


عدد المقالات 10
الأمر المعلوم الآن، هو أن النظام في فنزويلا أهدر بعد سنوات عديدة من السياسات الاقتصادية الكارثية، التي بدأت في عهد الرئيس الراحل هوجو شافيز، واستمرت في عهد خليفته نيكولاس مادورو، ميراثاً يضم بعض أكبر الاحتياطيات المؤكدة من النفط في العالم، وقد انهار دخل البلاد بمقدار الثلث، ويقترب التضخم من بلوغ مليون %، ويتضور الملايين جوعاً في بلد من المفترض أن يكون في حال طيبة كثيراً. قد يتصور المرء أن الثورة قد تندلع، لكن مادورو كان قادراً حتى الآن على الإبقاء على المؤسسة العسكرية في صف النظام جزئياً، من خلال منحها الرخصة لإدارة عمليات تهريب مخدرات هائلة الحجم تصدر الكوكايين إلى مختلف أنحاء العالم، وخاصة أوروبا والشرق الأوسط، وعلى النقيض من صادرات النفط المثقلة بديون هائلة للصين وغيرها، فإن العائدات من الصادرات غير القانونية من المخدرات غير مثقلة بالديون بطبيعة الحال، باستثناء حالات المصادرة النادرة. من المؤسف، أن كثيرين من المنتمين إلى اليسار في مختلف أنحاء العالم -على سبيل المثال، زعيم المعارضة البريطاني جيريمي كوربين- كانوا على استعداد لغض الطرف عن الكارثة التي كانت تختمر، ربما بسبب اندفاعهم الغريزي في الدفاع عن إخوانهم الاشتراكيين، أو ربما كان الأسوأ من ذلك، أنهم يعتقدون حقاً في رجاحة نموذج شافيز الاقتصادي. في مجمل الأمر، كان العديد من الاقتصاديين من ذوي الميول اليسارية -بما في ذلك بعض الذين عملوا في نهاية المطاف في حملة السيناتور بيرني ساندرز الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2016- وكان هناك أيضاً انتهازيون، بما في ذلك مؤسسة جولدمان ساكس -ومشترياتها غير المدروسة التي دعمت أسعار السندات الفنزويلية- وبعض منهم من اليمين، مثل لجنة تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي قبلت تبرعات ضخمة من سيتجو، وهي شركة تابعة لشركة النفط الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا، وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، عملوا على تمكين النظام. في الأسابيع الأخيرة، وضع مادورو خطة نصف مدروسة لتثبيت استقرار العملة، فأصدر أوراق عملة جديدة مدعومة بواسطة عملات رقمية مشفرة تصدرها الحكومة، وهذا أشبه ببناء بيت من ورق على مكبّ نفايات، وسواء ترسخت العملة الجديدة أم لم تترسخ، فبوسعنا أن نكون على يقين من أن المؤسسة العسكرية في فنزويلا ستستمر في إدارة عملياتها باستخدام أوراق العملة من فئة 100 دولار. في الاستجابة للأزمات المحلية والإقليمية التي ولّدها نظام مادورو، فرضت الولايات المتحدة عقوبات تجارية ومالية شديدة، ويُقال إن ترمب طرح فكرة غزو فنزويلا، لا شك أن التدخل العسكري الأميركي فكرة مجنونة، حتى إن القادة الكثيرين في أميركا اللاتينية الراغبين في رحيل النظام لن يؤيدوا مثل هذه الفكرة أبداً. لكن الولايات المتحدة تستطيع، بل ينبغي لها، أن تزيد إلى حد كبير من مساعداتها المالية واللوجيستية لإعانة الدول المجاورة على التعامل مع مشكلة اللاجئين المربكة، وليس من السابق للأوان البدء في التخطيط لإعادة البناء وإعادة اللاجئين إلى ديارهم بعد أن تنتهي أخيراً النسخة الاشتراكية -أو بشكل أكثر دقة محسوبية النفط والكوكايين- من فنزويلا.
إن أي تقهقر مستدام خلف الحدود القومية بسبب وباء كورونا (أو حتى الخوف الدائم من الوباء) في ظل تنامي النزاعات التجارية يعد بمثابة وصفة للعودة إلى ضغوط الأسعار التصاعدية. في تلك الحالة، قد يؤدي ارتفاع...
الواقع أنني لست ضد خطة وارِن، ولا نهج سمرز-سارين؛ لكن كلاً منهما أشد تعقيداً من أن يمكن تنفيذه. لماذا لا نسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها بالاستعانة بنظام أفضل يتمتع بدعم أوسع وقادر من ثم على...
تُرى هل حان الوقت لأن تفكر الولايات المتحدة في التحول من ضريبة الدخل إلى ضريبة الاستهلاك التصاعدية كوسيلة لمعالجة فجوة التفاوت المتزايدة الاتساع في الثروة؟ لفترة طويلة، كان العديد من الاقتصاديين يفضّلون نظاماً ضريبياً قائماً...
أبدت السيناتور والمرشحة الرئاسية الأميركية إليزابيث وارن، درجة تصعب المبالغة في وصفها من الشجاعة والوضوح، حين أعلنت موقفها ضد عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك «فيس بوك» و»جوجل» و»أمازون» و»آبل»، في الواقع، تُعد مقترحات وارن بمثابة...
حتى إذا تمكن أصحاب «البيتكوين» من إيجاد وسيلة لخفض تكلفة الطاقة المهولة اللازمة للتحقق من المعاملات، فإن طبيعة الأنظمة المحاسبية غير المركزية تجعلها أقل كفاءة من الأنظمة التي تديرها جهة مركزية موثوق بها مثل البنك...
مع انخفاض سعر عملة البيتكوين بنسبة 80% عن الذروة التي بلغتها قبل عام واحد، والانهيار الجهازي الذي تشهده سوق العملات الرقمية المشفرة عموماً، تُرى هل أتت «ذروة العملات الرقمية المشفرة» وولت بالفعل؟ ربما، ولكن من...
مع انهيار تجربة فنزويلا العظيمة مع الاشتراكية «البوليفارية»، تندلع أزمة إنسانية وأزمة لاجئين أشبه بما حدث في أوروبا في عام 2015، فإلى كولومبيا وحدها، فرّ نحو مليون فنزويلي، مسافرين بالحافلات والقوارب، بل وحتى على الأقدام،...
إن شركات التكنولوجيا الكبرى لا تزال تستمد معظم إيراداتها من المنتجات الأساسية لشركاتها، على سبيل المثال: «أبل آي فون»، و»مايكروسوفت أوفيس»، ومحرك بحث «جوجل». ومن الناحية العملية، من المرجح أن يتم القضاء على التكنولوجيات الجديدة...
يعتقد المجتمع الاستثماري الدولي أن الشركات التكنولوجية الكبرى - «أمازون»، و«أبل»، و«فيس بوك»، و«جوجل»، و«مايكروسوفت»- قد نمت بشكل كبير وأصبحت غنية وقوية بما فيه الكفاية، حيث أضحى من الصعب على رجال القانون والسياسيين مراقبتها. هذا...