alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

هل ستقرأ هذا المقال.. وتقلب الصفحة؟!

12 يونيو 2014 , 12:00ص

نعيش في عالم من الأفكار التي ينتج عنها التوقعات بنوعيها الإيجابي والسلبي، وهي تموج بنا في محيط الحياة الهادر نتقلب في جهاته الأربع. تمسك بزمام جهاز التحكم في مشاعرنا وأمزجتنا صعوداً باتجاه الفرح والغبطة وهذا يؤدي للإنجاز. وهبوطاً بانحدار للحزن والضيق وبالطبع هذا ينتج عنه اللاشيء! «الإنجاز» مرحلة جيدة ومؤشر تفاعل ووجود، حتى وإن كان دافعه وهمياً فإنه بزوال الدافع يبقى العزاء بالإنجاز الملموس. بينما مرحلة «اللاشيء» هي أسوأ مكان في خريطة المشاعر البشرية يمكن أن يقف فيها الإنسان ويثبت. «اللاشيء» هو الكماشة المعدة مسبقاً لصيد فأر المنزل المزعج. هي «مثلث برمودا» صاحب الأسطورة التي تقول: الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود. هذه هي منطقة «اللاشيء» التي قد نجمد فيها لسنوات بلا وعي بأننا «في الطريق للتجمد» لأن الأحداث تمر بطيئة فلا نستشعرها بل نعتاد على الركون إليها في خلايانا مثل المخدر. بينما نظن ونحن في غياهب «اللاشيء» أننا نسير في تفاصيل الحياة ونتعثر بمطباتها. ليس إلا! بسبب الأفكار السيئة التي تدمر ثقتنا بقدرتنا على العطاء والاستمرار. وبسبب التوقعات المرتفعة التي نبني عليها قصور من الطين. نفيق ونحن على حافة الدمار الشامل. الانهيار النفسي من وجودنا في دائرة مغلقة من القلق واللاإنجاز والفشل. بعد ضياع سنين العمر في سوء الظن بأننا نحسن التعامل مع تقلبات الدنيا. نفاجأ بأننا مشارك رئيس في مؤامرة الأفكار والتوقعات في التدمير المبرمج للجسد والعقل والشعور. ونجدنا في خضم تلاطم مؤذ للعلاقات العائلية والاجتماعية أدى لتكسيرها. نسينا أو تناسينا بتعمد واستسلام في غمرة سيطرة الأفكار والتوقعات علينا. أن «قصور الطين» لعبة ينشغل فيها الصغار، بينما الكبار يراقبونهم للتدخل في حال تعرضهم لخطر البحر. نسينا أن موجة شاطئ ضعيفة التأثير قادرة على محو تلك القصور من خارطته وإلى الأبد. وأن هناك صدورا نجري لها عندما يتهدم بناؤنا لنبكي ونشتكي فتحتضن خيباتنا وتكفكف أدمعنا، وتعيد لنا البسمة وتقول لنا: إن بيتنا الحقيقي موجود في مكان آمن على يابسة تعجز موجة عن هدمه. وإن بين تلك الصدور أضلعا كبناء الكهوف قادرة على حمايتنا في جوفها من أعاصير الزمن. نعم. قد تكون قصور الطين قصوراً جميلة، لأنها صنع أيدينا، ولأننا شكلناها كما نتمنى، ولأن فيها رمزا لتحقيق الأحلام وبلوغ المستحيل، ولكن بيوتنا الصغيرة الحقيقة هي البناء الصلد والجدار الدافئ، الذي لن يتصدع مع الرطوبة، ولن يسقط بهطول الأمطار، وفيه محبون حقيقيون لا خياليون يختفون مع إشراقة الصباح. الحل هو تبني «المنهجية الواقعية»، بالتأكيد أن الأحلام الإيجابية جميلة، بينما الواقع ملموس وحقيقي وفيه نعيش وننمو نفسياً وشعورياً بشكل صحي في جرعات السلب والإيجاب بين التعلم من الخطأ والتمتع بالصواب، وكذلك الأفكار السلبية إن سيطرت علينا فهي تؤدي بنا إلى الضياع في منطقة مغلقة سوداء مليئة بدخان سام يقتل ببطء، والتوقعات المرتفعة تجعلنا حالمين في واقع يقظ! إذاً، التوقعات المرتفعة والأفكار السلبية كلاهما لهما ذات النتيجة، العيش في دائرة الوهم، بينما نحن كبشر ميزنا الله بالعقل وأكرمنا بالإنسانية مكلفين بمراقبة أدائنا وحسن التصرف في الأمانة وهي الوجود في الحياة والمشاركة في إعمارها وحفظ النفس من المدمرات، واعتبار هذه المكان جسر عبور لمنطقة الكمال في كل شيء. فيما سبق عرض عام لكيفية تسيير الأفكار والتوقعات لنا، وهناك حلول، ولكن ما لم تكن مشاركاً في تلك الحلول، سيكون هذا مجرد مقال مثل غيره، تقرؤه وتقلب الصفحة.. فقط!

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...