الصدق منجاة والحياد مفخرة

يقولون دوما إن الصدق منجاة، ونحن نقول إن الحياد في النقد والتحليل يؤدي إلى الصدق في القول ومن ثم يبعث على الفخر والاعتزاز بالرأي. وأنا شخصيا أرى أن الصدق والحياد وجهان لعملة واحدة وهي أمانة الكلمة، وكل ما آلت إليه نتائج الفرق وأسفر عنه الترتيب النهائي كان -بفضل الله- متفقا تماما مع تحليلنا وترشيحاتنا لبطل الدوري ولأطراف المربع ومن سيخوض الفاصلة ومن سيهبط للدرجة الثانية، وكل تلك الآراء كانت مبنية على معايير فنية وتوقعات منطقية. وليسمح لي القارئ العزيز أن نسترجع معا بعضا مما سبق قوله في هذا الصدد، كنا -والحمد لله- أول من رشح لخويا للقب وذكرنا ذلك في أكثر من تحليل وفي وقت مبكر من المنافسة لدرجة أن أحد كبار مسؤولي لخويا كان دائم الحديث معي عن ذلك الترشيح ويقول لي ما زال الوقت مبكرا وما زال أمامنا قسم ثان بأكمله وما زال وما زال، ولكن عندما كنا نتناقش فنيا فيما يملكه لخويا وما يملكه الآخرون كان يتفق معي في أنه الأحق باللقب، ولكنه كان معذورا في عدم قبوله فكرة الترشيح المبكر لأنه إداري يتعامل مع اللقب بالأرقام وبالحسم. وأذكر أنه قال لي أنا أتوقع أن نحسم اللقب قبل جولتين من النهاية حتى نتفرغ للآسيوية ونشارك في الدوري باللاعبين البدلاء والشباب وبالفعل حدث ما كان يخطط له لفريقه، ولكن عدم التوفيق آسيويا كان أمرا غير متوقع لاسيَّما وأن الخسارتين الآسيويتين للخويا حدثتا في ظروف غير طبيعية وفي الوقت القاتل من عمر المباراتين. وعودة لبقية أطراف المربع أكدنا مرارا أن الجيش والسد والريان هم الأحق بالمربع، وعندما اشتدت المنافسة بين الثلاثي على لقب الوصيف قلنا إن الجيش هو الأقرب للوصافة وبالفعل في اللقاء الحاسم بين الجيش والريان بالجولة التاسعة عشرة فاز الجيش 3/2 وعندما كان الوكرة ثالثا ورابعا بالدوري قلنا الوكرة لا يملك مقومات المربع ويكفي الوكرة فخرا أنه كان قريبا من المربع، وها هو الوكرة ينهي الدوري سابعا وهو أيضا مركز يحسب للوكرة إيجابا لأنه جاء قبل العربي وقطر وأم صلال بما حققه محليا وآسيويا. وقلنا إن الأهلي هو المرشح الأبرز للهبوط وهبط العميد وظل صراع الفاصلة دائرا بين الخريطيات وأم صلال حتى بعد فوز الخريطيات على أم صلال 2/1 بالجولة العشرين وبعدها مباشرة قلنا إن الخريطيات لن يلعب الفاصلة لأنه حسمها بالفوز على منافسه أم صلال لأن من يخسر مع منافسه لا يلومن إلا نفسه وبالفعل خسر أم صلال بالجولة 21 من الغرافة ثم بالجولة الأخيرة من الخور، بينما تعادل الخريطيات بالجولة 21 مع البطل وفاز على الأهلي في الختام. إذا المنطق فرض نفسه والترشيحات صدقت لأنها ترشيحات حيادية. وخلاصة القول أن كل النتائج جاءت منطقية ولكي نتأكد أنها منطقية نقول إن الغرافة كان يطمح للفوز على السد ليقفز للمركز الخامس وبالفعل فاز الغرافة في مباراة لم تكن الظروف مواتية لفوز الغرافة على السد الطامح للوصافة ولكن رغم الفوز حصل الغرافة على المركز السادس وجاء الخور خامسا لسبب بسيط جدا وهو أن الخور كان قد فاز على الغرافة ذهابا بهدفين لهدف وإيابا بهدفين نظيفين. إذا الصراعات المباشرة حسمت المراكز ومثلما استحق الجيش الوصافة لأنه فاز على الريان في اللقاء الحاسم استحق الخور المركز الخامس لأنه فاز على الغرافة مرتين. إذا بالتأمل في المواجهات المباشرة والتأمل في قدرات الفرق الفنية نجد أن الترتيب النهائي للدوري ترتيب منطقي تماما لأن الكرة عادلة ومنطقها هو لكل مجتهد نصيب.