عدد المقالات 3
جاء احتضان الدوحة الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء العمل التابع لمنظمة التعاون الإسلامي. بغض النظر عما انبثق من هذه الدورة ليكشف للمرة الثانية في زمن لا يزيد عن شهر تستقبل دولة قطر العالم الإسلامي برمته للحديث عن قضايا الأمة الإسلامية. ما يرسخ مركزيتها في العالم الإسلامي، رغم مساحتها، التي لا تساوي عشر معشار جل دول العالم الإسلامي الممتدة من غانا إلى فرغانا ومن طنجة إلى جاكرتا. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، مع أنه من الطبيعي أن يعطي الدوحة تسلسل انعقادات قمم الدول الإسلامية فيها ريادة غير منكرة، يستحيل أن تنبت هذه الرغبة المتدفقة في جمع المسلمين على مشاريع ومآرب مشتركة من فراغ أو من نفاق. بعبارة أدق، السلطات القطرية تؤمن إيمانا تاما بوحدة الأمم والشعوب الإسلامية وتهتم بقضاياها اهتماما يهدد أحيانا وجدانها. أليست وساطتها في قضية غزة ما عرضها لهجوم قوات الاحتلال؟ علاوة على ذلك، الدوحة وإن أوقفت منذ بضعة أيام وساطتها في الصراع، القتال بين دولة الكونغو الديمقراطية ودولة رواندا، قررت منذ مدة أن تلعب دورا في المجتمع الدولي كان حتى السنوات الأخيرة حكرا على الدول الغربية وهو السعي نحو حل الصراعات السياسية والإنسانية التي تهدد أمن العالم أو أقاليم معينة، ليس بإمدادها بمواد غذائية أو بالمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية، فحسب. بل بإيجاد حلول سياسية ومواقف صارمة تساهم في حلها بشكل جذري. أصبح من المسلمات لدى الكثيرين أن قطر باتت ذات مكانة كبرى في المجتمع الدولي كانت، وهي تستحق، كما أن قيمة قطر ليست في النفط والغاز، بل في تعاملها المتفرد مع قضايا العالم. كان السياسي الفرنسي جويل فيري (Jules FERY) يرى أن «مقاطعة حوادث العالم هزيمة للدول الكبرى». ما يعني أن التعامل معها والاهتمام بها يعطي الدولة القائمة بها دور القائد. لقد عاش العالم في الأربعين سنة الأخيرة تحت هيمنة الأمريكان، واليوم تلوح قوى جديدة موازية للنظام الغربي المتأمرك، لكن ما لا يرى هو يقظة العالمين العربي والإسلامي. صحيح أن التحديات في كل النواحي ومن كل الألوان داخل هذين العالمين كثيرة. لكن يجب الاعتراف بأن الدول العربية والإسلامية، أو على الأقل بعضها، تقدمت بشكل فلكي في حين يشهد أفول مناطق أخرى، كانت لها الريادة. تركيا قوة من القوى المعترف بها عالميا، قطر، الإمارات، والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا، على سبيل المثال، لا على سبيل الحصر، تملأ صدور المحافل العالمية، في مجالات عدة. دولتان عربيتان وإسلاميتان، في دائرة الأربع دول الغنية في القارة السوداء، أعني مصر والجزائر، في حين تتولى مملكة المغرب الدرجة الثانية في لائحة الاقتصادات الولادة أو المبدعة في القارة نفسها. لنتجرأ فنقول، الجرائم التي ارتكبت في غزة وما زالت نازفة ستملي على العالمين العربي والإسلامي حتمية الاتحاد وحقيقة كونها قوة لا توازيها قوة، شريطة أن تتحد. وفحوى الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء العمل، في الدوحة، توحي إلى تبادل حقيقي بين دول منظمة التعاون الإسلامي ليس في مجال المهارات فحسب، بل في فتح وبناء جسور مكافحة البطالة وتعزيز الاستثمارات بطريقة ممنهجة وجريئة، فيما بينها والوصول، لم لا إلى تأشيرة تمنح العامل المسلم والعربي وأخاه المستثمر إمكانية التحرك داخل أكثر من خمسين دولة للبحث عن وضع مهني وشخصي أفضل، وذلك ببناء سوق مشترك وضعت أسسه وبقي أن تتحول إلى حقائق ملموسة. حينها، سيشهد العالم يقظة العملاق الإسلامي-العربي.
بينما لاتزال عيون الدنيا إلى نيويورك ناظرة، هذا الأسبوع بمناسبة الجمعية العامة الثمانين للأمم المتحدة، لأسباب متنوعة، على رأسها مصير هذه المنظمة، البالغة من العمر ثمانين عاما، يبدو واضحاً مدى ضعف هذه المؤسسة. والناظر إلى...
في التاسع من سبتمبر الحالي.. اكتشف فيه العالم أنه على وشك الدخول في قانون الغابة، حيث إن إسرائيل انتهكت سيادة دولة قطر بمبررات زائفة لا تمتّ إلى القانون الدولي ولا العادات الإنسانية بصلة، وذلك على...