alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

الحياة الدنيا.. أم الآخرة؟!

19 أغسطس 2014 , 01:59ص

في العالم المثالي، وأعني بالمثالية بمفهومها الدارج بين الناس بوصف قصة ما في الحياة، فيها تكون النهايات سعيدة والكل راضياً ومبتهجاً بالنتائج. الجميع شديد الغبطة لما آلت إليه قصة «سندريلا» و»سوبرمان» أو أي حكاية لها نهاية مكتملة كما حلم بها المتابع. وبالطبع فإن «مرتفعات وذرنج» و»ريا وسكينة» ليست من القصص الداخلة ضمن الأمثلة ذات النهايات السعيدة وخارج سباق المقارنة هنا! وإن تعمقنا في الفكرة، فكرة النهايات سواء السعادة أو الحزن، فإن الحسابات والوصف يتغيران جذرياً إن كانت الرؤية للنتيجة من زاوية «الحياة الدنيا» فهي تختلف تماماً عنها لو كانت لمن ينظر للنتائج بحسابات «الحياة الآخرة». ولا أبالغ إن قلت إن اختلاف الزاويتين يكاد يكون في اتجاه معاكس. نعم هي كذلك. ولعل السطور الآتية فيها تقريب. فالواقع الذي تمر فيه الأمة اليوم في أشد الحاجة للتذكير بالقيَم الأصلية التي يحيا فيها ومعها وفي سبيلها المسلم كفرد، وذلك ليتسنى له التعايش في المجتمع ضمن أحداثه التي أقل ما نصفها أنها تذهب باللب. نحن الآن يحيط بنا عن اليمين نزاع في العراق، وعن الشمال تنكيل في سوريا، ومن فوقنا يتجبر حكام طغاة وبطانة سوء، ومن تحتنا يغتال الغرب آمالنا. وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، قائد الحضارة معلم البشرية الحياة والنضال والرضا، ترزح تحت ظلم وفقر وجهل وسخط. أين نحن من منظومة العمل بمنظور المعلم محمد صلى الله عليه وسلم إذاً؟! تلك التي تعتبر الوقود للمسلم للاستمرار ومقاومة الانهيارات الذاتية والصمود بصبر حتى يأتي النصر؟ أين الأمة شيبتها وشبيبتها، نسوتها وأطفالها، من التهيئة والتسكين و»جهاد العدة النفسية والروحية»، كما أُطلق عليه؟ لماذا ينتشر الصراخ والعويل والتذمر والغضب ما دام أمر المؤمن كله خير، إن اُبتلي صبر وإن أُعطي شكر؟! تساؤلات ليست فلسفية ولكنها أخلاقية من وجه، وإيمانية من وجه العملة الآخر. أخلاقياً، فإن الإنسان يعلم أن التناقضات هي جزء من طبيعة «الحياة الدنيا» والوجود للمخلوقات. والمنغصات تنتج من فهمنا لتلك التناقضات، أو منهجيتنا في التعامل معها برفض لكينونتها، وبأننا يجب أن نتحكم فيها، وإلا فنحن فاشلون. أضف القذوع الأخرى التي نقذفها بوجوهنا فتثبط فكرة السعادة وتئدها قبل أن تكمل دورة حياتها، ثم نحزن. ومع ضغوط الحياة وتحديات الواقع قد يصَّعَّد الحزن لدرجات مرضية فيستحيل اكتئاباً ويمكن أن يوصل صاحبه للتفكير بالانتحار. ولنتذكر: أن الفكرة أساس أي سلوك، والفرق بينهما الفترة الزمنية التي «تتسبك فيها مرَقتها» وتصبح قابلة للخروج من «قِدر الطبخ» للسفرة ثم الأكل. أما إيمانياً، فإن «الحياة الآخرة» هي جزء أصيل من إيمان المسلم. فلا يكون مؤمناً من لا يؤمن بكل الآتي: بالله جل جلاله، وملائكته، وكتبه التي أنزل كلها، وجميع رسله كلهم، واليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره. قُضي الأمر الذي ينازع الإنسان ويراوده على الكآبة والضيق والحزن! قُضي الأمر الذي يجرنا كل يوم لتحليل الكثير من الأحداث التي لا يمكن تحليلها بانفصال عن شروط الإيمان أعلاه. قُضي الأمر من قبل أن يبدأ بكاؤنا الأول، ونفَسُنا الأول، وخطواتنا الأولى، كذلك قَضى ربنا مقاديرنا فلمَ إطالة الطريق؟! أليس من الأوجب إماطة أذى الفكرة الدنيوية عن سبيل اليقين بالفكرة الأخروية والتوكل على من حفظ الأمور كلها في لوحه من قبل أن نكن شيئاً يمشي على الأرض؟ حسبكم هنا. لا أتكلم عن تواكل، بل توكل. لا ركون للقدرية والقعود عن بذل الأسباب، بل الإتيان بأقصاها مع الإيمان أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. إن أصل السعادة النفسية، والراحة الجسدية، والصحة العامة للإنسان في نفسه ومحيط أسرته وعمله وكل شأنه، إنما لا يتم إلا بالإيمان بخيرية ما قضى الله للمؤمن الذي ندندن حوله. يبقى النقص جزءا من متناقضات لا تتم حياة البشر إلا من خلالها، كما قدرها خالقها. ولكن يجب ألا تكون هذه منغصات لحقيقة أن الحياة الدنيا معبر للحياة الآخرة، فتفسد الدنيا وتتبعها الآخرة، وتقعد أيها الإنسان على باب الجنة متأخراً عن الركب، عن زمرة أهل الرضا، ملوماً محسوراً مقهوراً. أُبشِّرك. لم يفت الأوان بعدُ. فما زلتَ على المعبر، فشمِّر. • @kholoudalkhames

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...