


عدد المقالات 78
كبرنا، لكن لم ننسَ «السلسلة الخضراء»، قرأنا كثيراً لكن ما زلنا نتذكر حكايات ليدي بيرد، ما زال الحنين يسكننا لتلك الحكايات، نتذكر كل تفاصيلها، والتفاصيل المحيطة بقراءتنا لها، فنعاود قراءتها، لكي تعيد لنا المتعة التي تذوقناها في أول مرة، فهل يوجد في يومنا هذا كتب وحكايات تجاري تلك؟ هناك، ولكن المكتبة العربية فقيرة جداً في كتاب الطفل الذي لا يُنسى، ولكن حكاية «أسفل الشجرة، أعلى التلة» للكاتبة الكويتية بثينة العيسى، هي من تلك الحكايات التي لا تُنسى، وما يضاعف جمالها، جمال الرسوم والألوان، التي تعبّر عن روح الحكاية، وهي للفنانة ليال إدريس. حكاية «أسفل الشجرة، أعلى التلة»، تحدثنا عن غزالة وسلحفاة، الأولى تحب الجري، التنقل، السفر، ومشاهدة واكتشاف الغرائب، كما تحب الغناء، والثانية، تسكن أسفل الشجرة، أعلى التلة، تهوى التأمل، والتفكر في كل ما حولها، لكنها أيضاً تهوى الغناء، وهو ما جمعهما مع بعضهما فأصبحتا صديقتين، ولكن ما فرقهما غياب الغزالة فأصبحت السلحفاة وحيدة، ثم انزواء السلحفاة في درعها، فتركت الغزالة وحيدة، إذاً هما مختلفتان، إذاً هما لا يمكن أن تصبحا صديقتين، وهنا يبدأ الصراع، هما تريدان أن تكونا صديقتين، لكنهما مختلفتان، فما الحل؟ هل تتغيران لكي تستمر الصداقة؟ هل تتخليان عما تحبان لكي تستمر الصداقة؟ هل تصبحان شبيهتين لبعضهما البعض لكي تصبحا صديقتين؟ هل تستمران في التضحية؟ هل تخلت الغزالة عن الركض من أجل الصداقة؟ هل تركت السلحفاة درعها من أجل الصداقة؟ هل تستمران في تقديم التنازلات لكي تستمر صداقتهما؟ وعندما تنتهي قائمة التنازلات ماذا سيحدث لصداقتهما؟ كل تلك الحيرة هي أسئلة نحن من يجب أن يفكر فيها، لماذا نرفض الاختلاف أياً كان نوعه؟ لماذا لا نتقبل اختلاف الأفكار والميول؟ مثلما نتقبل اختلاف الملامح، ولماذا لا ننظر للاختلاف على أنه وسيلة وطريق لعيش تجربة جديدة؟ واكتشاف أمور جديدة في الحياة الواسعة، دائماً هناك نقطة التقاء، ودائماً سوف يكون هناك اختلاف. هذه الحكاية ليحملها الأطفال معهم، وعندما يكبرون ويرفضون الاختلاف، فإنهم سوف يتذكرون حكاية «أسفل الشجرة أعلى التلة». • أخيراً: ماذا حدث عندما غنت السلحفاة؟
يومياً نسمع كلمة اشتقنا، عشرات المرات؛ في المنزل، ووسائل التواصل، وعلى الهاتف، والرسائل. اشتقنا لقهوة الصباح، ولزحمة الصباح، ولشمس الصباح. اشتقنا للأصحاب، والأهل، وزملاء العمل. اشتقنا لنزهاتنا البسيطة، والشاطئ، والحدائق، وحتى المولات. اشتقنا للأمور الطارئة،...
عندما اكتُشفت أول حالة «كورونا»، كيف أصبح شكل قلبك؟ قد يصبح قلبك مثل العصفور بعد أن يبتلّ بالمطر، يرتجف، أو قد يكون غير ذلك؛ ولكن كيف أصبح شكل قلبك عندما تم اتخاذ إجراءات احترازية أكثر...
من منّا لا يعشق السفر والرحلات؟! لكن في ظل هذه الظروف فإن السفر يُعدّ أمراً صعباً جداً. لكن لماذا نعتقد دائماً أن السفر يجب أن يكون تذكرة وحجوزات؟ لماذا يرتبط السفر في أذهاننا بالانتقال من...
لديّ أمنيات أمنياتي بسيطة أمنياتي صغيرة لكنها مهمة أمنياتي في يوم ما كانت حياتي حياتي التي تبدّلت لكن اليوم كل حياتنا أصبحت مختلفة، وكل الأمور أصبحت أمنيات، أمنيات يقيّدها الواقع. وأنا أيضاً لديّ أمنيات، وأولها...
يعيش سكان كوكب الأرض هذه الأيام عزلة اختيارية، وعند البعض إجبارية، كما يعيش البشر الدعوة إلى التباعد الاجتماعي. إنها عزلة غير مُخطَّط لها، عزلة تركت البعض غضبان، سجيناً ومقيداً، حزيناً ومكتئباً؛ وفي المقابل تركت البعض...
في معرض الدوحة للكتاب، لفت انتباهي رواية تحمل عنوان «رسائل القطط»، وقد حصلت على نسخة منها، لأني مهتمة بالرفق بالحيوان، وأجده أمراً مسلماً به، بل إن هذه الأمور الروحية والأخلاقية هي المظهر الأساسي لأي تقدم...
يقال إن لكل حكاية وجهين، ونحن نقرر أي وجه يناسبنا، ولكل موضوع جوانب مختلفة، كذلك بعض الكتب، وبالتحديد الروايات، لها قراءات مختلفة، وجوانب وزوايا متعددة، وكل منا يستطيع أن يقرأ تلك الرواية ويحللها من زاويته،...
عندما أعددت قائمتي لمعرض الكتاب، كانت لكتب أبحث عنها، وكُتّاب من الصعب أن أحصل على كتبهم في مكتباتنا، منهم ساراماغو، ونعوم تشومسكي، وبثينة العيسى، وشيخة الزيارة، ولكن لحظة أليست الأخيرة كاتبة قطرية؟ نعم هي كذلك،...
ماذا لو قرأت كتاباً في دقائق، لكنه يظل معك لأيام، بل لأعوام! كتاب يحمل الفكرة القوية، البسيطة، لكنّ معظمنا لم يفكر فيها بهذه الطريقة، كتاب يكشف لنا أفكارنا التي لم ننتبه لها، وقراراتنا التي اعتقدنا...
يُقام معرض الكتاب كل عام، وكل عام هناك ملاحظات يتم الأخذ ببعضها، ومن تلك الملاحظات: الوقت غير مناسب، فهو يتزامن مع معرض دولي آخر، ودور النشر المشاركة قليلة، كما غابت عن المعرض دور النشر المميزة...
كان ختام عام 2019 موفقاً جداً؛ الكتاب، والموضوع، والأسلوب، وأخيراً لغة الكتاب. اعتدت أن تكون مقالاتي هنا عن كتب قرأتها في مواضيع مختلفة؛ أدب، وتاريخ، ومقالات، وحكايات، وفلسفة. ولكن الكتابة عن الكتابة موضوع له مكانة...
ماكس فتى ألماني وجد نفسه في قارب صغير وسط المحيط، ويشاركه في ذلك القارب جاغور، وباي فتى هندي وجد نفسه في قارب صغير وسط المحيط، ويشاركه في ذلك القارب نمر. الحكايتان نسخ متطابقة، فهل نحن...