عدد المقالات 133
شاركت في الأسبوع الماضي في مؤتمر «النظام الدولي، قواعد التنافس ومحددات الصراع»، وقد اتجهت جميع أوراق العمل والمناقشات إلى أن فكرة النظام الدولي التي طرحت مع بداية التسعينيات لم تعد سائدة اليوم في عالم تغيرت فيه الموازين الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية، فعلى الرغم من أن القطبية الثنائية لم تعد قائمة في السياسة الدولية، إلا أن حالة السيولة في النظام الدولي لم تبرز أي قطب جديد يمكن أن يقوم بدور المركزية العالمية كما روجت أميركا عند بداية الحديث عن النظام الدولي الجديد، فلم تستطع الولايات المتحدة الأميركية خلال العشرين سنة الماضية أن تتحول إلى قطب جاذب في العلاقات الدولية، فعدا عن مخالفة فكرة المركزية الآحادية لفكرة العلاقات الدولية، فإن الولايات المتحدة الأميركية دخلت خلال هذه الفترة في مواقف أضعفت من مكانتها المركزية التي يمكن أن تقود العالم، وما استمرارها في هذا الدور إلا امتداد لمرحلة ما قبل النظام الدولي الجديد، أي أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تقوم بنفس الدور قبل مرحلة التسعينيات، بل تبحث عن مبررات لاستمرار هذا الدور. لكن الواقع يشير إلا أنها لم تستطع مواجهة التحديات التي مر بها العالم خلال العقدين الماضيين عدا عن إمكانية قيادته، إذ لا يستطيع أحد أن يتحدث عن نصر محقق في العراق سوى الرئيس الأميركي السابق «جورج بوش» فالصورة التي رسمتها أميركا لعراق ما بعد صدام، لم تجد طريقها للواقع فقد خرجت أميركا من العراق بنصف هزيمة ونصف انتصار، وتركت البلد الذي أرادته «نموذجا للديمقراطية» ممزقا بين أعراقه وطوائفه وساسته الذين لم يتفقوا على شيء سوى الاستمرار في التمزق. أما أفغانستان فلا تستطيع أميركا كذلك الزعم بالانتصار فيها، إذ ما زالت حركة طالبان تتمدد في أفغانستان أمام حكومة غير قادرة على المواجهة، وإذا كانت أميركا قد رسمت لنفسها هدفا من الحرب في أفغانستان وهو القضاء على حركة طالبان والقضاء على مصدر الإرهاب، فإننا يمكن القول إن طالبان أقوى اليوم مما كانت عليه في السابق، أما القضاء على الإرهاب فقد كانت الضربة التي وجهتها أميركا إلى القوى التي تصفها بالإرهاب، إيذانا بانتشارها وتمددها حتى أصبحت تضرب في أكثر من مكان وتتمدد من باكستان وحتى مالي. ولذا لا يمكن الزعم أن أميركا استطاعت القضاء على الإرهاب بعد أكثر من عقد ونصف من الزمن، إلى جانب دورها الذي تراجع في كثير من المواقف الدولية، فأثناء الثورة الليبية كانت الولايات المتحدة الأميركية تقف في الصفوف الخلفية من الحملة التي شنها الحلف الأطلسي على قوات القذافي، أما عن سوريا فإن الولايات المتحدة الأميركية تقدم رِجلا وتؤخر أخرى، مما فتح شهية روسيا لتستعيد شيئا من أمجاد صراع ما قبل النظام الدولي الجديد، وتصبح لاعبا -مرة أخرى- على الساحة الدولية، وما المسألة السورية إلا البوابة التي ستلج منها روسيا لرسم نظام دولي جديد يمكنها من أن تكون قطبا مؤثرا ليس بالضرورة في مواجهة مع الولايات المتحدة، ولكن في تغيير مسار النظام الدولي بعيدا عن الآمال والطموحات الأميركية. أما عن كوريا الشمالية فإنها تستعرض صواريخها النووية بين فترة وأخرى لـ «تلاعب» بها أميركا في موقف يشير إلى عجزها عن القيام بأي دور للجم هذا التهديد الجنوني للعالم، وتكتفي بزيادة العقوبات، وإجراء المزيد من المناورات!! وعند الحديث عن القضية الفلسطينية فقد أفضى ضعف الموقف الأميركي على الساحة الدولية إلى أن تنتزع إسرائيل ما تشاء من الوعود والمساعدات والمواقف المساندة، بل تنتزع الاعتراف الرسمي لما يسمى بـ «يهودية الدولة» فقد استغلت إسرائيل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحصل منه على هذا التصريح، بينما «أشبع» أوباما الطرف الفلسطيني مزيدا من النصائح حول مواجهة الإرهاب والقبول بإسرائيل والعودة للمفاوضات، وبدا العجز الأميركي في القضية الفلسطينية أنه على الرغم من مرور ما يقرب من ست سنوات من حكم أوباما فإنها لم تقدم أي مشروع في هذه القضية، أو حتى ترسل مبعوثا خاصا لها كما كان يفعل الرؤساء السابقون، إبراءً للذمة!! وقد زادت الأزمة الاقتصادية من «أزمة» الولايات المتحدة في إدارة النظام الدولي، فلأول مرة تشهد مثل هذا الموقف الذي تجاوز ما سمي بأزمة الكساد العظيم، فلم يكن العالم يومها في حالة من التشابك والتداخل الاقتصادي كما هو الحال، ولذا فإن أزمة الولايات المتحدة لم تتوقف عند التأثير الاقتصادي بل امتدت إلى الدور العالمي الذي تطمح أن تقوم به، في وقت تتقدم فيه قوى اقتصادية منافسة كالصين والهند والبرازيل، فقد اختارت هذه الدول الدخول إلى النظام الدولي من بوابة الاقتصاد، فهو أجدى وأكثر نفعا وأقل تكلفة سياسية وعسكرية، وقد ساعد من ضعف الموقف الأميركي أن الحليف الأقوى للولايات المتحدة الأميركية وهو الاتحاد الأوروبي يمر بوضع لا يقل سوءا عن أميركا، ولذا فإننا لا نتصور أن يكون للولايات المتحدة وشركائها دور أكبر في النظام الدولي الجديد، خاصة في ظل تصاعد القوى الأخرى مما يعني أن النظام الدولي الجديد يتم إعادة صياغته، ولن يكون للولايات المتحدة وشركائها الدور الريادي فيه كما كانت في السابق بل ستبقى طرفا مثل بقية الأطراف الأخرى، لذا فإن الحديث عن نظام دولي متبلور في صورته لا يمثل الحقيقة بل هو وهم تتخيله بعض القوى الدولية للمحافظة على مكانتها التي بدأت بالتحول!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...