عدد المقالات 122
نستكمل عزيزي القارئ سلسلة منابع القوى من خلال مناقشة نظامين يدعيان أنهما من منابع القوى، وهما نظامان متضادان ألا وهما النظام السلطوي المبني على الانقياد الأعمى خلف السلطة، والأناركية أو اللاسلطوية وهي الحركة التي تدعو إلى الفوضى وانهيار الأنظمة الحالية للبدء من جديد. وفي هذا الأسبوع نواصل حديثنا عن الأناركية أو اللاسلطوية في الحكم، حيث يؤمن متبعو هذه الفلسفة السياسية بأن النفوذ يجب أن يؤخذ من يد السلطة ويرجع إلى مصدره «الشعب»، بل وأكثر من ذلك فهم يؤمنون بانعدام الحكومات، وأن الحكم يكون من الشعب مباشرة، مما جعل الكثيرين يقارنون الأناركية بالفوضى، ولكن نجد أسس الأناركية تظهر لأول مرة في التاريخ في كتابات الفيلسوف الصيني جوانغ زي، حيث تحدث عن انعدام السلطة المركزية ليكون للشعب الدور المباشر في حكم نفسه بنفسه. وربما تعد أبرز هذه الحركات الحركات العمالية والتي انقسم أعضاؤها بين الأناركيين والاشتراكيين، حيث يجتمعون معاً في فكرة إعطاء الشعب الحق في المشاركة المباشرة في الحكم بعيداً عن الطبقية، إلا أنهم يختلفون في فكرة «السلطة» في حكم الدولة، ولذلك ليس من المستغرب أن نعلم بأن الأناركيين والبلاشفة هم أساس الثورة الروسية، كما لعبوا دوراً رئيسياً في تشكيل الفكر الاشتراكي والذي أسس لدور النقابات السياسي كبديل للسلطة السياسية التقليدية، بالإضافة لكونهم العنصر الأهم في «الربيع الأوروبي» عام 1848، حيث عصفت بالقارة الأوروبية عدة ثورات في ذلك العام كالثورة الفرنسية والثورة الألمانية والثورة الدنماركية والثورة الهنغارية وحرب أهلية في سويسرا والمذابح الجاليكية. وفي أواخر القرن التاسع عشر والسنوات المؤدية إلى الحرب العالمية الأولى في القرن العشرين بدأ الأناركيون باتخاذ أسلوب جديد للدفاع عن نظريتهم السياسية أوصلهم إلى النظرة العالمية السلبية للفكر الأناركي اليوم، وهو استخدام الإرهاب والاغتيال كأداة من أدوات هذا الفكر السياسي، وبذلك بدأ يختلف ويبتعد أكثر فأكثر من الفكر الشيوعي الذي بدأ بالتنامي في نفس تلك الفترة الزمنية، ولربما أشهر تلك الجرائم هي اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأميركية مكينلي على يد أناركي عام 1901، بالإضافة إلى ولادة ما يعرف اليوم «بالإرهاب الدولي» إثر عمليات تفجير طالت مسؤولين في أميركا وأوروبا. الرأي الأخير... لقد أضاعت الأناركية جوهر فكرها بتبني نهج العنف في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حتى إن الأناركية اليوم «لغة» تعني الفوضى على عكس أساسها الفكري والأيديولوجي، فقد أصبح من المستحيل اليوم تقبل أفكار الأناركية وأوجه الأناركية الجديدة مثل حركة «Anonymous» أو المجهولين دون تعليق تاريخ الأناركية العنيف كقلادة سوداء على عنق كل من يدعي أنه أناركي. «تبنى الأوطان في قرون ولكنها قد تمحى في لحظة من لحظات التاريخ» إلى اللقاء في رأي آخر.
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...
