


عدد المقالات 133
سيسجل التاريخ أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو أكثر رئيس شعر بالقلق، فمنذ بداية الأحداث في سوريا وجميع البيانات الصادرة من الإدارة الأميركية تقول «إن الرئيس يشعر بالقلق»، وخلال هذه المدة لم يتحول «قلق» الرئيس إلى أي عمل يساند فيه الشعب السوري رغم الدماء التي سالت، والدمار الذي أصاب كل مدينة وقرية في سوريا، لكن «قلق الرئيس» تحول فجأة إلى تهديد بضربات عسكرية على النظام السوري بعد أن تناقلت وسائل الإعلام مشاهد الضحايا السوريين الذي قتلوا بالأسلحة الكيماوي في غوطة دمشق، ومع تصاعد وتيرة التهديدات بالضربة العسكرية، حتى شعر الناس أن ضمير العالم قد صحا -ولو متأخرا- وقديما قيل: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي!، وبدا واضحا أن قلق الرئيس قد تحول إلى عمل، فالعالم لن يسكت عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، وأنه لا بد من معاقبته على استخدام الأسلحة الكيماوية، وتردد تلك الكلمات التي صدرت من البيت الأبيض لتجد صداها في لندن وباريس وبرلين ومعظم عواصم العالم حتى وصل صداها إلى أطراف أستراليا، وحبس العالم أنفاسه انتظارا للضربة العسكرية، لكن بدلا من أن يتبدد قلق الرئيس فقد تبددت الآمال المعلقة على تلك الضربة التي قيل عنها أنها لـ «تأديب» النظام السوري، فما أن لوح الروس بمشروعهم الداعي إلى وضع الأسلحة الكيماوية تحت إشراف دولي حتى تغيرت عبارات التهديد إلى إعطاء الحلول الدبلوماسية فرصة، وأنه لا بد من البحث عن حل سياسي، وأن لدى النظام السوري مهلة شهر لدراسة المشروع الروسي، رغم أن وزير خارجية النظام السوري أعلن في مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية الروسي عن موافقته على المشروع دون أن يطلب مهلة لدراسته، وأن النظام السوري على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة في ذلك، لقد بدا واضحا من سير الأحداث أن الشعب السوري أو ضحاياه أو الدمار الذي لحق بسوريا لا قيمة له لدى القوى الدولية، وأن الهدف من كل ذلك هو التخلص من الأسلحة الكيماوية التي طالما أنكر النظام السوري وجودها لديه، وها هو يعترف بها حينما أصبحت طوق النجاة الذي سينقذه من الهلاك.. إن هذا الموقف الدولي الذي تبنته كثير من الدول خاصة الدول الكبرى يشير إلى أن التحرك هو لهدف واحد، وهو حماية إسرائيل من الأسلحة الكيماوية، ورب قائل: إن في ذلك حماية للشعب السوري، والواقع أن العالم لم يكترث بقتل السوريين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ولا يهمه إن كانوا يقتلون بالطائرات أو البراميل المتفجرة أو الصورايخ، لكن الفرصة أصبحت سانحة -بسبب دماء السوريين- للتخلص من الأسلحة الكيماوية التي يمكن أن تهدد إسرائيل في أي يوم من الأيام، وهي التي حاولت عدة مرات قصف مواقع تصنيعها في سوريا، وكنا نسمع في كل مرة الرد السوري المعتاد «سنرد في الزمان والمكان المناسبين»!، لقد وجدت إسرائيل وحلفاؤها الفرصة سانحة للتخلص من هذه الأسلحة، وطالما أن النظام السوري وافق على «قلع شوكه بيده» فلم الضربات العسكرية؟ ولم إدخال العالم في دوامة من التوترات السياسية والعسكرية، لقد جاء المشروع الروسي منقذا للنظام، لكنه حقق للروس أهدافا عدة من بينها أنه نقل القرار الدولي من يد الولايات المتحدة الأميركية إلى الروس، فبعد ارتهان مجلس الأمن من خلال الفيتو الروسي المتكرر وتعطيل أي دور للأمم المتحدة في سوريا سوى تقديم المساعدات الإنسانية، ها هم الروس يقودون الآخرين في الطريق الذي اختاروه لهم، وسيكون لهذا الموقف آثار في المستقبل البعيد على المستوى الدولي، إذ سيعيد الروس إلى الصفوف الأولى في صناعة القرار الأممي مثلما كانوا عليه أيام الاتحاد السوفيتي السابق، وسيجعل من الروس لاعبا رئيسيا في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية، وسيفرضون أجندتهم الخاصة ليعيدوا توازن القطبين في السياسة الدولية بعد أن انفردت الولايات المتحدة الأميركية بقيادة العالم خلال العقدين الماضيين، خاصة مع تنامي القوة الاقتصادية الروسية في الوقت الذي تواجه فيه الدول الغربية مشكلات اقتصادية عدة، ولذا فإن التصريحات التي يطلقها الساسة الروس حول القانون الدولي وإحلال السلام أو مساندتهم للنظام والشعب السوري أو رفض التدخل الدولي في الشؤون الداخلية، ليست إلا أوراقا يلوحون بها أمام الآخرين، كما أنهم بتقديمهم مشروع التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية يقدمون ورقة أخرى لإسرائيل باعتبارهم طرفا يمكن الاعتماد عليه في تحقيق مصالحها، أما استفادة النظام السوري من هذا المشروع فعدى عن كونه طوق نجاة، فإنه سيعيد النظام لدور المحور في الأحداث التي تجري في سوريا فبعد أن أصبح هذا النظام معزولا دوليا إلا من حلفائه، ها هو يعود ليكون لاعبا رئيسيا في عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية، خاصة إذا علمنا أن عملية مثل هذه تحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل، كما يقول الخبراء، أي أنه ضمن على الأقل أن يعيش لثلاث سنوات قادمة يكون قد حقق فيها مزيدا من الدمار والقتل داخليا مما يضيف له عمرا آخر، أما الشعب السوري فليس سوى الوقود الذي يتم إشعاله لتكتمل «طبخة» التخلص من الكيماوي، وربما حينها يكون الرئيس الأميركي قد تخلص من قلقه!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...