


عدد المقالات 5
ربما "العرب" هي أكثر صحيفة عربية، واجهت العديد من التحديات طوال العقود الخمسة الماضية، لكنها بالإرادة أصرت على تخطيها في سبيل البقاء. وها هي تصل إلى العام الخمسين من عمرها المديد لتحتفل باليوبيل الذهبي، ومعها رقم لا يمكن محوه.. "الأولى" نشأة وظهوراً بين الصحف القطرية، فالتاريخ لا يمكن محوه، وهذا الرقم سيظل مرتبطا بالصحيفة الأعرق في وطننا. توقفت "العرب" ثلاث مرات لأسباب مختلفة. لكن المرة الأخيرة في العام 2020 تستحق ذكر بعض أحداثها، كون هذا التوقف كان نقطة انطلاقة شرفت أن أكون حاضراً للتجربة منذ عودة الصدور، ففي ظل التطوّر المتسارع لوسائل الإعلام، وتعدد منصات نقل الأخبار، أصبحت الصحف الورقية على المحك، ولن تستطيع مواصلة مسيرتها بالنمط القديم نفسه، إذ لم تعد الوسيلة الفعّالة والمناسبة لعرض الأخبار والأحداث العامة، التي يتم بثها لحظياً عبر الشاشات التلفزيونية والإعلام الرقمي الجديد، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا يجب أن تقدّم الصحف محتوى مختلفاً للقارئ حتى تحافظ على استمراريتها. لهذا توقفت "العرب". كان لا بد من "خطوة تنظيم" لرؤية الساحة الإعلامية بشكل عام والصحف الورقية خصوصاً. ما بين الغياب في يوليو 2020، والعودة في أكتوبر من نفس العام كانت فترة ثلاثة شهور كافية لوضع رؤية جديدة تعود بها الصحيفة، تتفق مع قيمة "العرب" كأقدم صحف قطر وإحدى أعرق صحف المنطقة الخليجية، بعد إعادة هيكلة شاملة، إثر انضمامها إلى مجموعة دار الشرق الإعلامية. الرؤية التي عدنا بها تلخّصت في عنوان عريض هو "صحافة المواطن" من خلال المواد الخاصة، سواء كانت أخباراً أو تحقيقات أو تقارير أو تحليل ما وراء الخبر أو حوارات، فضلاً عن صفحات وموضوعات اجتماعية تهم العائلة والمرأة والشباب والمبدعين والمغتربين عن الوطن، بالإضافة إلى لقاءات مع الرواد في مختلف المجالات. وقبل هذا وبعده، كانت "العرب" حاضرة لتغطي مختلف أنحاء الدولة، ولا تكتفي بالدوحة وما يدور فيها، لتكون نافذة للجميع. لقد عدنا صحيفة محلية من طراز خاص؛ همّها الأول أهل قطر، مواطنين ومقيمين أينما كانوا، ومن أول يوم تعهدنا للقارئ أن يكون الإصدار الجديد لـ "العرب" بداية مرحلة فارقة للصحافة المحلية، لنكون في كل الظروف صحيفة لـ "رجل الشارع"، سواء كان مواطناً أم شقيقاً وصديقاً من "شركاء النهضة". ومع دخولنا العام 51 من عمر "العرب" نكرر العهد بأن تكون الصحيفة لسان حال الجميع، وتضع نُصب عينيها العمل الصحفي المهني بكل مصداقية وموضوعية، وتعمل على أن تكون جسراً بين القارئ والمسؤول ومختلف وزارات وأجهزة الدولة والقطاع الخاص. ونحن نرحب بكافة المقترحات التي من شأنها خدمة الوطن والمواطن، فما وجودنا في "العرب" إلا من أجل خدمة الجميع. إننا في هذه المناسبة نتقدم بأسمى آيات العرفان والوفاء لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، فلولا حرص سموه على إتاحة حرية التعبير وتفعيل المشاركة الشعبية في الشأن العام، لما صارت الصحف ووسائل الإعلام القطرية هي مرآة المجتمع في كل شؤونه وشجونه، ولساناً للمواطن، وعيناً للمسؤول في رصد أية سلبية قد تعيق جهود الدولة في الارتقاء بالخدمات العامة. وفي اليوبيل الذهبي لـ"العرب" نستذكر بكل حب سيرة مؤسسها عميد الصحافة في قطر الأستاذ عبد الله حسين النعمة، رحمه الله، الذي نتعلم من سيرته أن أفضل استثمار هو كل ما له علاقة بنشر الوعي الثقافي والسياسي. فقبل إصداره "العرب" لم تكن في قطر أي صحيفة محلية. كما لم تكن هناك أي مطبعة للنشر أو حتى مكتبة عصرية متكاملة. إن مثل هذا الوضع الذي أثر كثيراً في الأستاذ النعمة، جعله يتساءل كيف يتم توزيع العديد من الصحف والمجلات الصادرة من عدة عواصم في الأسواق القطرية، بينما لا توجد مطبوعة محلية واحدة تعبر عن أبناء قطر وتوصل رسالتهم إلى الخارج. من