عدد المقالات 170
في العاشر من مايو الجاري، الجمعة الماضية، كانت أول زيارة لي إلى أرض قطر الشقيقة. وكانت للمشاركة في الملتقى العالمي لحماية الأسرة والذي تنظمه لجنة الأسرة تحت مظلة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وفي مقال لاحق سنتناول أحداث الملتقى وهي دراماتيكية بكل معاني الكلمة. من جهود بشرية إلى ثوابت يستقتل المهتمون بأحكام الشريعة لإيقاف انتهاكها من هيئة الأمم المتحدة. وآليات تسبب صداعاً مزمناً لمن يضطره الواقع لخوضها. يتمحور الملتقى. وينظم لأول مرة في قطر. حول قضية مهمة وهي التصدي للعمل المبرمج الدؤوب من الأمم المتحدة. مركز المرأة. لتمييع القيم العامة والمفاهيم الأخلاقية في الأسر. عبر اعتداء متعمد على المصطلحات الإسلامية التي تعبر عن ثوابت في التشريع الإسلامي. والغرض النهائي أن تتحطم الأسرة التي تعتبر النواة الأولى والأهم لاستقرار المجتمعات البشرية. وكل ذلك يتضح جلياً عبر «المفردات» التي تصر المواثيق على التمسك بها رغم التحفظات المتتالية عليها من بعض الدول الإسلامية استجابة لضغوط بعض مؤسسات المجتمع المدني. والهيئات والمؤسسات الدعوية المعنية بالشأن الإسلامي. ولكن سأتحدث اليوم عن قطر. لا عن الملتقى. قطر الجديدة. ووصفتها كذلك لما جد عليها من تطور وتغيير سريع إن لم يكن ماراثونياً في المجالات المعمارية والاستثمارية والتنمية البشرية وخدمة المجتمع والعمل التطوعي. والأبرز احتضانها لقضايا تحرير الشعوب من طواغيتها بدعم شعوب دول الربيع العربي. وتفوقها في اللوبي التفاوضي عالمياً في الشأن السوري الذي يعاني من خذلان عام وصمت مريب وإن كانت الحكومات الخليجية تدعم ولكن من تحت الطاولة. ولا تمنع الجهاديين من الالتحاق بالدفاع عن المستضعفين والمظلومين. ولكن صوت قطر كان واضحاً مدويا. ولا ينكر الدور القطري في نصرة ودعم الشعب السوري والمعارضة إلا جاحد وحاسد. وتوقفت عند ذاك التقدم كمواطنة كويتية. وقوف الراثية للأسف. فقد كانت الكويت في مراحل متقدمة جداً في كل المجالات التي ذكرتُها. بالإضافة لتبنيها تجربة ديمقراطية تسنح للمشاركة الشعبية في إدارة البلاد والمساهمة بخطة تنميتها. ولكننا بعد نصف قرن من المصادقة على الدستور الكويتي 1962 لم نتوقف عن التطور فحسب، بل تراجعنا على المستويات جميعها: الاقتصادية، التماسك الاجتماعي، الحالة السياسية، الحريات.. فأين نحن اليوم من قضايا الوطن وهموم الأمة؟! ولما رأيت تقدم قطر لم أحزن وأغار، بل سعدت فكلنا جسد ضمن كونفيدرالية خليجية. والتي تأسست في عمق رغبات مواطني دول الخليج. وإن تباطأ القرار السياسي، كعادته، فنحن نؤمن أن خليجنا واحد. إن أسباب التقدم والتطور ليست فيزياء كونية تتطلب العلماء لاكتشاف معادلتها؛ فالدولة لتصبح دولة عليها أن تكون نظاماً تنفيذياً يمكنها من الإنجاز والبقاء في حلبة المنافسة. البعض يوجه لي أصابع اللوم ونظرات العتب الذي قد يرتقي، أو لنقل ينحدر أفضل وصفاً، إلى الاتهام بأني متحيزة للتجربة التركية في التقدم والتطور. وأنا كذلك نعم متحيزة للنجاح والإنجاز والفهم الصحيح للتنمية وخدمة المواطن وإعلاء الدولة بإقرار قوانين تدعم العدالة الاجتماعية وإلغاء البالي منها والذي لا يصلح ولم يكن ليصلح لكل زمان ومكان. نعم لنقف جميعاً احتراماً لأي تجربة تتخذ منهجاً محترماً منظماً مقبولاً غير ظالم لتنافس على مقاعد الصف الأول والتي أسموها (دول العالم الأول أو العظمى) من حقنا أن نكون دولا عظمى أيضاً، أم لأن الخليج منقسم لدويلات صغيرة يهضم حقه في دخول سباق التفوق بشروط عادلة؟! أفيدونا يا متفيقهي الجغرافيا والتاريخ والأديان وعباقرة التنوير؟! فوالله ما ألجم فرسنا إلا فهمكم وقراءتكم لدور البشر في الدنيا، وتدليسكم على الناس في كل شيء حتى استحالوا تبّعا بلا خريطة لما يتّبعون! عندما هبطت لأرض قطر الحبيبة تذكرت كم سعى «المنافقون» لدق إسفين بين الشعبين القطري والكويتي في المواقف السياسية، وفعلوا من قبل بين الكويتي والسعودي في الرياضة ومباريات كرة القدم. وبين الكويت وبين كثير من الدول هناك من يضيف حطباً وينفث نفَسَه الخبيث عليه لتشتعل النار، ولكن الله يطفئها من كرمه وعلمه أننا لا نحمل في قلب الكويت الكبير للعالم كله إلا الحب والسلام والاحترام. أعلم أننا في الخليج قادرون على التقدم، إن شئنا، لولا الخلل الذي نعاني منه في سوء الإدارة. والمنافقون الذين احتضناهم بين ظهرانينا ويأكلون من خيراتنا فباتوا يتآمرون على وحدتنا واندماجنا. وأنا أكتب.. مر أمامي في التلفاز شريط خبر الذكرى الخامسة والستين لنكبة فلسطين والأراضي المحتلة خرج سكانها لإحياء هذه المناسبة ونقل للتفاصيل على قنوات مختلفة. حقيقة لا أعرف لماذا صرنا نجتر الاحتفال بالذكريات المؤلمة. أرى أن تلك الاحتفالات أو إحياء الذكريات المؤلمة بمظهر مهرجاني بات جزءا من ثقافة المظلومية واللطميات المستهجنة إنسانياً. وتدخل ضمن سلوك ابتزاز عاطفي من الإنسان لنفسه. نعاني من مازوخية وبأسباب تبريرية لها حناجر وخناجر تذبُّ عنها! أمراضنا أسباب تخلفنا، وهي من صنعنا وبحمايتنا ونرفض مصل الشفاء. فأنّى نتقدم ومنا من لا يشعر بالرضا عن نفسه إلا إذا ضربها وعنفها حتى تجري دماؤه؟! كيف تنتصر أمة تعشق جلد الذات وتجتره في مختلف المناسبات؟!
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...