انتخابات الشورى

بلا شك أن الإجراءات الجديدة، التي أعلن عنها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في خطابه الأخير أمام مجلس الشورى، سوف تخدم دولة قطر مستقبلاً، وتوسّع دائرة المشاركة بالصورة الديمقراطية التي نتطلع إليها جميعاً. وبدأت الدولة بالفعل في تنفيذ تلك التوجيهات، التي ستكون منهاجاً للعمل خلال المرحلة القادمة، حيث أكد مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوع الماضي، أن الحكومة حريصة على إعداد مشروعات الأدوات التشريعية اللازمة، والخاصة بالإعداد لانتخابات مجلس الشورى، على نحو يضمن سير هذه الانتخابات بشكل مكتمل ومنصف. والهدف من هذه الانتخابات بحسب سمو الأمير، هو تجنب الحاجة إلى التعديل في كل فترة، فثمة نواقص وإشكاليات قانونية، لا بد من التغلب عليها ابتداءً، لكي تكون انتخابات مجلس الشورى منصفة، لذلك ستقوم الجهات المعنية في الدولة، بإعداد التشريعات التي سيتم عرضها على مجلس الشورى العام المقبل. ومن الملاحظ أن فتح باب الترشح لعضوية مجلس الشورى بالانتخاب المباشر، كان محط ترحيب الكثير من أبناء قطر، لذلك من المتوقع أن يكون للشباب القطري دور كبير في المرحلة المقبلة، خاصةً أن الدولة كرست خلال الفترة الماضية قدراتها من أجل دعم الشباب القطري في كافة القطاعات. وفي اعتقادي أن الإجراءات الأخيرة، التي شملت مجلس الشورى، وبمقدمتها إدخال المرأة للمجلس تعتبر إجراءات تاريخية، إذ ضخت دماء جديدة عبر تعيين أعضاء جدد، من ذوي التخصصات المتعددة، لذلك من المتوقع أن يكون هذا المجلس نواة مهمة للمجلس القادم الذي ينتظره القطريون. والمتتبع للشأن القطري يرى أن تعيين عضوات في مجلس الشورى، لم يكن من قبيل المصادفة، بل هو انعكاس لرؤية القيادة السياسية، التي آمنت بقدرات المرأة القطرية، كما أنه إجراء له مغزاه الواضح، في تأكيد أهمية دور المرأة القطرية، في صناعة المشهد السياسي محلياً، إلى جانب مشاركتها على المستوى العالمي. والمتمثلة في الدور البارز الذي تلعبه سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، الأمر الذي يؤكد دور القيادة السياسية العليا في لعب دور محوري، في دعم المرأة للحصول على حقوقها، وتحسين أوضاعها وتعزيز مكانتها على كافة الأصعدة. ولا بد من التأكيد في هذا الصدد على دور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي حملت على عاتقها مسؤولية إيصال المرأة القطرية لبر الأمان، من خلال ما أولته سموها من اهتمام لكافة الجوانب الهادفة، مما ساهم في إبراز دور المرأة القطرية، وتحفيزها للنهوض بالمجتمع، وتنويع مصادر الموارد البشرية، حيث لم تدخر سموها جهداً في سبيل تحقيق نقلة نوعية على مستوى التعليم، وتأهيل جيل جديد متكافئ ومتناغم مع تطورات العصر. ومن المتوقع أن تشهد انتخابات مجلس الشورى المقبلة، مشاركة واسعة من قبل الشباب القطري، الذي يتطلع إلى ممارسة الديمقراطية، باعتبار أن هذه الانتخابات تأتي تجسيداً لرؤية سمو الأمير المفدى الثاقبة، والنابعة من الحرص على المصلحة الوطنية، لترسيخ الديمقراطية في دولة قطر، والتي قطعت فيها الدولة خطوات واسعة طوال السنوات الماضية، فقد عودنا أميرنا المفدى دائماً على إثلاج صدرونا بقراراته الرشيدة التي تساهم بالارتقاء بالمواطن القطري، وتجعلنا في أفضل حال يحسدنا عليه الجميع.