


عدد المقالات 1
الصين، على عظمة مساحتها وإمكانياتها وبنيتها الأساسية والقوة البشرية الهائلة التي تمتلكها، أدخلت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في ورطة حقيقية عندما اعتذرت عن عدم تنظيم كأس آسيا في وقت صعب للغاية، حيث تم اختيارها من أجل الاستضافة في 5 يونيو 2019 خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية في باريس، وكان من المقرر أن تقام البطولة في 10 مدن صينية خلال الفترة من 16 يونيو إلى 16 يوليو 2023، إلا أن الاعتذار الصيني بسبب تفشي جائحة كورونا اضطرها لاتخاذ هذا القرار الصعب. وكان على الاتحاد القاري تقييم الموقف، فأصدر تعميما للاتحادات القارية لمن لديه الرغبة في التقدم للترشح واستضافة الحدث القاري الكبير، فتقدمت ٤ اتحادات وهي استراليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وأكاد أجزم، بل أنا على يقين بأنه قد طلب من قطر الترشح لإمكاناتها الهائلة وجهوزيتها التامة وقد كانت على وشك تنظيم أجمل وأفضل نسخة لكأس العالم. وفور علم الاتحادين الأسترالي والإندونيسي بترشح الملف القطري، انسحبا من السباق، يقينا بقوة الملف وجاهزية قطر التامة لاستضافة هذا الحدث. ويوم أن فازت قطر، عادت بي الذاكرة لتصريح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي بعد فوز الملف القطري حين قال «بالنظر إلى قصر الوقت للاستعداد، نحن ندرك أن العمل الشاق سيبدأ فورًا، ولكن في ظل امتلاك البنية التحتية ذات المستوى العالمي، والقدرات التنظيمية العالية، فإننا واثقون أن قطر ستنظم نسخة رائعة تتناسب مع قيمة ومكانة جوهرة بطولات قارة آسيا». ليس من سمع كمن رأى، ما صنعته قطر خلال ١٠ سنوات منذ الإعلان عن فوزها بتنظيم المونديال ويشاهد حجم الإنجاز والنجاح الباهر في تنظيم أفضل نسخة لكأس العالم يدرك يقينا أننا أمام دولة لا تعترف بالحجم ولا التغني بالتاريخ بل بالعمل الجاد والإجادة والتفوق في كل شيء. مؤكد أن هناك من سبق وأشاد بالبنية الرياضية الكبيرة والمتقدمة في قطر، ولكن استميح العذر من القارئ، فنحن لا نملك إلا القلم لنعبر عما يجول في خواطرنا وما تعكسه مشاهداتنا، كل شيء هنا في قطر يدعوك للدهشة، المدن الذكية، المنشآت الرياضية المتطورة بكافة مرافقها وكل ما يخدم الرياضيين والفنيين والإعلام، الأسواق، كل شيء تطور في قطر ومع ذلك لم تتخل عن موروثاتها والأجمل من كل ذلك هو شعب قطر المضياف. كل من حولك يبتسم لك، قطر سخّرت كل إمكاناتها المادية والخبرات البشرية حول العالم لتغيير واقع هذه الدولة الصغيرة في المساحة والعظيمة في حضورها الإقليمي والقارئ والعالمي، ولأنها كانت تريد تطوير بنيتها التحتية ومدنها، فقد وضعت تنظيم كأس العالم هدفا وسببا لذلك لضمان النجاح وعدم التهاون وتجنّب الفشل، وقد تحقق ذلك. قبل كأس العالم نظمت قطر كأس الخليج وكأس العرب ومن ثم الموقعة الكبرى، كأس العالم، فعل تعجز عن تنظيم كأس آسيا، إنها «الإرادة والإدارة والمال» يا سادة، والله يا عمري قطر.