


عدد المقالات 94
«الواسطة» ليست مجرد وسيلة ملتوية لتحقيق العدل، حين يعجز الشخص عن أخذ حقه، بل إنها ثقافة وتراث يستند في جذوره إلى نُظمنا الاجتماعية التقليدية المتوارثة... ففي مجتمعاتنا العربية عموما، تترسخ مجموعة من القيم والعادات الاجتماعية التي ترتكز على التعاون والتراحم والتلاحم الاجتماعي بشكل إيجابي.. وهذا مبدأ وأساس جيد لا يمكن لعاقلٍ ذمّه.. بل هو سر هذا التماسك غير المنظور لغيرنا من المجتمعات. إلا أن الانحراف بهذه القيم والعادات تحت مظلة العمل المؤسسي، وفي ظل «شخصنة» السلطة الإدارية وتسخيرها للمصالح الفردية.. بحيث يصبح المسؤول، بغض النظر عن مستواه الإداري والوظيفي، هو المؤسسة ونُظمها.. وقوانينها! فيظُن أن المؤسسة «مُلك» خاص به يمكن توظيفها وفق إرادته ومشيئته... ويُخضعها لنزواته ورغباته وأهوائه الشخصية... فيمنع من يستحق.. ويُعطي من لا يستحق! فهذا هو الانحراف بعينه والاستغلال الشنيع القبيح للواسطة... التي كان مغزاها في يوما من الأيام.. مغزى إيجابيا وجميلا! أعتقد أنه لا يوجد مجتمع من المجتمعات يخلو من ظاهرة «الواسطة»، بل لا يكاد يخلو أي مجتمع منها حتى بلاد العم سام وغيرها من المجتمعات التي تشدو مرارا وتكرار بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة! وقد يُجادل البعض أن الواسطة أمرٌ مطلوب في المجتمع طالما أن الغاية منها غرض بريء وهو تعجيل إنهاء الخدمات والمصالح... ولكن خطرها المخيف يكمن عندما تصل إلى مرحلة غير مُحتملة البتة وتتحول إلى استغلال وسوء استخدام للسلطة وإحباط للغير! حيث أصبحت هذه الآفة المُدمرة وللأسف من الأعراف الاجتماعية السائدة ومن الأمور العادية... بل الأشياء الطبيعية التي تُمارس في شتّى مناحي الحياة اليومية، ومن قبل الجميع شيوخا وشباب... وأطفالا، وبشكل علني وواضح، حيث وصلت الحال عند الكثير منّا عندما يُريد إنجاز حاجة أو أمر ما، مهما كان بسيطا جدا، إلى البحث عن وسيط ذي خمس نجوم «يفتح له المسالك.. وإلا سوف يدوخ السبع دوخات». شيء مؤسف أن يكون أول دواء تبحث عنه في لحظات المرض في مستشفياتنا هو «الواسطة»!! فـ «ألو.. يا واسطة» تُوفر عليك عناء الانتظار الطويل في الطوارئ لطبيب يترفق بحالك أو إداري يتكرّم عليك «بسرير».. كما أن «ألو.. يا واسطة» تُوفر عليك الانتظار شهوراً طويلة في انتظار مقابلة الطبيب الفلاني وعمل الفحوصات اللازمة وصرف الدواء ووو... وداوها بالتي كانت هي الداء. «ألو.. يا واسطة»!! ومن المُحزن جدا أن تكون أول شهادة تبحث عنها عند الرغبة في مواصلة التعليم في مدارسنا وجامعاتنا هي شهادة «الواسطة»!! ف «ألو.. يا واسطة» ستُوفر على الطالب المدرسي وولي أمره عناء «المذلة» للقانون الوضيع «لا يوجد كرسي شاغر لابنكم/ابنتكم».. وسترحم الطالب الجامعي من «تضخم ودوران وعدم استقرار» «بورصة» قانون البعثات الذي يحرم طالبا ويمنح آخر منحة دراسية في نفس الجامعة!! ما أعدلك... أيتها الواسطة!! وشيء مُحبط أن أول اختبار يسعى الخريج الجديد اجتيازه في بحثه الدؤوب عن الوظيفة المناسبة هو اختبار «الواسطة»!! فب «ألو..