عدد المقالات 170
أرى أن قدوم الشعائر الدينية باختلاف أوقاتها ليس إلا مواسم لهدايا إلهية ونفحات لهباته؛ ذلك لنلتقط أنفاسنا من تشرذم الروح الهائمة في تفاصيل اليوميات، تلك التي أهلكت العقل والجسد. وكأن التكنولوجيا أَضحت قرصان القرن الواحد والعشرين للوقت، ووسائل التواصل الاجتماعي ليست كذلك، هي وسائل التجسس على الخصوصية ونشر الإشاعات وقذف الأعراض واقتناص الفتيات، وقليل جداً من اتخذها إيجابياً ولما أسست له من منفعة عامة وفائدة للمستخدِم. لقد اعتدنا على تفويت الفرص وعدم استغلال الموجود من الأشياء الجميلة رغم وفرتها؛ لأننا نلهث خلف الأشياء غير الموجودة رغم قلتها. هذا واقع الثقافة المسيطرة على المجتمعات المرفهة للأسف، سوء الاستخدام للمدنية وأدواتها، والخضوع لها بدلاً من تطويعها، وعدم الإخلاص في العمل الذي انعكس على الأفكار أيضاً؛ حيث شابها «السلق» ونسينا حتى ذر الملح على الماء! ومع بداية شهر ذي الحجة تلفح وجوهنا الرحمات والبشارات، لذة العابد، لن نستشعرها إلا بعزلة مؤقتة عن وسائل «التباعد والتقاطع» الاجتماعي المسماة بالتواصل؛ فهي بناءً على الدراسات التي تجريها المواقع عبر متابعة تصرفات ذوي الحسابات تحتل ما يزيد على ثلثي أوقاتنا يومياً، وتسرقنا من المال والبنون والمسرات الأخرى الحقيقية التي حُرمنا باختيارنا لمسها واقعياً لنتحسس ملامح عبر شاشات، قد لا تكون موجودة أصلاً، ليست إلا أسماء مستعارة فاق اهتمامنا بأعداد من يلاحق حياتنا منهم من يعيشها معنا كل يوم! هذا ما أسمية «البؤس الإلكتروني»! المجتمعات الخليجية بدأت التفوق في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي منذ منتديات المواقع، ثم الفيس بوك وتويتر وأنستجرام وسناب شات وهاوس ستور والقادم الله أعلم ماذا سيحيلها. التفوق الذي أعنيه هنا في «كثرة الاستخدام» لا نوعيته وأهميته. فأمة الغثاء لن تخطئها النبوءة؛ لأن الله ورسوله أعلم بأن قلة فيها ستقاوم الانفلات في التعامل مع التكنولوجيا والمعطيات المدنية والمغريات المتزايدة باطراد. لاحظ أيها القارئ أن هذه المجتمعات تستخدم الوسائل الإعلامية السابق ذكرها لأنها تعتبرها منابر للصدح بما تشاء، وتنظر لها على أنها مسرح الحرية والديمقراطية والموصل الأفضل للأصوات والآراء والمواقف والمبادئ، المجتمعات ذاتها هي التي تقمع أي رأي مخالف، وتطالب بسجن هذا وتحرض على ذاك وتشتم أم هذا وتنكر نسب ذاك لأبيه! إنه التناقض الذي نعاني منه بسبب اهتزاز الصورة الداخلية لذواتنا مع تسارع الانفتاح والتطور التكنولوجي الذي أتاح للعالم أن يشاركنا الفراش! لهاث يقطع الأنفاس ذاك الذي يبث أعراضنا على الهواء مباشرة حتى يكاد الساكن في أستراليا يلمس أصابعنا التي تطبع المعلومات على «الكيبورد» أو يستشعر رقة رموش أعيننا التي تتحدث عبر «السناب» أو يتحسس شفاه من يتكلم عن حكايته في خمس عشرة ثانية أنستجرامية! إنه «البؤس الإلكتروني»! فتأتي مواسم المشاعر الدينية: رمضان، شوال، ذو الحجة، منتصف الأشهر الهجرية، والعيدان، فكأنما هي نواقيس تهبط من السماء تدق من أعلى وصوتها يأتينا من بعيد ويقترب حتى كأنه يتلبسنا لعلنا نفيق من سبات الغفلة، فمنا من يعي وينفض عن قلبه الدرن والران، يهرع لمسحوق التطهير، وينغمس بالتحليق في الموسم العِبادي حتى أخمصه، وبعد أن يمضي وقت الشعيرة تجده بلون جديد إرسالات جسده للعالم المحيط مختلفة تماماً عن ذاك الذي كان في ملهاة فوضى التمدن الماجن أغلبه. ألا ترى بعد الوجوه في عيد الفطر وقد اختفت في رمضان وتسألها أو تسأل نفسك: ما هذا الوجه؟ وكأنه شخص آخر. إنه التطهير. لقد خص الله جل جلاله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالكرامات والفضل الكبير الذي لا نستشعره في خضم احتلال وسائل «التلاعب بالواقع» الاجتماعي لدقائق شؤوننا. فمواسم الشعائر الإسلامية فرص لنعتزل العالم ونقبل على موجِده، ونستذكر كيف أن الله خلقنا لنعبده وخلق كل شيء ليسهل لنا هذه المهمة فانشغلنا بما خُلق لنا عما خُلقنا له؛ فاختلت البوصلة من اتجاهها الفطري لله. •  @kholoudalkhames
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...