


عدد المقالات 5
منذ ظهور الدب القطري في شبه الجزيرة العربية، وهناك من يناصبه العداء، ولذا لم أتفاجأ بقرار بعض دول مجلس التعاون سحب سفرائها، وزالت دهشتي زالت بمجرد متابعتي بيان مجلس الوزراء القطري الذي عكس تعقلاً واتزاناً نابعاً من دراسة جادة واعية للموقف. أيها السادة لن يستطيع أحد بأي حال من الأحوال تكسير عظام الدب، فهو لا يستسلم ولا يسالم ولا يهادن فيما يتعلق بقضاياه ومبادئه التي قرر الانطلاق فيها، لأنها نابعة -ليس فقط من إيمان القيادة السياسية بها- بل هي تعكس إيمان أمة بكاملها التفت حول مشروعها ويستحيل أن تعثر بين الصفوف على أحدهم معارضاً ذلك المشروع الذي هو بمثابة الروح للجسد القطري، فقد وصل بنا هذا الطموح إلى أن وضعنا على الخريطة الدولية من مناحٍ سياسية واقتصادية ورياضية وغيرها، ومن هنا نؤكد على أن المتغيرات تفرض نفسها على الجميع، ولا يملك الآخرون خيارات أمام تلك المتغيرات، ولا سيما أنها أصبحت صاحبة اليد الطولى في تفعيل وصناعة الكثير من مجريات الأمور. ولا ينكر عاقل اليوم أن قطار السياسة يجري على قضبان اقتصادية، لذلك فهو أساس تلك المتغيرات الدولية الحديثة، فكيف تنكرون وتستكثرون علينا دوراً عبر قارات الدنيا، وليس فقط على أرض الجزيرة العربية، وفي البلدان المجاورة لها؟ هل تعتقدون أن قراركم هذا سوف يعزلنا عن محيطنا الدولي؟ اطمئنوا أيها السادة، فالأسد يمارس حياته وحيداً مبتعداً بذاته عن السير مع القطعان ولا ينتقص ذلك منه شيئاً، والضفادع تملأ الفضاء نقيقاً، ولكنها أبداً لن تقتنع بأنها تسكن الأوحال، فحان الوقت أن تتعرفوا على بحيراتكم الراكدة التي أصبح ماؤها غوراً فأسكنتم فيها شعوبكم. تدعون أننا نتدخل في شؤونكم الداخلية، ولكني أقول لكم لا تكترثوا بالشوكة التي تبرزها شاشة جزيرتنا، وهي تعرض حقائق لا ينكرها عاقل، بل انزعوا أشجار الشوك التي تنغص حياة مواطنيكم وتكدر صفو حياتهم، لماذا لا تواجهون حقائق تعايشها بلدانكم وتتجاوزون ذلك لتختلقوا إشكاليات تظنون أن مواطنيكم سيلتفون حولكم لأجلها، أو تخدرون وعيهم بتلك الأوهام السياسية..؟ اليوم يزداد يقيني بأن السمكة تفسد من رأسها، لأننا كأمة قطرية -وكشعوب خليجية- نعرف أن أهازيج السياسة لن تفرقنا، فلنا في الديار إخوة وأبناء عم وعلاقات صهر هم لا يتشككون للحظة واحدة أننا نحب أن نراهم في خير وبحبوحة العيش، كما ينعم الله بخيره علينا. وباختياره لنا قيادات ما بخلت تبحث لنا ليلاً ونهاراً عن رفعة أوطاننا ومجد أبنائنا.. وأقول لكم لن يمنعنا قراركم من مواصلتنا السير في رحاب خطى رجالنا، والالتفاف حول قراراتهم، ولو اقتضى منا ذلك أن نرابط على ثغور وطننا الحبيب، ونحن مستعدون أن نترك بيوتنا ونسكن الصحارى دفاعاً عن كل ذرة تراب في هذا الوطن، اطمئنوا فمعادن رجالنا ما زالت تناطح الجبال بإرادتها وبكرمها وبعزتها. اليوم أشعر بفخر عميق يجتاح كل بني أمتي لأننا عرفنا كيف نستمر في عشقنا لأمتنا، والذود عن قرارات مؤسساتنا ليس خفياً على أحد. إن بلادنا ساندت الضعفاء ووقفت بجوار الأجندات التي ترفع ذكر الإسلام والعروبة، ولهذا لن ندير ظهورنا لفقاقيع يفور بها محيط الساسة العفن. ومن المؤسف جداً أن نخطط من أجل اتحاد خليجي دون أن نحترم سيادة تلك الدول وممارسة الضغط عليها لتغير سياساتها الخارجية، ومثال على ذلك الاتحاد الأوروبي ومدى فاعليته ونجاحه فهو اتحاد بمعنى الكلمة، علماً بأن الدول الأوروبية مختلفة في سياساتها الخارجية، إلا أن ذلك لم يعرقل مسيرتها الاتحادية ومصالحها، فماذا عن المجلس الخليجي الذي يخطط لتحويل المجلس إلى اتحاد، هل وضع في الحسبان سيادة الدول؟ وهل سينجح الاتحاد لاحقاً إذا لم ينجح في التعاون الآن؟ لسنا بمجبورين لتغيير سياستنا الخارجية، أو نكون ظلاً لأحد، ولن تستغني دولة قطر عن سيادتها مهما كلفها الأمر، فهي تنبع من مبادئ ثابتة وليست ردود فعل فوضوية. في نهاية المطاف لكل مشكلة حل، والقضية ستجد حلاً يرضي جميع الأطراف، فقد تكون سحابة صيف تعبر الإقليم، هي فقط تحتاج لحكمة وروية، ولن يختلف شعوب الخليج -بإذن الله- فروابط هذه الأمة أكبر من الخلاف، ولذلك من الجدير القول: «بلدي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام».
رغم كل التحذيرات من بشاعة النظام العالمي الجديد، ورغماً عن أنف الجميع، فإن العالم ما زال يواصل إنتاج حلقات مسلسل الرأسمالية المتغولة ليبطش بالفقراء فيزدادون فقراً، ويغتصب أقواتهم ليزداد الأغنياء غنى، وما زال الغرب يواصل...
أشارت الإحصائيات الأخيرة إلى أن نسبة القطريين إلى الوافدين لم تتجاوز حاجز 14 %. ومع تسارع وتيرة المشاريع في كل أنحاء البلاد يتضح أننا نحن القطريون سنذوب في دوامة الهجرات المتلاحقة التي تتسارع وتيرتها باتجاه...
التاريخ لا يدون إلا عظائم الأمور، ولا يحمل في طيّات صفحاته إلا ما هو غير مألوف من الأعمال العظيمة، فهي التي تفرض على التاريخ أن يكتبها ويحفظها ويعلمها للأجيال. وتعلمون سيدي أن الفضل إلا ما...
يقول أبو الطيب المتنبي عن الشباب ودوره: وأيام الشباب هي المطايا.. إلى العلياء أفضل ما ركبت فكيف لنا أن نستغل أفضل مراحل حياتنا؟ نسمع بالاستثمار البشري ولا نراه… فنحن ثروة للبلد، فهل من مستثمر؟ أو...