alsharq

د. وائل مرزا

عدد المقالات 101

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 11 نوفمبر 2025
شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا
فاطمة الدوسري 12 نوفمبر 2025
تربية حريم
رأي العرب 12 نوفمبر 2025
مسيرة حافلة لـ «حقوق الإنسان»
رأي العرب 13 نوفمبر 2025
تعزيز الهوية العربية والإسلامية

سلمية الثورة السورية.. وعسكرتُها

12 فبراير 2012 , 12:00ص

يعرف العالم بأسره أن الثورة السورية بدأت سلمية خالصة. لم يكن ثمة أسلحة لدى الثوار سوى الحناجر والصدور العارية يستخدمونها ليطالبوا بحريتهم وكرامتهم. بدأ البطش منذ اللحظة الأولى من قبل النظام السوري بالرصاص الحي، ورافقه الاعتقال والتعذيب والقمع بكل أنواعه. لكن الشعب بقي مصراً على سلمية ثورته بكل المعاني. وعلى مدى شهور طويلة، لم يُرتكب أي عمل يتسم بالعنف، ولم تُطلَق رصاصة واحدة في أي منطقة من قبل الثوار. لكن وحشية النظام تصاعدت بشكل رأى العالم ملامحه التي لا تحتاج لوصف أو تفصيل. وفي مواجهة هذا الوضع لم يكن ثمة بدٌ من أن يلجأ الشعب إلى الدفاع عن نفسه بعد أن وجد العالم يتفرج على ما يجري دون أن يفعل شيئاً عملياً في نهاية المطاف. بحث السوريون ابتداءً عن حدٍ أدنى من الإنسانية يدعم حقوقهم المشروعة التي يرفع العالم شعارات تأييدها في كل مكان: حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفي العيش بحرية وكرامة في ظل نظامٍ سياسي ديمقراطي عادل. لكن هذا البحث ذهب هباءً منثورا. تصاعد القمع وتزايد حتى دخل في خانة الجرائم ضدّ الإنسانية، وبقي العالم يكتفي بالبيانات والتصريحات، وبعض القرارات التي لا تُساعد فعلياً لوقف آلة القتل والتدمير على أرض الواقع. لهذا، لم يكن بدٌ من أن ينبري الشعب للدفاع عن نفسه ويمارس حقاً تكفلهُ له كل الشرائع والقوانين. فكان طبيعياً أن تخرج إلى الواقع ظاهرة الجيش السوري الحر الذي يدافع، بكل تشكيلاته وفصائله على اختلاف تكوينها.. عن شعب أعزل يستحق أولاً أن يبقى حياً وألا يُقتل دون ذنب اقترفه، ويستحق ثانياً أن يُطالب بحقه في إقامة سوريا الديمقراطية التعددية التي دفع من أجلها حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين. وفي مواجهة هذه القضية يمكن للسياسي أن يتخذ واحداً من موقفين تجاه موضوع (السلمية) و(العسكرة). فإما أن يعيش في برجه العاجي ويتجاهل أصل المشكلة، دافناً رأسه في الرمل ومصراً على التخندق وراء شعار (السلمية)، بحيث يُدخل بالضرورة كل عملية دفاع عن النفس والشعب في خانة (العسكرة). ويستخدم هذا المنطق سيفاً معنوياً وإعلامياً وسياسياً للتخويف والاتهام يُشهره في وجه الثورة والثوار ومن يؤيدونهم. أو يلجأ إلى الخيار الآخر: خيار الواقعية السياسية التي ترفض النظر إلى الموضوع بشكل يضع الدفاع عن النفس في خانة عسكرة الثورة ويحشر تلك العملية حشراً في خانة أنها نقيضٌ للسلمية. يمكن للسياسي من النمط الأول أن يمارس موقفه دون أي عناء، فيقف نظرياً ضدّ ما تقوله كل الأعراف والشرائع في هذا المجال، ويفتح الباب عملياً لمزيد من المذابح ضد شعبه وأهله بدعوى مثالية تفتقر إلى