عندما تضرب كل العصافير بحجر لخويا

فوز لخويا على السد ليس مجرد فوز بثلاث نقاط، بل هو فوز ببطولة دوري، ويمكننا القول إن لخويا بهذا الفوز قد ضرب كل العصافير بحجر واحد، أول عصفور هو الثأر لمواجهة القسم الأول التي حسمها السد بهدف مسعد الحمد، وثاني العصافير هو التخلص من أقرب المنافسين على اللقب، وثالث العصافير هو أن نقاط السد هي دفعة معنوية كبيرة للاعبي لخويا تشعرهم بأنهم الأحق باللقب لكونهم أزاحوا السد من طريقهم حتى لو كان في المقابل صعود الريان للمركز الثاني، إلا أن الفارق بين لخويا وصاحب المركز الثاني أصبح 6 نقاط وليس 4 نقاط كما كانت الحال قبل لقاء السد، وأهم العصافير أن لخويا فاز على السد العالمي وهو شرف تحدث عنه بلماضي وسوف يتحدث عنه الكثيرون في لخويا ومن يفز على العالمي فهو أيضا عالمي، والمعنى في بطن الشاعر، أما آخر العصافير فهو مرتبط تماما بالجانب النفسي وبمشاركة لخويا في البطولة الآسيوية حيث كان لخويا هو الوحيد الذي حقق الفوز للكرة القطرية في الجولة الأولى وهو متصدر الدوري بجدارة ويقترب منه بقوة، وهذه الحالة المعنوية سوف تزيد من الدوافع الداخلية للاعبي لخويا لتحقيق الفوز الثاني آسيويا عندما يلتقون والنصر الإماراتي ضمن مباريات الجولة الثانية، ولك عزيزي القارئ أن تتخيل الآثار الإيجابية لفوز لخويا على السد. أما عن صراع الوصافة والقاع من وجهة النظر الفنية وبعد نتائج الجولة 18، فلن نتحدث عن البطل وأطراف المربع بل سيكون الحديث خلال المباريات الأربع الباقية من عمر الدوري محصورا في مركز الوصيف والمركز الأخير، وكما ذكرنا اللقب للخويا وهذا التأكيد ليس تحيزا للخويا على حساب الريان والسد ولكن تحيزا لمنطق الأفضلية والاستمرارية على القمة كما أن الرؤية الفنية الأمينة هي من يجعلنا نجازف بتلك الترشيحات من دون الالتفاف حول منطق الأفضلية ونقول إن لخويا اقترب من اللقب أو أن لخويا يعزز من فرص حظوظه في الاحتفاظ باللقب، كل هذه العبارات منطقية من الناحية الإعلامية ولكن من الناحية الفنية لا تعبر عن قناعاتي بأحقية لخويا باللقب، وقد أكون في نظر البعض مجازفا بهذه التأكيدات ولكنها في النهاية قناعات خاصة أؤمن بها فنيا وأتحمس لها بواقعية وبدون أهداف خاصة أو حساسيات يساء فهمها من قبل البعض. وعودة لصراع المربع، نؤكد أنه أيضا حسم بخسارة العربي وقطر والغرافة وتعادل الوكرة، ولكن فوز الريان أدخله دائرة الصراع على الوصافة مع السد والريان معنويا في أفضل حالاته، وبكل أمانة لا يمكنني ترشيح السد للوصافة على حساب الريان ولا العكس وربما تتحدد الوصافة بعد لقاء السد والريان بالجولة العشرين. أما صراع القاع يمكننا تأكيد هبوط العميد وإلا بماذا نفسر فوز الصقور بهذه النتيجة على قطر وتعادل الخريطيات مع الوكرة في ظل إهدار نشأت أكرم لركلة جزاء، وفي المقابل كانت خسارة الأهلي غير المستحقة من الجيش واتساع الفارق بين الأهلي والصقور إلى 8 نقاط وبين الأهلي والخريطيات إلى 5 نقاط، كانت كلها مؤشرات على أن الأهلي في طريقه للهبوط (قدراً) أكثر منه (فنياً)، وعلينا عند التقييم ألا نغفل أن ما تبقى من مباريات هو 4 مباريات فقط والأهلي في وضع نفسي لا يسمح له أن يفوز بكل المباريات الأربع، والصقور والخريطيات لا يمكن أن يخسرا كل مبارياتهما المقبلة لاسيَّما وأن آخر مباريات العميد سوف تكون أمام الخريطيات بالجولة الـ22، وخلاصة القول متعة التحليل الفني أن تأتي النهايات مطابقة للتوقعات وأيضا متعة كرة القدم أن تحدث المفاجآت دون التقليل من مصداقية التوقعات ما دامت تتسم بالشفافية والأمانة وعلينا أن نتذكر جيدا تلك الزاوية ونتذكر معها نتائج الجولة 18 وأثرها على القمة والمربع والقاع.