى المشكلة -من وجهة نظري- في «الدروس المستفادة» في التطبيق العملي لا الفكرة النظرية، ويظهر هذا بوضوح من خلال مجموعة من الأسباب، مثل رفض العاملين ضمن فريق العمل الاعتراف بوجود أخطاء تم ارتكابها، الخوف من الطرد في حالة الاعتراف بالخطأ، إيمان البعض أن كل مشروع مختلف فلا فائدة من تعلم شيء لا علاقة له بالمشروع الحالي، ورفض البعض تدوين هذه الدروس بحجة أنها مضيعة للوقت، بالإضافة لرفض بعض العاملين تغيير طرق إدارة المشروع -بسبب تعودهم على نظام واحد للإدارة- بعد فترة من العمل حتى عند اكتشاف الأخطاء. هذا كله يجعل من أداة «الدروس المستفادة» مجرد تعليمات ودروس على الورق لا يتم الأخذ بها وتطبيقها، ونرى أنه يتم تسجيلها وتدوينها لأنها فقط إجبارية من قبل الإدارة العليا، أو لأنها من إجراء متبع في الشركة. وتبعاً للتقرير المقدم من شركه BAE SYSTEMS تكمن صعوبة تطبيق هذه الأداة بفاعليه لوجود تحديات أعمق ضمن فرق العمل في مختلف الشركات اليوم، ولعل من أبرز التحديات: • مهام فريق العمل متعددة الاختصاصات (أمور مالية، هندسة وحسابات، إدارة عامة، إلخ) • تسارع وتيرة العمل اليوم في عالم الأعمال يجبر فرق العمل على إغفال بعض الأمور الثانوية التي قد تتحول لمشكلة كبيرة لاحقا. • التنوع الثقافي بين أفراد فريق العمل، وتعود كل شخص على نمط عمل معين. • الهيكلة الإدارية لفريق العمل في كثير من الأحيان لا تتوافق ولا تخدم المشروع. بالإضافة لهذا كله فالواضح أن ثقافة بعض الشركات اليوم لا تساعد كثيراً في خلق جسر من التواصل والتعلم بين أفراد الشركة، مما يهدر فرصة التعلم من الأخطاء السابقة، وهذا كله يؤدي لأن تدفع الشركة أو المؤسسة ثمناً ووقتاً غالياً لتكرار أخطاء كان من الممكن تلافيها. ولعل التوصية المقدمة في بحث BAE SYSTEMS نجد أنهم وضعوا طريقة أكثر فاعلية لاستثمار أداة «الدروس المستفادة» من خلال الخطوات الخمس الآتية: 1- يجب على فريق العمل تسجيل الدروس دون تسويف ووضعها ضمن منظومة (افعل ولا تفعل). 2- يجب تصنيف هذه الدروس لكل مجموعة وتوثيقها بشكل محكم في أنظمة معلومات الشركة، وجعل الوصول لهذه المعلومات سهلا وبسيطا من خلال محرك بحث. 3- التواصل بشكل دائم، من خلال إرسال رسائل إلكترونية وعقد اجتماعات دورية تعرف العاملين بمستجدات الدروس المستفادة. 4- إدخال الدروس ضمن آلية عمل المؤسسة كجزء رئيسي من أي مشروع مستقبلي عن طريق تغيير جذري في تسلسل سير العمل أو أدواته المستخدمة. 5- تقرير وإعلان التغييرات في آلية العمل لكل الموظفين، من خلال المذكرات الدورية، أو من خلال الموقع الرسمي، أو حتى خلال الاجتماعات العمومية. وفي نهاية المطاف تبقى الخطوات السابقة مجرد توصية، ولن تملك أي مؤسسة فرصة حقيقية للتقدم إلا من خلال الاعتماد بشكل دائم على الدروس المستفادة، أو أن تبقى كما هي تسجل الدروس المستفادة في الأوراق وتكرر أخطاؤها العملية في أرض الواقع! مخرج: الأفكار الجيدة لا يتم العمل بها بشكل تلقائي، يجب علينا أن ندمجها في تعاملنا اليومي مع كثير من الصبر والتأني. (أدميرال هايمن ريك أوفر)
مدخل: موضوعي اليوم مقتطفات شاردة وواردة من حياتنا اليومية، هذه المقتطفات مثل أوراق الشجر في الخريف التي سرعان ما تذبل وتسقط وتدوسها الأقدام ثم تلقى للمهملات، وتستمر الحياة بدونها حتى يأتي فصل الخريف مرة أخرى....