يا واسطة» سيجتاز حديث التخرج اختبار الحاسوب واللغة الإنجليزية والمقابلة الشخصية وربما.. يتم تعيينه رئيس مجلس الإدارة.. في حين يتخبط غيره من أصحاب الكفاءات يُمنة ويُسرة بين أقسام التوظيف وإعلانات الشواغر في الصحف.. وانتظار المعرض المهني! سلامٌ عليكِ.. «ألو.. يا واسطة»! ومن المؤلم جدا أن تكون «ألو.. يا واسطة» هي وسيلة الموظف في عمله للوصول إلى قلب مُديره للتكرم عليه بدورة تدريبية أو استجداء تقييم عادل للأداء أو انتزاع حق مُكتسب للنمو المهني الرأسي والأفقي وبالأخص الترقية! حيّ الله «ألو.. يا واسطة». إن فوضى «الواسطة» حولنا في كل مكان وزمان ولم يسلم منها أي إنسان! فـ «ألو.. يا واسطة» قد تُلغي لك مخالفة مرورية، حدثت قصدا أو سهوا، وقد تُعطيك الحق في الحصول على رقما مميزا لهاتفك وسيارتك وباب منزلك وغرفتك! وربما أرضا وقرضا وسكنّا بالقرب من منزل والدك أو في جزيرة «الوقواق»! كما أنها قد تُرصف لك شارعا... وتؤكد حجز تذكرتك لرحلتك المُقررة بعد 3 شهور!! وقد تُنجز لك كل معاملاتك ومعاملات من «يعِزُّ عليك» في الوزارات الخدمية وغير الخدمية والبنكية والاستثمارية والترفيهية و «التأشيرية»!! وليس مُضحكا أنها قد تُوفر عليك عناء الانتظار في طابور طويل في مطعم الوجبات السريعة من أجل الحصول على وجبة «رخيصة»! فلننظر حولنا ونرى وقد نُصاب بحالة إحباط عندما نُشاهد العراقيل التي تخلقها وتختلقها «ألو.. يا واسطة».. والتي هي في واقعها مبدأ للتلاحم الاجتماعي، ولكنه انحرف بفعل عوامل «التعرية القيمية والأخلاقية» إلى صورة متأصلة من صور الفساد الإداري.!! ومع ذلك... فإننا سنُدير وجوهنا بعيداً وسنتجاهل مصطلح «الفساد» رحمة بمجتمعنا.. عفوا أقصد رحمة بـ «مصالحنا»! وسنواصل البحث عن هواء أنقى قدر استطاعتنا في حدود مصالحنا الشخصية لا المؤسسية.. ولا الوطنية.! ونتمنى أن لا تنقرض الواسطة كما انقرضت الديناصورات... وأن يُبقيها الله لنا سندا وذخر.. فنحن نحبك... ونحترمك... ونُقدرك جدا يا «ألو.. يا واسطة»!! عفوا أيها المسؤول... إن كان شعارك: النظام لا يسمح... والقانون لا يسمح... واللوائح لا تسمح... والميزانية لا تسمح.... والسيستم لا يسمح.... فإننا نقولها لك وبكل ثقة وغرور إن «ألو.. يا واسطة» تسمح لنا بكل ما لم تسمحه «أنت» لنا!! انتهى المقال... ولم ينته الكلام والتعليق! أترك الكلام لكل مسؤول... كل في موقعه... وأترك التعليق للقارئ... كل وحكايته... و.. «ألو.. يا واسطة»!!
تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر «حرية الرأي والتعبير في العالم العربي بين الواقع والطموح»، الذي تنظمه اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة الجزيرة، وذلك تخليداً لليوم العربي لحقوق الإنسان، كما تم الإعلان عنه. وسيبحث...
