alsharq

هشام يس

عدد المقالات 2

سر » الصين هي كلمة السر في عصر تتسارع فيه الابتكارات وتتوالى الإنجازات البشرية عبر العالم. ومن قلب بكين، تنطلق مبادرات اقتصادية وتجارية طموحة، وتُنجز أحدث الابتكارات التكنولوجية والصناعية، مدعومة بسياسات تهدف إلى بناء جسور التعاون الإقليمي والدولي.

12 يونيو 2025 , 12:05ص

الصين هي كلمة السر في عصر تتسارع فيه الابتكارات وتتوالى الإنجازات البشرية عبر العالم. ومن قلب بكين، تنطلق مبادرات اقتصادية وتجارية طموحة، وتُنجز أحدث الابتكارات التكنولوجية والصناعية، مدعومة بسياسات تهدف إلى بناء جسور التعاون الإقليمي والدولي. ويبرز «طريق الحرير» الجديد، أو مبادرة «الحزام والطريق»، كرؤية متكاملة لتعزيز التواصل الاقتصادي والثقافي، وسط تحديات تتطلب توازنًا دقيقًا بين النمو الاقتصادي والشراكات العالمية المستدامة. وفي مايو الماضي، استضافت منطقة شينجيانغ، مركز طريق الحرير التاريخي، منتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنغهاي للتعاون، الذي حظيت بشرف حضوره. وجمع نخبة من القادة الإعلاميين والخبراء الاقتصاديين، ليسلط الضوء على النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها الصين، مع التركيز على دور مبادرة «الحزام والطريق» في تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية. جاء الحدث في وقت تحقق فيه الصين طفرات اقتصادية مذهلة، مدعومة بخطط إستراتيجية مثل «صُنع في الصين 2025»، التي سجلت تقدمًا بنسبة 86 %، وفقًا لتقارير اقتصادية دولية. وعلى مدى عقود، تحولت الصين من اقتصاد يعتمد على الصناعات منخفضة التكلفة إلى قوة رائدة في الابتكار والصناعات عالية التقنية، وأصبحت اليوم أكبر منتج عالمي للصلب، والخرسانة، والسفن، والسيارات الكهربائية، مع سوق محلي يُعد الأضخم عالميًا للسيارات. وخلال المنتدى، عُرضت إنجازات بارزة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، حيث تتصدر شركات صينية الابتكار في السيارات الكهربائية، مع خطط لإطلاق طرازات. هذه النهضة الصناعية، جزء من إستراتيجية «صُنع في الصين 2025»، وتهدف إلى تعزيز الابتكار، وتحسين الجودة، وتقليل الاعتماد على التصنيع التقليدي، مما يعزز مكانة الصين في سلاسل التوريد العالمية. وتُعد مبادرة «الحزام والطريق»، التي أُطلقت في 2013، الركيزة الأساسية لربط الصين بالعالم عبر شبكة من الطرق البرية والبحرية. وتشمل هذه المبادرة أكثر من 150 دولة، وتسعى إلى تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي من خلال بنية تحتية متطورة، تشمل موانئ، وسكك حديدية، وشبكات رقمية. وشينجيانغ، بموقعها اللوجستي الإستراتيجي، تلعب دورًا حيويًا، حيث شهدت نموًا اقتصاديًا ملحوظًا في 2023 بفضل استثمارات في النقل والصناعات الحيوية. وتُظهر مشروعات مثل ممر الصين- باكستان الاقتصادي، الذي يربط ميناء جوادار بشينجيانغ، كيف تُسهم المبادرة في تقليل تكاليف النقل وزيادة الكفاءة التجارية. ورغم الإنجازات، تناول المنتدى تحديات المبادرة، مثل التوترات الجيوسياسية ومخاوف استدامة الديون في بعض الدول. وتُمثل مبادرة «الحزام والطريق» رؤية الصين لعالم مترابط اقتصاديًا وثقافيًا، حيث يسهم التعاون الإعلامي بين دول منظمة شنغهاي في تعزيز الفهم المتبادل. كما يبرز «طريق الحرير الرقمي»، الذي يركز على تطوير البنية التحتية الرقمية مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، كمحرك للابتكار والاتصال العالمي. لم يكن منتدى شينجيانغ مجرد منصة لتبادل الأفكار، بل فرصة لاستعراض إنجازات الصين الاقتصادية والصناعية، ودورها في إعادة تشكيل التجارة العالمية عبر «الحزام والطريق». مع استمرار الصين في بناء جسور التعاون، يبقى طريق الحرير رمزًا للطموح والتكامل، يعيد صياغة العلاقات الاقتصادية والثقافية في القرن الحادي والعشرين.

الاقتصاد المهيمن

لماذا يراقب العالم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأهميةٍ وجديةٍ شديدتين؟ ولماذا الاقتصاد الأمريكي هو المهيمن عالميًا؟ وما تأثيره على العالم أجمع؟ هذه الأسئلة يطرحها الكثيرون الذين لا يعلمون أن معظم دول العالم مرتبطةٌ باقتصاد...