عدد المقالات 170
برنارد لويس مفكر يهودي الأبوين ولد 1916, ألا يذكركم هذا التاريخ بحدث رئيس أصاب الأمة الإسلامية؟ إنها اتفاقية سايكس بيكو سازانوف في عام 1916، وقد كانت تفاهما سريا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة منذ ما يزيد على ستمئة عام، في الحرب العالمية الأولى. تخرج في 1936 في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن, وبعد ثلاث سنوات حصل على الدكتوراه من ذات الكلية وكانت في التاريخ الإسلامي. وسأتوقف هنا قليلاً. عندما نتحدث عن التاريخ الإسلامي, فإننا نشير لماضٍ يتطلب منهجية لسبره, ومؤسف أن يكون لغير مسلم, بل عدو للإسلام, قدرة وتفوق على كثير من المفكرين المسلمين أثناء التناول المنهجي في التفكير العلمي البعيد عن منظومتي الإقصاء والانتقاء من الأحداث, ولكن يعرض الحقائق ويزرع من خلالها أفكاره المسمومة بذكاء ودقة ومهنية, ويصبح مرجعاً للقرار السياسي الذي يدير حياة المسلمين. تلك المعضلة التي تبناها المفكر المسلم, أو المثقف المسلم, أو الإعلامي المسلم, أو الباحث المسلم, السياسي المسلم, الإقصاء والانتقاء من التاريخ الإسلامي بما يتناسب مع رغباته وقناعاته ومع علماء يتبع آرائهم وفتاواهم, ويخرج من يخالفهم من الملة, في حين أمثال لويس يعرفون كيف يتسللون بهمس في آذان عامة المسلمين بما يريدون لهم الإيمان به, وينجحون, لأننا مشغولون عنهم جداً بهدم بعضنا بعضاً على توافه الأمور. إن الإصرار على طرح ما, في شأن خلافي, لا يعطيه شرعية الفرض القطعي, بل يؤكد جهل أتباع الإسلام بالمدارس الفقهية وفقه الواقع والأولويات وفقه النصر والتمكين والاستخلاف, وبدلاً من أن يكون أتباع هذا الدين العظيم لائقين به, يدنسونه بتدليسهم وتزويرهم وكذبهم ونفاقهم. المفكر لويس, أحد أكبر المؤثرين في السياسية الأميركية في القرن العشرين وما زالت أفكاره تلقى رواجاً وتطبيقاً وأتباعاً, خلط بين التحقيقات البحثية وتأثر بالعقلية الاستخباراتية القائمة على منهجية الشك, وخدم خلال الحرب العالمية الثانية في الجيش البريطاني في الاستخبارات العسكرية. في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام معه في 20/5/2005م قال نصاً ما يلي: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم. وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية, وفي حال قيام أميركا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة, لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان. إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية, ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم, ويجب أن يكون شعار أميركا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا, ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أميركا بالضغط على قيادتهم الإسلامية, دون مجاملة ولا لين ولا هوادة, ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة, ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها, واستثمار التناقضات العرقية, والعصبيات القبلية والطائفية فيها, قبل أن تغزو أميركا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها». منحه جورج بوش وسام الإنسانيات الوطنية في 2006, لاحظ أن الفقرة السابقة تندرج تحت بند «فهم الباحث للإنسانية» ويُجزى عليه ويُحمى, بينما لدينا من البداية لا أحد يستمع لمصلح وناصح ومثقف ومفكر, وهو مُشكَّك فيه ومريب, وقد يسجن وينفى ويصيَّر إرهابياً. أيضاً عندما دعت أميركا في 2007 إلى مؤتمر «أنابوليس» للسلام كتب لويس في صحيفة وول ستريت «يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت, غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني, وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية, ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا, كما فعلت أميركا مع الهنود الحمر من قبل». وليعطي أفكاره الشرعية والدعم المعنوي كمبحث ودراسات, أسس في العام ذاته جمعية دراسات الشرق الأوسط إفريقيا (ASMEA) وترأس مجلسها العلمي, ورُوِّج بأنها «تمتلك أعلى معايير البحث والتعليم في مجال دراساتها» ليتحدى تلك التي شارك بتأسيسها في 1966 تحت اسم جمعية دراسات الشرق الأوسط في أميركا الشمالية (MESA) وكالعادة لديه حسابات مخفية, ولكنه يعرف كيف يطرحها من بين السطور لتتبناها الدولة في سياساتها تجاه العالم الإسلامي. كتب كتاباً عن «جذور الغضب عند المسلمين» موجهاً بدقة وتركيز. وفي المقال المقبل سنتناول فكر لويس بتفصيل أكبر, للوقوف على أثر المنهجية والالتزام والانضباط في قيادة الرأي العام, وإن كانت إلى باطل, وحتى آنذاك قارنه مع مفكرينا.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...