كثُر الحديث مؤخراً، محلياً وإقليمياً، عن الفساد ومحاربته بعد تبني وإطلاق النيابة العامة في قطر لحملة محاربة الفساد التي اتخذت لها شعار «أسمع.. أرى.. أتكلم» وتبني جهود وحملات مماثلة في الدول الشقيقة في إطار المحافظة...
تحتفل نساء العالم جميعاً بيوم المرأة العالمي.. إلا أن احتفال المرأة القطرية بهذا اليوم يختلف تاريخاً وشكلاً.. فالمرأة القطرية، وبالأخص خلال العقدين الماضيين، لم تخض أية صراعات تشريعية مؤسسية كنظيرتها العربية، بل حصلت على حقوقها...
مما لا شك فيه أن حجم وخصائص سكان أي دولة يؤثران مباشرة في قدرة أي دولة على الإنجاز والتطور بشكل عام. لن أضيع وقتكم في سرد قصص نجاح بعض الدول التي تمكنت بفضل تركيبتها السكانية...
لحقت قطر بباقي دول الخليج في إصدارها لقانون الجرائم الإلكترونية، والذي تم إصداره الأسبوع الماضي، والذي جاء كردة فعل طبيعية لما يشهده فضاء الإنترنت محلياً وإقليمياً وعالمياً من جرائم وانتهاكات وصلت بعضها إلى الإرهاب، وبعيداً...
سألني المرافق لنا في جولتنا السياحية أثناء زيارتي الأخيرة لديزني لاند بكاليفورنيا، عندما علم أننا من قطر: كيف لي أن أكتسب الجنسية القطرية؟ فسألته: ولماذا تريد أن تكون قطري الجنسية بينما تحمل جنسية أقوى دولة...
سألني المرافق لنا في جولتنا السياحية أثناء زيارتي الأخيرة لديزني لاند بكاليفورنيا، عندما علم أننا من قطر: كيف لي أن أكتسب الجنسية القطرية؟ فسألته: ولماذا تريد أن تكون قطري الجنسية بينما تحمل جنسية أقوى دولة...
نسمع بين الحين والآخر عن عشرات قرارات الاستقالة لعدد من الموظفين والمسؤولين في كل زمان ومكان. فهذه سنة الحياة الدنيا في الكون منذ خلقه. ولذا لا غرابة في ذلك.. ولكن مجتمعنا يأبى اعتبار ذلك من...
منذ إعلان الفيفا عام 2010 استضافة قطر كأس العالم 2022، انتشرت ظاهرة مرضية غير صحية وجديدة عُرفت بـ «فوبيا قطر»! وقد انتشر هذا المرض بسرعة البرق كالفيروس المُعدي في الإعلام الغربي والعربي على حد سواء.....
بدا التسليط الإعلامي على قطر وسياستها الخارجية واضحاً جداً منذ إقدامها على تقديم يد المساعدة لشعوب الربيع العربي، خاصة تلك الدول التي تمكنت شعوبها من إنجاح ثورتها وإسقاط «ديكتاتوريتها وفراعنتها» المُحتلين كراسي الحُكم وثروات شعوبها...
هل تساءلتم يوماً عن سبب/أسباب عدم إنجاز الكثير والكثير من المشاريع المُخططة والمُعلنة.. أو عن تأخر إنجاز العديد من المشاريع قيد التنفيذ عن خططها الزمنية.. أو تأجيل وإيقاف الكثير والكثير من المشاريع بعد أن تم...
ماذا حدث لمجتمعنا المسالم والمتماسك؟ لمَ أُصيب البعض بداء تأجيج الفتن وإثارة المشاكل من عدة أبواب وفي مختلف المجالات والمواقع؟ فأصبحوا كمن يقف على فوهة بركان على وشك الانفجار، وعوضاً عن أخذ الوقاية والحذر، فإنه...