أي صدقية أو مضمون في مثل هذه الأحوال. بل يمكن له أن يعطي شرعيةً ويُوفّر غطاءً لمن يرتكب تلك المذابح.. أما السياسي من النمط الثاني فإنه يشعر بمسؤوليته وينظر إلى المسألة كلها بشكل أكثر شمولاً. فهو يُدرك أولاً أن المرحلة الجديدة التي تمرّ بها الثورة السورية تُمثّل واقعاً لا يمكن إنكاره والتهرب منه بأي دعوى وتحت أي شعار. رغم أن هذا التهرّب هو أسهل ما يمكن أن يقوم به في هذه المرحلة. لكنه لا يفعل ذلك لأنه يُدرك فوق ذلك أن الاهتمام بالظاهرة الجديدة والتعامل معها واستيعابها بحكمة ودراية في الإطار السياسي الواسع يُمثّل في الحقيقة محاولة للحفاظ على أهداف الثورة الأصلية. والتي تتمحور حول تجنّب الفوضى التي يحاول النظام أن يخلقها قبل سقوطه وبعد سقوطه. الأهم من هذا يتمثل في أن ضبط أي احتمال لحصول تلك الفوضى هو المدخل لاستعادة زمام المبادرة سياسياً، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بإعادة توجيه البوصلة باتجاه تحقيق الأهداف الأصلية المذكورة. وهذا الضبط يجب أن يبدأ فوراً، دون انتظار، وفي معزل عن أي خوف موهوم أو تخويف مزعوم بأن دعم الجيش الحر هو تشجيع للعسكرة أو دعوة إليها. هكذا، يستوعب السياسي المحترف المهموم بهمّ الوطن والمستقبل كل معطيات المرحلة الجديدة من الثورة.. ويتعامل معها دون مداورة أو تردد. فيرسم مع جميع الأطراف الفاعلة طبيعة هذه المرحلة، ويحدد أهداف أدواتها الجديدة، ويضبط سياقها المكاني والزماني وملامح مرحليّتها الراهنة، بأقصى ما يستطيع من دقّة وإتقان.. لم يقصد السوريون حين باشروا ثورتهم أن يكون السلاح عنصراً فيها بأي درجة من الدرجات. كان هذا آخر ما يفكرون فيه، هذا لو أنهم فكروا فيه أصلا. بل إن صبرهم لشهور طويلة، رغم تضحياتهم الكبيرة في مواجهة آلة التدمير الشامل، يؤكد صدقية الحقيقة السابقة. ولو أن النظام السياسي الدولي قام بما يجب أن يقوم به وفق قوانينه وسوابقه المعروفة في هذا المجال لما وصلنا جميعاً إلى هذه الحال. لكن ما يبعث على الطمأنينة هو طبيعة الشعب السوري العظيم. فهذا شعبُ يُحبّ الحياة الطيبة، ولم يكن في يوم من أيام تاريخه من النمط الذي يؤمن بثقافة الموت. والشعب الذي يُحبّ الحياة الطيبة يُضحّي بالكثير حتى يصل إلى ذلك النوع من الحياة. وهو يدافع عن شرفه ونفسه بجرأة وبسالة نادرة، وبكل ما يُتاح له من وسائل، حين يقتضي الأمر، لتحقيق نفس الهدف: أن يعيش حياة طيبة. لكنه يعرف عندما يفعل هذا أنه يقوم به استجابة لظروف مرحلة قاهرة لها خصوصيتها التي يجب أن يتعامل معها.. دون أن تُغير بالضرورة طبيعتَه المسالمة الأصيلة، ودون أن تُطفئ بأي درجة من الدرجات جذوة تشتعل في أعماق شخصيته وثقافته، تدفعه على مرّ القرون لإعمار الأرض وإقامة الحضارات وبنائها في جميع المجالات.

الحكومة المؤقتة في سوريا.. أو الطوفان

بعد بضعة أيام من نشر هـذا المقال، يعقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً سيكون من أكثر الاجتماعات حساسية في تاريخه وتاريخ الثورة السورية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق. وتنبع خطورة الاجتماع بالدرجة...

