alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

التأريخ «المؤدَّب»!

20 ديسمبر 2012 , 12:00ص

أو لنقل إنه «توثيق روح الأحداث»! لذيذ هو ذاك التدوين المغلف بالسرد القصصي والبلاغة اللغوية لحقائق تحفها الدماء من كل مكان ولا يكاد أي لون من قوس قزح يبين إلا الأحمر منه! والتاريخ محاصر بالدم، معفر بغبار أراضي استضافت أشرس المعارك، رطب من فرط تعرق المقاتلين، كل ينزف ماء ودما ليفاوض على دقائق أكثر للحياة. فكيف نشعر بلذة الأحداث إذاً؟ ما الذي يضفي على الوثيقة التاريخية هيبتها ومكانتها في أرفف الحقيقة والمكانة الشامخة بين مثيلاتها؟ إنه ختم الأديب. الذي يستنشق الكلمة قبل أن يزفرها كتابة. فكيف ذلك؟ لو تناولنا أدب الثورات. كيف يدون؟ بصوغ الأحداث التاريخية بأسلوب أدبي يضيف للنقل إبداعا. أرأيتم ريشة الفنان؟ عندما تحط فوق سطح ما ترسم بحرا في كل أبعاده وتفاصيله وعمقه، فترى المحيط في تلك الرقعة الصغيرة وتكاد تتحسس ملامحه وتستشعر تفاوت درجة حرارته. وأنت تقف في «جاليري» صاخب تتناثر الطبيعة فوق كل حوائطه، بينما لم يتعد حجم المكان الأمتار، رغم أنه بأبعد التقديرات لا أحد يتسكع في معرض لوحات ما يزيد عن يوم. هكذا نشبه التدوين المتأدب في كل المجالات. كتابة التاريخ «كحدث» أمر يتطلب المعلومات الحقيقية ومؤرخ صادق وأمين، يمتلك لغة الكتابة، منطوقة أم مرسومة، أحرف أم أشكال تدل على الوقائع، لكن إضفاء الأدب على التاريخ هبة ربانية ويمكن تطويرها ومن الصعب زرعها والدربة عليها لأنها تعتمد على الذائقة. والذائقة هي ارتشاف الحدث في كل حالاته. مثلا ذاك اللقاء الذي كان بين ملك الحبشة والبعثة التي أرسلها محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام للاستجارة بعدله بعد ظلم قريش، والحوار الذي دار هناك، والنظرات والكلمات ونبرات الصوت وحركات الأيادي والنفس والرمش، وكيفية الوقوف ومكان الوقوف من عرش الملك واستقامة أجساد المسلمين بلا انحناء متعارف عليه أمام ملوك الأرض آنذاك، تلك تفاصيل يسهل نقلها عبر المتواتر من الأقوال بعد حذف وجمع، واتباع الوسائل العلمية في نقل القصص التاريخية التي تعتمد على علم الرجال وتحديد الثقات منهم، ومنهجية علم الجرح والتعديل في علوم الحديث الشريف والسنة النبوية، ويتم تحييد القصص المنقطعة الاتصال بين الرواة، وكذلك تتبع تلك الوسائل في أي توثيق تاريخي، وإن اختلفت تسمياتها، ذلك لأن التاريخ كتلة متصلة، تفهم في سياق بعضها بعضا. ولكن الذائقة التي أتحدث عنها تكون في ارتداء روح الفاعل، الوقوف بمكانه، استنشاق هواء المكان، درجة حرارته، استنطاق المكان، الماء، الهواء، التراب والسماء، تحويل كل كائن إلى روح وحياة وإحساس، ثم الكتابة عنه، وتلك ملكة الأدب التاريخي وهي منحة ليست لكل وناقل ومؤرخ. لذلك عندما ننوي قراءة التاريخ هناك أسماء عرفت بأمانة النقل ومنهجية العرض، ولا تخلو من تدوينهم مكتباتنا، ولكن للاستمتاع بقراءة التاريخ نجد أننا نبحث عن كاتب بعينه لاستشعار التاريخ، للمسه، لتقمص الشخوص، للضحك والبكاء مع الحدث، للرجوع في الزمن إلى تلك الحقبة. وهناك فرق كبير، النقل مهم للمعلومة ورسالة للعقل مباشرة، بينما الأدب يطأ القلب، والمخ البشري مكون من عقل وعاطفة، مراكز منطق وأخرى للخيال، وتلك معلومة ليس بالجديدة، لذلك أي خطاب لا يعتبر تلك الحقيقة العلمية يصل مبتورا نصفه. وأخيرا، ما سبق عرض لما أظنه «كيفية الكتابة الأدبية» للأحداث التاريخية، ولكن قلة ممن يمن الله عليهم بحرف مرهف.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...