إنه لذو حظ عظيم!!

لاعب كرة القدم، الرياضة الأشهر في العالم والأكثر تربعا على عروش القلوب عند الحديث عن كرة القدم يجب أن تكون حذرا، فأنت تقترب من المنطقة الملغمة خاصة أنها ليلى بالنسبة لقيس –أعني الكرة لعشاق كرة القدم. لاعبو كرة القدم المنتصر منهم بطل، والمنهزم شهيد، والحكم قاضي قضاة الأمة، لاعبو كرة القدم تفرش لهم الموائد ويستقبلهم الملوك والسلاطين وتسخر لهم الإمكانات، وتحتفل كل بلاد العالم بتتويجهم بمهرجان أشبه بقصص ألف ليلة وليلة رغباتهم أوامر، أحلامهم واقع ديونهم مسبوقة الدفع، لا يملكون أي سلطة سياسية أو اقتصادية، ولكنهم يتسلطون على قلوب العالم ليسوا تجارا أو مديري بنوك، ولكنهم الأعلى حسابا ودخلا قيمة اللاعب المحترف تصل لملايين الدولارات، لذلك علينا أن نتثقف جيدا في كل ما يخص كرة القدم وإلا سنتهم بقلة الثقافة والفهم، وسيهزأ بنا أطفالنا فهم يعرفون عن تاريخ ميسي ورونالدو وديفيد بكهام أكثر مما يعرفون عن تاريخ آبائهم، ومن أجمل ذكرياتي عن كرة القدم حصول قطر على كأس العالم للشباب سنة 1981م، والسبب في مشاهدتي للمباريات لم يكن حبي للرياضة، ولكن إذا سمعتم بالثقافة الإجبارية، فالرياضة كذلك إذا ذهبنا إلى المدرسة، فالفتيات يتحدثن عن المباريات، ونذهب للبيت وكل من فيه يتحدثون عن المباريات أيضا، وإذا أبديت رأيا فأنت متهم بوطنيتك، إذ كان لزاما علي معرفة جميع الأسماء المشاركة، وأسباب الهزيمة، والتحليل الرياضي الذي يفوق تحليلات الـcnn الإخبارية. وصادف أن قطر تأهلت للنهائي، ومنحتنا الدولة يوم إجازة لمشاهدة المباراة النهائية، وكانت فرحتنا بالإجازة لا توصف أكثر من فرحتنا بالمباراة، ولكن لا ننسى يوم رددنا أغنية عبد الرحمن الماسي يا منتخبنا الغالي الله أكبر، ونردد عبارات صاحب الصوت الذهبي يوسف سيف الله يا عمري قطر، ما أجمل تلك اللحظات وما أجمل سعادتنا بها، نفس اللحظات السعيدة استرجعناها عندما أعلن بلاتر عن حصول قطر على شرف استضافة كأس العالم 2022م لم تكن سعادتي بالحدث الرياضي، إنما سعادتي بكسب الرهان والتحدي والطموح والنظرة الواعدة للمستقبل الذي ستعيشه هذه البلاد، وتمنيت ساعتها أن تحظى قطر بنصر علمي كبير لا يقل أهمية عن ذلك النصر الرياضي، ولكن هيهات إذا عومل المعلمون بنفس الدرجة التي يعامل بها الرياضيون ووُضع لهم قناة ومذيع يناقش قضاياهم ساعتها سنقول إن الدهر أنصفنا، وإن المعلمين يزاحمون على موقع جيد بالحياة . وقفة: هناك واجب وطني ورسالة سامية يجب أن يحملها جميع الرياضيين القطريين، إذ لا بد من دخولهم إلى مدارس البنين وإلقاء المحاضرات التوعوية، والتي تحث على بناء الجسد الرياضي للشباب، فأبناؤنا يحبونهم ويتعلقون بهم، وفي النهاية كلنا قطر. وقفة: إذا كنا سنستضيف كأس العالم 2022م فلا بد من تثقيف مجموعة من الشباب القطري بمجموعة من اللغات أهمها اللغة الفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية، لذلك يجب أن تكون هناك الكثير من المعاهد المتخصصة في ذلك، وأن يتم تغذيتها بأهم أسماء الطلاب ذوي القدرات العالية في دراسة اللغات وأن تتحمل نفقات تعليمهم الدولة ليكونوا عدتها وعتادها البشري بما يتناسب وحدثها الكبير.