alsharq

هشام يس

عدد المقالات 2

الاقتصاد المهيمن

12 فبراير 2025 , 11:25م

لماذا يراقب العالم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأهميةٍ وجديةٍ شديدتين؟ ولماذا الاقتصاد الأمريكي هو المهيمن عالميًا؟ وما تأثيره على العالم أجمع؟ هذه الأسئلة يطرحها الكثيرون الذين لا يعلمون أن معظم دول العالم مرتبطةٌ باقتصاد الولايات المتحدة، وبالتالي فإن أي قرار أمريكي، حتى لو كان في الشأن الداخلي، ستكون له تداعياتٌ على معظم أنحاء العالم، سواء في الدول المتقدمة أو الناشئة أو النامية أو الفقيرة. كذلك، تتأثر الأسواق العالمية والتكتلات الاقتصادية الكبرى والصغرى بالاقتصاد الأمريكي، وتجاهل القرارات الصادرة عن البيت الأبيض ليس التصرفَ الأفضل في معظم الأحيان. وهذا يوضح أسباب الاهتمام العالمي بقرارات قد تبدو شأنًا داخليًا، مثل فرض ضرائب على واردات بعض الدول إلى الولايات المتحدة، أو الانسحاب من بعض التكتلات الدولية، وبالرغم من أن تأثير عددٍ من تلك القرارات مباشرٌ على المواطن الأمريكي، إلا أنها تؤثر بشكلٍ مباشرٍ أيضًا على العديد من بلدان العالم. ونظرًا لحجم الاقتصاد الأمريكي، وترابطه الوثيق مع الاقتصاد العالمي، فإن أي اضطراباتٍ اقتصاديةٍ فيه يمكن أن تُحدث تداعياتٍ واسعةَ النطاق. وإذا نظرنا إلى طبيعة الاقتصادات المتقدمة، فنجد أن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن هذه الاقتصادات ستشهد نموًا محدودًا هذا العام قد يصل إلى 1.8%، بسبب تأثير الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على السلع والخدمات في هذه الدول. أما بالنسبة لاقتصادات الدول النامية، فالعديد من هذه الدول يعتمد على تصدير السلع إلى الولايات المتحدة. وفي حالة حدوث أزمةٍ اقتصاديةٍ أمريكية، ينخفض الطلب على هذه السلع، مما يؤدي إلى تراجع عائدات التصدير وتفاقم العجز التجاري. كما تُعتبر الولايات المتحدة مصدرًا رئيسيًا للتحويلات المالية إلى العديد من الدول النامية. وفي ظل وجود أزماتٍ اقتصادية، قد تنخفض هذه التحويلات، مما يؤثر سلبًا على دخل الأسر في الدول المستفيدة. أما الأسواق المالية، فإن الأزمات الأمريكية تؤدي إلى تقلباتٍ كبيرة، مما يؤثر على قيمة الأصول والاستثمارات في الاقتصادات المتقدمة. وقد يؤدي ذلك إلى خسائرَ للمستثمرين وتراجع الثقة في الأسواق المالية. وإذا تأملنا الأسواق العالمية، فسنجد أن الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة تؤثر على أسعار السلع الأساسية، مثل النفط والذهب. وقد يؤدي ذلك إلى تقلباتٍ في تكاليف الإنتاج وزيادة التضخم في مختلف الدول. كما أن الأزمات تتسبب في تحويل المستثمرين لأموالهم نحو الأصول الآمنة، مما يؤدي إلى تدفقات رأس المال من بعض الأسواق الناشئة إلى الاقتصادات المتقدمة، وبالتالي زيادة تكلفة الاقتراض في الدول النامية. ولكن هل يمكن للعالم التخلص من هيمنة الاقتصاد الأمريكي؟ على الدول المرتبطة اقتصاديًا بواشنطن العمل على تقليل اعتمادها الاقتصادي على أمريكا، وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية واتخاذ العديد من الخطوات الفعالة لتعزيز الاستقرار المحلي. ولكن ما الآليات التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك؟

سر » الصين هي كلمة السر في عصر تتسارع فيه الابتكارات وتتوالى الإنجازات البشرية عبر العالم. ومن قلب بكين، تنطلق مبادرات اقتصادية وتجارية طموحة، وتُنجز أحدث الابتكارات التكنولوجية والصناعية، مدعومة بسياسات تهدف إلى بناء جسور التعاون الإقليمي والدولي.

الصين هي كلمة السر في عصر تتسارع فيه الابتكارات وتتوالى الإنجازات البشرية عبر العالم. ومن قلب بكين، تنطلق مبادرات اقتصادية وتجارية طموحة، وتُنجز أحدث الابتكارات التكنولوجية والصناعية، مدعومة بسياسات تهدف إلى بناء جسور التعاون الإقليمي...