عدد المقالات 2
تلعب الإدارة الرياضية دورًا محوريًا في صناعة مستقبل اللاعبين الشبان، إذ لا يقتصر عملها على تطوير المهارات الفنية فقط، بل يتعداه إلى رعاية الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤهلهم للانتقال السلس إلى الفريق الأول. هذا الانتقال غالبًا ما يكون لحظة فارقة في مسيرة اللاعب، وقد يحسم نجاحه أو تعثره. يبدأ الأمر بوضع برامج واضحة في الأكاديميات تهتم بتنمية اللاعب من جميع النواحي، وتؤهله تدريجيًا لتحمل ضغوط المباريات الكبرى. من المهم ألا يكون صعود اللاعب إلى الفريق الأول مفاجئًا أو لمجرد سد حاجة فنية آنية، بل يجب أن يمر بمراحل دمج تدريجية، مثل التدرب أحيانًا مع الفريق الأول، أو خوض مباريات ودية قبل المشاركة الرسمية. على صعيد آخر، تمثل الشهرة المفاجئة وتدفق المال خطرًا كبيرًا على توازن اللاعب الشاب. هنا يبرز دور الإدارة، إلى جانب الأسرة والوكلاء، في توجيه اللاعب وتوعيته بمخاطر الانزلاق خلف مغريات خارج الملعب. كثير من الأندية الناجحة باتت تعتمد على ورش للتثقيف المالي والنفسي للاعبين الصاعدين، لتدريبهم على كيفية إدارة أموالهم والتعامل مع الإعلام والجماهير. ولا يقل الجانب النفسي أهمية عن البدني. فاللاعب بحاجة لصلابة نفسية تمكنه من مواجهة الانتقادات، الجلوس احتياطيًا أحيانًا، أو التعافي من الإصابات. لذلك يعد وجود أخصائيين نفسيين في الأندية ضرورة ملحة، يسهمون في تعزيز الثقة بالنفس، وتدريب اللاعبين على التعامل مع الإخفاق مثلما يتعاملون مع النجاح. إن صناعة لاعب كرة قدم محترف ليست مجرد عملية فنية لتطوير المهارات، بل هي مشروع متكامل يشمل التربية النفسية والاجتماعية والاقتصادية. نجاح الإدارة الرياضية في حماية اللاعبين الشبان من ضغوط الشهرة وإغراءات المال، وغرس قيم الانضباط والاتزان في نفوسهم، هو ما يضمن استمرار عطائهم وتفوقهم. فاللاعب الذي يمتلك عقلية ناضجة وصلابة نفسية، سيكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات الملاعب وتقلبات الحياة الاحترافية. هكذا فقط، تصنع الأندية نجوماً لا تلمع سريعاً لتختفي، بل تبقى متوهجة سنوات طويلة، وتكون قدوة للأجيال القادمة داخل الملعب وخارجه.
بصفتي مواطنًا قطريًا نشأت على رؤية بلادي تنهض يومًا بعد يوم، أشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نخطو بخطى واثقة نحو استضافة الألعاب الأولمبية. قطر اليوم ليست كما كانت قبل عقدين؛ لقد أصبحت نموذجًا عالميًا في مجال...