alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

«العدالة والتنمية» وتقييم خطابه السياسي

11 يونيو 2015 , 01:55ص

قضى أنصار حزب العدالة والتنمية في تركيا ليلة الثامن من يونيو وغصة في قلوبهم تلتحف الفرح بنصر على حرف تسبب في فقدان حزبهم تسع نقاط وثمانية عشر مقعداً في البرلمان وخسارتهم حق الانفراد بتشكيل الحكومة. العلويون، رغم كل محاولات الحزب الحاكم التعامل معهم بمساواة المواطنة فإنهم لنزعتهم الفئوية لا يصوتون له. وبالطبع فإن التقية التي مارسوها مع العدالة والتنمية يجب ألا تخفى على حنكتهم السياسية. ويبقى الفرق بين حسن الظن والتغافل وسوء التقدير شعرة. فقد أساء الحزب في حساب حقيقة أن المواطنة مشروع لا يدخل ضمن مؤيديه كثير من الأحزاب التي تتبنى فكرا قوميا وطائفيا وعنصريا. الخسائر التي حققها العدالة والتنمية يراها العامة بسيطة لأنه يبقى في الصدارة. ونراها فادحة لأنه فقد حق تشكيل الحكومة منفرداً، ثم حق الإدارة التنفيذية عبر كتلة متجانسة، ثم تطبيق الخطط والوعود الانتخابية بلا منغصات. الحكومة التوافقية ليست حلاً في حالة تركيا. وهي الحل الوحيد في وضع العدالة والتنمية وإلا التوجه للصناديق مرة أخرى بعد خمس وأربعين يوماً وهذا جهد كبير غير مضمون قد يكون فرصة كبيرة ومواتية لتشحن الأحزاب الأخرى قواعدها بعد أن عرفت أين نقاط ضعفها وفي أي الولايات؛ فتنقلب المعادلة ضد العدالة والتنمية. كل شيء جائز ومتوقع في معركة السلطة. الأكراد رقم مهم في الانتخابات وقد تعامل العدالة والتنمية بوعي مبكر مع هذه الحقيقة وبدأ طرح مشروع المصالحة الوطنية منذ تسلمه سدة السلطة في تركيا قبل اثني عشر عاماً وقدم جهوداً فائقة لدعم دمج القومية الكردية في المجتمع التركي. وهذا التذويب إن صح التعبير للفروقات المناطقية يعتبر أحد اهتمامات بل أولويات حزب العدالة والتنمية الحاكم؛ حيث أعلن أن المشاريع التنموية ستصل ولايات تركيا بلا تفرقة واستثاء، وأن المواطنين سواء في الحقوق والواجبات ومن واجب الدولة أن توفر للجميع ما يحقق الحياة الكريمة والاكتفاء. في حين أن الحركة القومية ترفض المشروع المذكور أعلاه، وقد أعلنت بعد ظهور النتائج عن رفضها له جملة وتفصيلاً مبدئياً. وكذلك الأحزاب العنصرية مثل الشعب الجمهوري الأتاتوركي الذي يرى قادته بل يؤمن، وهذه هي الفكرة الرئيسة التي تأسس عليها، أن النخبة هي التي لها حق الحكم والقيادة. وأن العامة رعاع تُستخدم أصواتهم لتعلو عليها صفوة اجتماعية واقتصادية وُلدت بميزة انتمائها العائلي والطبقي؛ ولذا حصلت على تعليم أفضل وفرصتها في تقلد السلطة وإدارة شؤون البلاد يجب أن تكون أكبر من غيرها. هذا الفكر الذي جاء حزب العدالة والتنمية بعكسه؛ حيث طرح مشروع المواطنة والمساواة والعدل والتنمية للجميع ما دام تركي الجنسية بغض النظر عن أي مرجعية في عرقه ودينه. ألا يذكركم هذا بأسلوب قيادة الدولة العثمانية؟ لقد كان من كبار وزراء الدولة العثمانية بل بلغوا منصب الصدر الأعظم من هم ليسوا بعثمانيين، وكان الشرط الوحيد إسلامهم، ولم يُنظر لكونهم مماليك وعبيد وأسارى. نتحدث عن دولة عاشت أكثر من ستة قرون. رغم سيئاتها فالحسنات تفوقت وأثبت ذلك استمرارها الذي أرهب العالم المحيط بها. وخضوع اليهود تحت سلطتها فقد كانوا يعملون في البلاط. رغم أن هذا أحد أهم أسباب ضعفها. دسائس اليهود وقتل أطبائهم لأبناء السلاطين تسميماً وللسلاطين أيضاً لتفوقهم في الطب آنذاك. ولكنه أيضاً دليل قيام دولتهم على العدل والمواطنة ما دام الولاء للدولة العثمانية. اليوم تركيا لديها مكانة دولية. في الوقت الذي كانت مغلقة على نفسها في العهود التي سبقت العدالة والتنمية، ومشروع أتاتورك العنصري يتراجع ويفشل لصالح مشروع المحافظين الانفتاحي التقدمي على الإقليم والعالم. التطور الاقتصادي لم يشفع للحزب الحاكم. سداد الدين كذلك. المصالحة الوطنية أيضاً. تغيير الدستور والرغبة بالتحول للنظام الرئاسي القشة التي قصمت انتصاب الحزب وحرمته من 18 مقعداً ودفعته لزاوية الاضطرار لتشكيل حكومة ائتلافية مع الأحزاب الفائزة. تجربة يمر بها أحمد داود أوغلو بعد أربعة أشهر من رئاسته حزب العدالة والتنمية ولم تكن سلسة وسهلة. تبين أن القواعد الانتخابية لديها نزعاتها ولوبياتها وأجندتها، وأن محاولات العدالة والتنمية في إقامة المساواة بين الشعب، والعدل بين البشر، وبث الرحمة باستضافة المظلوم والمستجير، تتقاطع مع أولويات %60 تقريباً من الشعب التركي الذي صوت لغير هذه القيَم. وهنا يجب أن يكون بداية تقييم الحزب للنتائج، إعادة النظر في المشاريع السياسية والاقتصادية والنظر لرفع دخل المواطن، التركيز على السياسة الداخلية حيث أشغلت المشاكل الحدودية وأزمات الحروب المجاورة والجارة السلطة في تركيا عن منح الداخل كل التركيز. وهذا بالطبع مخطط له وقد نجحت الخطة جزئياً. وإن أراد الحزب العودة لمكانته وجب عليه جلسات طويلة في حساب الذات وإعادة صوغ الخطاب السياسي ليقترب أكثر من القواعد، من دون أن يقدم تنازلا عن القيم الأخلاقية والدينية التي في سبيل تحقيقها وُجِد. •  @kholoudalkhames

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...