مدخل: في اللهجة الدارجة نقول لشخص «شوره مب بيده» عندما نعني أنه لا يمتلك الحرية لاتخاذ القرار. ومن أبرز المشاكل التي قد تواجه الفرد منا عندما يسلب القدرة على اتخاذ القرار، فيبدأ بالشعور بالعجز والقهر،...
قد يستغرب القارئ من ذكري لسوبرمان في عدد من مقالاتي، وتعود إشارتي المتكررة لهذه الشخصية لسببين رئيسيين، الأول هو أنها شخصية خرافية يعلم عنها الجميع وقد قرأنا عنها في المجلات وشاهدنا مغامراتها بالرسوم المتحركة. السبب...
إن البحث العلمي في مجال «طريقة عمل الدماغ» يعيش في وقتنا هذا عصراً ذهبياً، فلا تكاد تخلو مجلة علمية أو تقرير علمي دون وجود دراسة أو تجربة عملية في هذا المجال، وتكمن الأهمية البالغة لهذه...
مدخل: «الله أعطاك وجهاً واحداً، ولكنك أنت من تخلق لنفسك وجوهاً عديدة».. ويليام شكسبير «أكون أو لا أكون هذا هو السؤال؟» هو المقطع الافتتاحي من مسرحة ويليام شكسبير الخالدة «هاملت»، حيث يقف الأمير هاملت ويتساءل...
مدخل: «في عصر لا يعترف إلا بالسرعة، من الصعب أن تجد وقتاً لكي تستمتع بما تقوم به». مجهول لم يخطئ من سمى هذه الألفية بألفية السرعة، فكل شيء يتحرك بسرعة كبيرة جداً، ساعات اليوم الأربع...
مدخل: «لا أجد متعة أكثر من تلك التي أجدها في الاستماع إلى الآخرين ومقارنة تجارب الفشل والنجاح مع ما فعلته أنا بذاتي» (مجهول المصدر). الكثير منا يحب أن ينظر إلى صور الألبومات القديمة، ليتذكر ماضياً...
قبل أن أتطرق للموضوع المذكور بالعنوان أود أن أسترجع قصة قصيرة ذكرها لي أحد الأصحاب وهي كالتالي: (دخل أحد طلاب المرحلة الثانوية الفصل بعد انتهاء حصة الرياضيات، ونتيجة لتأخره وجد أن الجميع خرج من الصف،...
مدخل: «دائماً ما نعتقد أن القرارات التي نتخذها مبنية على تفكير عميق وتحليل منطقي، ولكن الواقع مغاير لهذا الاعتقاد، فالكثير من قراراتنا عشوائية، وهي نتيجة أهواء محضة ومشاعر داخلية (مجهول). الشطحة الأولى جلس محمد أمام...
ملاحظة لعزيزي القارئ: مقالي اليوم قصة قصيرة كتبتها في زمان مضى، ألطف بها أجواء صارت مشحونة. جلس يعقوب في كرسيه وهو يهز رجله بصورة متواصلة، نظر إلى يمينه ثم إلى يساره وهو يزفر في حرارة...
إذا ما عدنا لكتب التاريخ لوجدنا أن التعامل التجاري بين مختلف الشعوب بدأ من خلال مبدأ «التبادل»، فلم تكن هناك عملة تحكم وتنظم عمليات البيع والشراء، فلقد كان التبادل سيد الموقف، فإذا أردت شراء قدر...
خلال آخر 20 عاماً رأينا نقلة نوعية في مجال الطب الحديث، سواء كانت من خلال الأدوية الحديثة التي صارت أكثر فاعلية وبأضرار جانبية أقل، أو من خلال العمليات الجراحية المختلفة التي صارت متخصصة في أكثر...