


عدد المقالات 133
لم يكن التحالف الإسرائيلي بين حزب «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو و «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية إلا مقدمة لخطوة أكثر من تحالف انتخابي، فهذا التحالف اليميني المتطرف الذي لم يشهد الكيان الصهيوني تحالفاً أكثر تطرفاً منه منذ نشأة الكيان يرسم تصوراً لطبيعة الدولة اليهودية في المرحلة القادمة، وما يجري من عدوان في غزة ليس سوى تمهيد لمرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية يتحكم فيها اليمين الإسرائيلي في رسم طبيعة العلاقة مع الفلسطينيين، خاصة ما يسمى بعملية السلام، وكذلك في العلاقة مع العرب بعد التحولات العربية في المرحلة الأخيرة، ولذا يصر اليمين الإسرائيلي على الفوز بالانتخابات القادمة، حتى ولو كان ذلك من خلال الدم الفلسطيني، وإذا كان التحالف يستخدم الدم الفلسطيني كورقة مرجحة فهو يكرر خطأً «شيمون بيريز» في العملية المسماة «عناقيد الغضب»، حيث قاد عدواناً على لبنان عام 1996 لمدة ستة عشر يوماً من أجل تعزيز موقعه في الانتخابات التي كانت ستُجرى في ذلك العام، فأرسل الطيران الإسرائيلي ليقوم بـ1100 غارة جوية طالت مواقع كثيرة في لبنان بينها العاصمة بيروت، لكن هزيمة بيريز لم تتوقف على الجانب العسكري فقد امتدت الهزيمة لتشمل سقوط بيريز وحزبه في تلك الانتخابات وصعود قوى اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو، حيث أصبح أول رئيس وزراء ينتخب من الناخبين الإسرائيليين مباشرة، ولم يكن سقوط بيريز المدوي متوقفاً عليه أو على حزب العمل الذي يقوده، بل امتدت الهزيمة إلى الأحزاب اليسارية أو ما كان يسمى بـ «معسكر السلام»، وتكرر المشهد في انتخابات عام 2009، فقد كان نتنياهو يهيئ نفسه لانتخابات يفوز فيها برئاسة الوزراء مرة أخرى، فقام بالعدوان على غزة فيما سمي بعملية «الرصاص المصبوب» التي استمرت من 27 ديسمبر 2008 وحتى 18 يناير 2009، حيث ارتكب مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة؛ إذ قتل من الفلسطينيين 1285، وجرح 4850 ودمر كثيراً من المنشئات في غزة، وكما جنت عملية عناقيد الغضب على شيمون بيريز فقد جنت عملية الرصاص المصبوب على نتنياهو، فلم يحصل على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة إسرائيلية؛ إذ تقدم عليه حزب «كاديما» الذي تقوده «تسفي لفني» لكنه استطاع أن يشكل تحالفاً يمنياً مع المتطرف «أفيغدور ليبرمان» زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» إلى أطلق على نفسه «صانع الملوك»!! لأنه أصبح «بيضة القبان في أي تشكيل حكومي؛ إذ لا يستطيع أي حزب أن يشكل حكومته دون التحالف معه بسبب حصوله على 15 مقعداً في الكنيست تؤهله للتحالف مع أحزاب المقدمة (كاديما أو الليكود)، فاختار التحالف مع الليكود؛ لأنه أقرب له في يمنيته المتطرفة، وكان ذلك التحالف نتيجة طبيعية لصعود قوى اليمين في إسرائيل، فقد أفرزت انتخابات 2009 صعود أحزاب متطرفة مثل الليكود 27 مقعداً، وإسرائيل بيتنا 15 مقعداً، وشاس 11 مقعداً، ويهدوت هتوراة 5 مقاعد، وبيت يهودي 3 مقاعد، وتحالف «أحدوت لئومي» 4 مقاعد، وقد تعزز موقف اليمين المتطرف خلال حكومة «نتنياهو ـ ليبرمان» ثم أخيراً من خلال التحالف الانتخابي «الليكود - بيتنا»، ورغم عدم حاجة هذا التحالف لأي تأثيرات «عسكرية» تعطيه رصيداً للفوز، حيث إن المزاج الإسرائيلي يميل إلى اليمين بل إلى اليمن المتطرف، خاصة بعد الثورات العربية التي يرى فيها الإسرائيليون خطراً عليهم فيلوذون بيمينهم المتطرف للتعبير عن خوفهم من ذلك الصعود، ومع هذا أصر نتنياهو وحليفة بل المؤسسة السياسية والعسكرية على تكرار نفس الأخطاء السابقة، فها هو التاريخ يعيد نفسه، حيث يعتقد نتنياهو وحليفه ليبرمان أنهما يستطيعان أن يعززا مواقعهما الانتخابية من خلال القيام بعملية عسكرية على قطاع غزة تحقق لهم ضرب المواقع التي تنطلق منها الصواريخ التي تهدد البلدات والمدن في جنوب فلسطين المحتلة، لكن المعركة الحالية قد اختلفت في تركيبتها، فقد وصلت الصواريخ الفلسطينية إلى القدس وتل أبيب، حيث دوت صفارات الإنذار في المدن المحتلة، وهرب الناس إلى الملاجئ، وهي حالة لم يشهدها الإسرائيليون منذ حرب 1973 باستثناء ما حدث عام 2006 أثناء الحرب على لبنان، حيث عاش الإسرائيليون في المناطق الشمالية تحت قصف الصواريخ القادمة من لبنان، لكنها المرة الأولى التي تصل فيها الصواريخ إلى القدس وتل أبيب، ورغم محدودية التأثير المادي لهذه الصواريخ فإن تأثيرها المعنوي على نفسية الإسرائيليين كبير، حيث تعيد تذكيرهم بأنه لا يستطيعون العيش بأمان مهما تترسوا بالأسلحة والمعدات الحربية، وأن ساستهم يعرضون أمنهم وسلامتهم كلما احتاجوا إلى أصواتهم في الانتخابات، ولذا فقد لا تأتي هذه العملية بما يشتهيه تحالف «نتنياهو - ليبرمان» بل ربما انقلب ذلك عليهم، وهذا ما لا يتمناه أي منهما، وقد بدا ذلك واضحاً من حالة الإرباك في التصريحات الإسرائيلية التي ربطت العملية العسكرية بالقضاء على منصات الصواريخ الفلسطينية، وحين فشلت في ذلك لجأت إلى ضرب المنشئات المدنية كمحطات الكهرباء ومقرات الحكومة في غزة وغيرها مما لا علاقة له بالعمل العسكري، وكذلك محاولة توسيط عدد من الدول كأميركا وألمانيا للسعي مع الدول المؤثرة في المنطقة من أجل العودة إلى حالة التهدئة، فاستمرار العملية العسكرية يدمر حياة الفلسطينيين، لكنه لا يخدم القادة الإسرائيليين في أهدافهم، وربما انقلب الأمر عليهم، فلم يعد الذهاب إلى صناديق الانتخاب يمر من خلال الدم الفلسطيني!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...