الثورة السورية.. وقصة البشرية على الأرض

{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعلُ فيها من يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماء ونحنُ نُسبّحُ بحمدك ونُقدّس لك قال إني أعلمُ ما لا تعلمون}. بغضّ النظر عن الحشو الذي يملأ بتفاصيله...

عرب المشرق وطوفان إيران

لم يعد ثمة مجالٌ على الإطلاق، وبأي حسبةٍ من الحسابات، أن يسمح عربُ المشرق، ومعهم تركيا، لهذا الطوفان الإيراني أن يجتاح المنطقة بهذا الشكل الصارخ، ليس فقط في قباحته وابتذاله، بل وفي دلالات الموقف الدولي...

الثورة السورية بين مفتي السعودية والقرضاوي

منذ بضعة أيام، صدرت عن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مواقفُ نعتقد أنها غير مسبوقة، وأن دلالاتها السياسية والدينية والثقافية تحتاج إلى كثيرٍ من التأمل. خاصةً عندما نفكر بأسبابها من جهة، ومآلاتها...

هل تفهم أميركا الثورة السورية بشكلٍ استراتيجي؟

قلائلُ هم الرؤساء الأميركان الذين يعرفون لماذا وصلوا فعلاً إلى البيت الأبيض, وماذا سيفعلون فيه على وجه التحديد. هذه حقيقةٌ معروفةٌ في أميركا، رغم أن عدد ساسة هذا البلد الذين يحلمون بالوصول إلى أهم موقعٍ...

الثورة السورية والمشهد الإقليمي

ما من شكٍ أن ثوار سوريا على الأرض كانوا ولا يزالون وسيبقون أصحاب القرار الحقيقي، لا نقول فيما يتعلق بمصير الثورة السورية، وإنما في تحقيق نصرها المؤزر في نهاية المطاف. لكن هذا لا يتناقض مع...

الحكومة السورية المؤقتة نقلة في عمل المعارضة

من الممكن جداً أن يكون تشكيل الحكومة السورية المؤقتة نقلةً هامة على طريق تحقيق أهداف الثورة السورية. ثمة مؤشرات عديدة على أن هذا الأمر في وارد الحصول، رغم الشكوك التي يطرحها البعض هنا وهناك. يبدأ...

الحكومة السورية المؤقتة.. حقائق وشبهات

منذ أكثر من خمسة شهور، وفي لحظة تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كان أعضاؤه يعرفون، ومعهم العالم أجمع، أن الائتلاف هو المؤسسة الأم التي ستتولد عنها ثلاث مؤسسات أخرى أحدُها الحكومة المؤقتة. لم...

تحدي «استقلالية» قرار الثورة السورية

كثيرةٌ هي التحديات التي تواجه الثورة السورية، لكن تحدي الحفاظ على (الاستقلالية) بحساباتها وموازناتها الشاملة قد يكون أكثرهاً خطورةً وأهمية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار الموقع الاستراتيجي لسوريا فإن التعامل مع هذا التحدي كان وسيبقى مهمةً...

الحكومة السورية المؤقتة: لماذا وكيف؟

كلما قلتُ متى موعدُنا ضحكت هندٌ وقالت بعد غد. قد يعبّر هذا البيت من الشعر العربي عن حال الثورة السورية مع معارضتها السياسية. فرغم المحاولات المختلفة للقيام بالدور المطلوب من قِبلها، لا تبدو هذه المعارضة...

«الهجرة» السورية الكبرى

يمكن وصف الثورة السورية بألف طريقة وطريقة، فهي تحمل في طياتها بحراً من المعاني سيأتي قريباً اليومُ الذي تظهر دلالاتهُ الحقيقية للناس. لكن وصف (الهجرة) قد يبدو في هذه المرحلة مُعبّراً عن واقع السوريين أكثر...

سوريا.. ولادةُ وطن

في عددها مطلع الأسبوع الماضي، نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية مقالاً بعنوان «سوريا، موت وطن». وعلى غلاف العدد، وضعت المجلة رسماً من ثلاثة أسطر يُعبّر عن دمار سوريا بشكلٍ تدريجي وصولاً نحو الخراب الكامل. بعدها بأيام،...