alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

الحضارة ودور الأديب والكاتب..

21 مايو 2014 , 12:00ص

مع أنه قلما يفرّق المجتمع بين الأديب والكاتب وهذا أمر طبيعي أن تختلط المصطلحات على العامة، بينما أهل الثقافة العليا يجب ألا يسقطوا بذات التشويش لأنهم الصفوة الذين يتبعهم الشارع بطبقاته الثقافية الدنيا والمتوسطة. وأنا أفكر في دور الأديب والكاتب في الحضارة، رأيت ثلاث محاور، الأول: دور الأديب، الثاني: دور الكاتب، الثالث والأهم والتي يدور حولها الاثنان، الحضارة. الأديب من يوثّق الأحداث عبر الرؤية الأدبية لها فيكتبها على شكل رواية أو مسرحية أو دراما تصلح لعمل تلفزيوني وهكذا، الكاتب يعرض الأحداث ويدس رأيه فيها وغالباً يحشر رأي مالك الوسيلة الإعلامية التي ينشر من خلالها تملقاً وحفظاً «لأكل عيشه». الحضارة هي المفعول به، هي القصة، هي أصل الحدث ونتيجته. الحضارة تتطلب النقل، والنقل هو تداول المعلومات عبر التدوين وما يحفظه الإنسان في ذاكرته، والتاريخ له أدوار وأطوار تتناوب على منحنى الحضارة من الأدنى ارتفاعاً، ثم تصل للقمة وتبقى قليلاً، وللأدنى هبوطاً حتى تصل القاع وتبقى قليلاً، وهكذا. إذاً، لا يوجد ثبات في حضارة شعب أو أمة أو دولة أو أي شيء يمكن أن نطلق عليه «بيئة حضارة» سواء عاقلة أم غير عاقلة. والبيئة الحضارية العاقلة هي البشر الذين يمتلكون الصفات التي تعكس نوع الحضارة التي ينتمون إليها، أما غير العاقلة فهي الجمادات التي بفعل البشر نرى عليها انعكاساً لحضارات ما. الفكرة العامة أيها القارئ الفاضل التي أتمنى أن نتشارك بها هنا، أن الأديب والكاتب الذين تقرأ لهم هم المشكل الرئيس لثقافتك ثم سلوكك الذي يظهر للناس، والسلوك البشري تبنى عليه حضارة الحقبة والمكان الذي أنت فيه. وهذا محور تدوين العقل الجمعي للتجارب العامة التي تجتمع وتشكل الحضارة. يمكن تبسيط المسألة بأن نقول لك بدلاً من هذا المقال: انتبه لمن تقرأ! ولكن بلا أن نفصل في الأسباب، ونضع المقدمات والنتائج، لن تسمع لتنبيهنا، وقد تعتبره إملاء على حرياتك بل وقد تأخذ منا موقفاً معاكساً وعدوانياً بتصنيف بعيد عن أصل السبب لما نريد لك به الخير. اليوم وبالأمس وأبداً، الكاتب والأديب هما الآلة الطابعة للأحداث في الزمن الذيي عايشوه، وأزمة الضمائر المعروضة لمن يدفع أكثر ليست طارئة على فترة أو بلد أو قوم هي جزء من النزعة الشيطانية التي تتقاسم الإنسان مع الفطرة الملائكية، هي صراع الخيرية التي خلقنا عليها، والشر الذي أقسم أن يكيد لنا أجمعين، والنتيجة تعتمد على اختيارنا أن نكون من عباد الله الذين ليس لأحد سواه عليهم سلطان، فينتصرون على الشهوات والنزغ، ويطمئنون لمسار الخير وإن كان مقفراً. إذاً كيف نميز أي فريق يتبع الكاتب والأديب وهو يشكل أنماط تفكيرنا؟! الأمر سهل، ميزان العقل الذي كُرم به الإنسان قادر على التمييز بشرط أن يتفق على القواعد والمسلمات وكانت له مرجعية، وأتكلم هنا عن مرجعية الدين الإسلامي عبر القرآن والسنة. لأن في الحقيقة الإنسان ليس كله خير أو كله شر، لا يوجد إطلاق في الانتماء لأحد هاذين الفريقين ولكن هناك سلوك عام، هناك منهجية، هناك كفة تميل، بالتأكيد أن البعض يتأرجح بين الفريقين ولكن لا شك أنه يثبت عند أحدهما أكثر من الآخر. الكتّاب والأدباء هم المرجع الفكري الذي يلخص حضارة ما ولا غنى عنهم في التأريخ، والنزاهة المتوقعة من هذه الطبقة الفكرية هي التي تجعل لكلٍ أتباعاً وتأثيراً، ولكن المسؤولية الجمة على المتلقي بأن يختار بمَ يملأ وعاءه، العاميّ يحتاج للمثقف ليعلمه شيئاً، والمثقف أيضاً يحتاج لمن يمارس معه فهمه ويشاركه تجربته، لذلك متى ما أحسن العاميّ اختيار المثقف تراجع سوق باعة الكلام، أهل الادعاء الأدبي والكُتاب الأجراء، ومرتزقة «تزوير الحضارات» الذين تجعل منهم السلطات الفاسدة بطانتها لتضمن طمس تاريخها الأسود عبرهم. واليوم شبيه بالأمس، ولسنا في الحضيض كما يروق للبعض أن يُنكد علينا كل حين وآخر، فالدنيا منذ هبوط أبينا آدم من الجنة إلى الأرض لم تنعم باستقرار مستمر، لأن هذا شأنها وسنة الله فيها التغيير وأن تأتي راغمة لمن تنطبق عليه الشروط فقط. ولكل زمن تلك الأذرع التي تتعارك في سبيل إرساء مبادئها، ولتكون من لَبِنات قيام أي حضارة، وما عليك إلا أن تتحقق أنك تمد الأذرع الصحيحة بالقوة اللازمة لتنهض وتنتصر وتتفوق. فريق الخير يحتاجك أنت بالذات، ولا تُكلّف إلا نفسك.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...