انتبه! قبل دخولك انتخابات الشورى

منذ إعلان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خطابه عن إجراء انتخابات مجلس الشورى في أكتوبر 2021، وأنا أتلقى عدة أسئلة واستفسارات من المتابعين، أو المعارف، حول شروط الترشّح، وتفاصيل العملية الانتخابية. هذا الحماس والتفاعل هو أمر جميل وإيجابي بدون شك، ولكن أخشى أن يكون سلبياً من ناحية أخرى، بحيث أن يتحول مشروع الترشّح الشخصي من هدف ذي رسالة وأهداف واضحة، إلى مجرد حب لكسب منصب، أو صفة رسمية، أو مزايا أخرى تبتعد تماماً عن الهدف الأساسي من إنشاء هذه الانتخابات. فهذه رسالة من القلب للقلب، لكل من يراوده ذلك الحماس بأن يراجع نفسه جيداً، فالعضوية البرلمانية ليست مجرد شكل اجتماعي نسد به جوع برستيجنا، أو مغنماً لمكاسب مادية من علاوات وبدلات، إنما أمانة على عاتق كل من يكون منهم، ومساءلة أمام الله أولاً، قبل حساب المجتمع وتطلعاته. على أقل تقدير يجب على الفرد منا الجلوس مع نفسه جلسة مصارحة، ويطرح على نفسه هذه التساؤلات: هل لديك رؤية واضحة تسعى من خلالها لتعديل تشريعات في الدولة تساهم في رفاهية الناس؟ أو تسنّ تشريعاً جديداً يعتبر قيمة مضافة لقطر؟ إذا كانت إجابتك هي «نعم»، فهل تمتلك الآن المهارات اللازمة في فنون الإقناع والتفاوض والحوار مع الأطراف ذات العلاقة من حكومة أو أعضاء أو خبراء بذلك المجال؟، وهل لديك مهارات في مخاطبة الجماهير والوقوف أمام الميكروفون لإيصال صوتك بالشكل المطلوب؟ وهل فكّرت في يومٍ ما أن تنمّي مهاراتك في التعامل مع وسائل الإعلام؟ ما أود قوله لك هو أن هذا المقعد له متطلبات أساسية كثيرة، منها العلمي، والفكري، والشخصي، والسلوكي، لذا من الواجب عليك أولاً -قبل التفكير في شروط الترشح- أن تفكر بجدية، وبكل صدق وتجرّد في نفسك وقدراتك ومهاراتك اليوم، وهل تحتاج لدخول دورات متخصصة، أو التدرب الجيّد لتحويل نقاط ضعفك لتجعلها نقاط قوة؟ فكّر بصدق، وصارح نفسك، واحسبها جيداً، فهي أمانة ثقيلة قبل أن تكون مجرد مطمع لمقعد، وفلاشات، وكشخة اجتماعية. فوطنُك يريد في هذه المرحلة الجديدة المفصلية قيمة مضافة حقيقية، وفِكْر مغاير ومتجدد، ومتعطش للتغيير للأفضل. الخاتمة: قانون الانتخاب وشروطه هو شيء، ولكن فِكرك ورؤيتك وتطويرك لذاتك لتقديم الأفضل لقطر هو الأهم بمليون مرة من القوانين واللوائح. وبس والله.. خميسكم سعيد..