عدد المقالات 170
ونجح مشروع تركيا، إقامة منطقة آمنة على الشريط الحدودي مع سوريا داخل الأراضي السورية وتكون بحماية الجيش الحر. الجيش الحر هو الفصيل المسلح الذي يطلقون على إدارته السياسية تسمية «المعارضة المعتدلة». وكأنها تعطي إيحاءً بأنها مقابلة للمجاهدين في الفصائل والألوية الأخرى. ولكن هكذا المجتمع الدولي له لغة خاصة في الفهم والإدارة التركية تجيد تلك اللغة. ودليل ذلك ما تم إعلانه الثلاثاء الماضي (يوم أمس الأول) بأن أميركا وافقت على «المنطقة الآمنة» التي اقترحتها تركيا. بعد أن كانت متحفظة على إنشاء بسبب تبعاتها اللوجستية والاقتصادية الضخمة. ويبدو أن سماح تركيا استخدام أميركا لقاعدة «أنجرليك» من أراضيها لاستهداف «داعش» كان أحد أوراقها في التفاوض في شأن المنطقة الآمنة. وبالفعل، فقد كان أول استخدام للقاعدة المذكورة بطلعة جوية لطائرة من دون طيار في الشمال السوري يوم الأربعاء الخامس من أغسطس الجاري، وهو مقر مسلحي داعش في منطقة الرقة السورية، وبعدها بأسبوع وافقت أميركا على مشروع المنطقة الحدودية العازلة. بالتأكيد ذلك كان متوقعاً للمراقب والمحلل المتابع لأسلوب تفكير الإدارة التركية في العقد الماضي، فرئيس الوزراء التركي من أكبر المفاوضين كفاءة، وأحد أعمقهم دراية في محتويات جيوب السياسة الدولية الخفية والتي من خلالها يتم تبييض المواقف القذرة قبل إعلانها للمجتمع الدولي نظيفة. «اللوندري السياسي» مثل «لوندري الأموال» لأن السياسة أكثر عملة متسخة تتطلب تطهيراً مستمراً، بل كل تجمع سياسي يجب أن يفتتح «مصبغة» سرية في مقره لتبييض مواقفه التي ديدنها التغير طبقاً للمصالح. ولأني مجازة في العلوم السياسية فلا أختلف أو أنتقد أو أعترض على التغير في المواقف السياسية بل هي الأصل في العلاقات، ولكن أختلف مع المواقف السياسية التي تمس الأصول والمبادئ والقيم العامة التي يتبناها تجمع أو حزب أو حكومة ثم ينقلب عليها ويقدم من التنازلات ما يشوه مشروعه لصالح الآخر ولدخول أجندات مخفية، وهنا تبرز كفاءة السياسي الأخلاقي في اللعبة، أن يدير الطاولة جهة مصالحه ويقدم تسويات لا تمس خطوطه الحمر، ولدى الإدارة التركية نسبة مرتفعة من تلك الإمكانية. تركيا أيضاً لديها تحديات كثيرة سابقة وحاضرة ولاحقة، داخلياً وخارجياً، ملف «مافي مرمرة» مع إسرائيل ما زال يوتر العلاقات الدبلوماسية بسبب التحيز الدولي لإسرائيل، الملف السياسي الداخلي وهو تحد طبيعي في دولة تعددية حزبية، ولكنه يقلق الإدارة بالطبع. ملف المصالحة أيضاً، وبرز ملف «داعش» رغم كل الاتهامات التي تعرضت لها تركيا بأنها داعمة للتنظيم بالخفاء، إلا أن التفجيرات التي طالت عمقها أظهرت براءة أو «مؤشرا لبراءة» تركيا من دم يوسف. الملفات كثيرة وهذا ما يميز إدارة تركيا ومشروع «الدولة الحديثة» الذي تتبناه. وهي تطمح لمقعد في مجلس الأمن يمثل العالم الإسلامي، فالساحة المصابة بغليان شامل خير برنامج تدريبي لاستحقاقها تمثيل الأمة. وها هي ما زالت وأبداً، وسط الزوابع التي تحيط بحدودها مع كماشتي العراق وسوريا. وعودة «للخط الآمن» فقد أعلنت تركيا بالتوازي مع إعلان الاتفاق التركي - الأميركي أنها ستستهدف هي والقوات الأميركية من يقترب من المنطقة الآمنة، وطولها 98 كيلومتراً وبعمق 45 متراً. وتعني «داعش» وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) PYD اللذين يمثلان حالياً التحدي الأكبر أمام مشروع المصالحة الذي تتبناه الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية، والذي يعرقله عدم تمكنه من تحقيق رقم انتخابي يمكنه من تشكيل حكومة بمفرده. انظر أيها القارئ «العربي» الفطِن للمشهد، وقل لي: هل يقدر العرب على الإدارة السياسية الناجعة مثل الترك؟ وألحِق بالإجابة السبب. •  @kholoudalkhames
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...