هنا كانت البوابة لولوج الراحل الكبير إلى عالم الصحافة والطباعة والنشر، ومعه عالم المكتبات التجارية. وعظمة هذا الرجل في تقديري أنه لم يكتف بالحلم، بل حوَّل ما يدور في ذهنه من أفكار إلى واقع، فبدأ رحلة تحدٍّ كبيرة مغلفة بمغامرة لا يقدم عليها إلا كل شخصية تسعى إلى التغيير نحو الأفضل، إذ سافر إلى الهند بعد أن استقال من وظيفته الحكومية، واستطاع هناك أن يتعلم الكثير عن مهنة الطباعة والنشر، واشترى منها مطبعة بدائية تعمل بقوة الأرجل، ونقلها بحراً إلى قطر في عام 1955. لكن مشروعه لم يرَ النور فاكتفى باستخدام مطبعته في طباعة الإعلانات التجارية والدعائية. ولم يستطع النعمة أن يحقق حلمه في تأسيس صحافة قطرية إلا قبيل استقلال البلاد بعام واحد تقريبا، حيث أصدر في تاريخ الخامس من فبراير 1970 العدد الأول من "العروبة" أول مجلة أسبوعية قطرية. وبعد نجاحها قام بالمغامرة الكبرى، إذ إن الاستقبال الرائع لمجلة العروبة في مختلف الأوساط المحلية، دفع الرجل للتفكير في إصدار صحيفة يومية، خصوصا مع وقوف سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الأمير الأب طيَّب الله ثراه إلى جانب الفكرة ودعمه لها. وعليه كان اليوم الموعود السادس من مارس 1972 وظهرت في قطر صحيفة يومية باسم «العرب». وبهذا حقق "النعمة" أمنية غالية لطالما داعبت خياله. إنني هنا أتذكر بكل تقدير واحترام رجال فضلاء تولوا رئاسة تحرير "العرب" منذ نشأتها، وهم الأساتذة: خالد عبدالله حسين النعمة، وعبدالعزيز آل محمود، وأحمد بن سعيد الرميحي، وعبدالله بن حمد العذبة، وعبداللطيف آل محمود. لقد ترك كل منهم بصمته على هذا الصرح الكبير، وفتح المجال ليس فقط للتعبير عن آمال وتطلعات المواطن وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، وإنما لإتاحة الفرصة لكثير من النماذج والمواهب القطرية في العمل الصحفي، ومختلف مجالات الكتابة والإبداع. وقبل هذا وبعده كل الشكر إلى سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس إدارة دار الشرق، وسعادة الشيخ عبدالله بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس المديرين، على الدعم الكبير الذي يقدمانه لـ"العرب" باعتبارها - من جانب - إحدى صحف الدار العريقة، فيما الجانب الأهم أنها ستبقى الرقم المهم في الإعلام القطري، كونها الصحيفة الأولى في النشأة والظهور وأول وردة تتفتح في بستان صحف الوطن. إن "العرب" لم تعد حلم رجل عظيم سعى لفتح أول صفحة في كتاب الصحافة القطرية. بل أصبحت شاهداً على مسيرة الوطن منذ فجر الاستقلال، وحتى تحقيق نهضته الكبرى التي نعيش في ظلها جميعا. وبالتالي فإن "العرب" ستظل باقية لخدمة القارئ والمجتمع، واسما له الكثير من المعاني والدلالات والرمزية في تاريخ قطر، من الواجب علينا جميعاً الحفاظ عليه إرثاً للأجيال المقبلة.
«الدوحة عاصمة السياحة العربية 2023».. عنوان برّاق تابعناه بإعجاب مؤخراً.. الكل فرح بهذا الشعار، وانتظرنا عدة أيام كي تحدد الجهات المعنية كيفية الاستفادة من اختيار الدوحة عاصمة للسياحة وتحويله إلى خطة عمل على أرض الواقع....
»أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير، وأن أحترم الشريعة الإسلامية والدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة. وأن أؤدي واجباتي بأمانة وذمة وشرف، وأن أحافظ محافظة تامة على كيان البلاد وسلامة إقليمها».....
يوم أمس وقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مخاطباً شعبنا الوفي والعالم، من قاعة «تميم بن حمد» بمقر مجلس الشورى، حيث شمل سموه برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد...
في 3 نوفمبر 2020، وقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مخاطباً الشعب في افتتاح دور الانعقاد العادي الـ49 والأخير لمجلس الشورى المعين، ومن بين ما قاله سموه يومها:...