عدد المقالات 170
تنعقد اليوم الثلاثاء القمة الرابعة والثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي في الكويت على أكبر تباين وتفكك في وجهات النظر بين الدول الأعضاء منذ تأسيسه في 25 مايو 1981. ثلاثة عقود من الحلف المكلف على مستويات عدة: اقتصادية، سياسية، اجتماعية، وهي مكلفة أيضاً حتى على نفسيات الشعوب ودرجة علاقتهم المزدوجة، الأولى مع حاكمهم، والثانية مع «حاكمهم العضو» في مجلس التعاون. فهناك فرق في القرارات عندما تكون على مستوى الوطن وعندما تكون على مستوى تجمع سياسي يتطلب مواءمة وتنازلات ووجه قد يكرهه الشعب ولكنه يرضخ في سبيل الجماعة، وأثبتت التجارب أن كل رضوخ لم يكن لصالح المجلس ولا الحكام ولا الشعوب. المجلس ضعيف، الحكام حفروا هوة مع شعوبهم، الشعوب غاضبة حانقة وعلى شفا كلمة «ثائرة»! تخلل وجود المجلس أحداث مفصلية كغزو إحدى دول الحلف، ولم يكن «الخليجي» وحده قادراً على تحرير الكويت وحرب الباغي المحتل لولا فواتير السياسة الخارجية التي تنفقها الكويت في المجتمع الدولي لليوم الأسود! ثلاثون عاماً من الركود قادرة على تشكيل أعلى درجات الإحباط الشعبي والرفض المعلن لما تسير به خطى مجلس تهاون بالتعاون مع الشعوب واهتم بالحلف مع الحكام. فلم يتعد المجلس كونه منظمة حكومية لها ميزانية ضخمة تعتمد على الدول الأعضاء أي حلف «بريستيجي» أكثر من كونه فاعلا إقليمياً، ويفترض أنه مقدمة لنتيجة «الاتحاد خليجي» ولكن تعرقل مساره. ربما السبب التسويف، أو عدم بزوغ فكرة الاتحاد أو العمل عليه بجدية، أو لأن ردود الأفعال تتحكم في قرارات المجلس لا الأفعال، أكثر من سبب ولكن تسارع الأحداث الدولية سبب إفاقة للحلف الخليجي المريض بداء الخمول حتى تركه المجتمع الدولي معلقاً وعقد قراناً مع إيران! إيران لديها مشروعها، وقد بينت موقفها جلياً من ثورة سوريا وأرسلت مقاتلين من الحرس الثوري لدعم نظام الأسد، وتقاتل لإنجاح جنيف2، وتتصدر «لوبي» عريضا لمنع أي حكم «سني» قيادة سوريا هذا إقليمياً. دولياً أنفقت كل جهد للتقارب مع العالم الذي يمتلك القرار في المنظمات الدولية الذي نبذها على خلفية ملف المفاعل النووي ومارس عليها كل عقوبة حتى عزلها فجاءت برئيس سوقت انفتاحه ورغباته بالإصلاح ونجحت فتم إعلان العودة للحاضنة الدولية. إعلان مفاجئ بالنسبة للخليج فقط بينما إيران تعمل بخطة لا بالصدفة وردود الأفعال مثلنا معنا ومع الغرب والمجتمع الدولي، وما مواقفها من سوريا وضلوعها في فوضى البحرين مثلاً لا حصراً، وقبل ذلك احتلالها الناعم للقرار العسكري اللبناني عبر حزب الله إلا تنفيذاً لنظرية لاريجاني «أم القرى» والتي تعتمد على أذرع دينية سياسية عسكرية وها هي تنجح أمام حلف خليجي يتحلحل. إيران تمتلك دعوة دينية وهذا خطاب الشعوب العاطفي الناجع دائماً للتعبئة، ولديها الطاقات الشيعية المبايعة للفقيه في الخليج، وتمتلك ميليشيا تبتز عبرها الأنظمة ولدعم مشروعها التوسعي رسختها في لبنان والعراق والآن تعمل على سوريا، ذلك إضافة للخلايا النائمة الناعمة حتى حين من اقتصاديين وسياسيين وإعلاميين في دول الخليج، وغيرها من المعطيات الجلية وتعامى عنها «الكرش» الخليجي الراكن الذي يراهن على ماذا في أمنه وبقائه؟ لا نعلم! مشهد آخر لعدم التعاون في مجلس التعاون الخليجي، انقسام قرارات مجلس التعاون في أهم قضايا عصفت في الإقليم منذ 2010 ثورات الربيع العربي، حيث صمتت عمان وأيدت قطر الشعوب وأيدت البقية بقاء الأنظمة الحاكمة، وبدأ يلوح مشهد جديد، كل دولة في الحلف الخليجي تبحث عن مصالحها، أما الكويت فتتبع الترضيات والمجاملات! يبدو أن البعض يخشى التغيير ولا يريد البدء من جديد مع رؤساء جدد فاتبع الطريق الأسهل جز الشعوب ليبقى الحكام! ولا ننسى احتلال أميركا للعراق بمسمى «إسقاط نظام صدام الجائر» واستبدال النظام السني الحاكم بشيعي حليف موال شاكر ليد امتدت له وهو غريق في سجون ظلم صدام واضطهاده للشعب من شيعة وسنة وكرد، لتصبح طبقة حاكمة لم تتعظ من القهر فاستخدمته مع السنة حصرياً. ثم جاء إعلان عمان عدم الموافقة على الاتحاد الكونفيدرالي الخليجي مستخدما أقوى ألفاظ الدبلوماسية وهو «التهديد» بأنها في حال إعلان الاتحاد ستنسحب من مجلس التعاون، أظنه خيرا للمجلس ليعرف ما هو عمود التحالف، فعمان تدين بالأباضية القريبة بتعاليمها من المذهب الشيعي. ليتعلم الخليج أن استمرار الأحلاف والتكتلات الناجحة تقوم على مرجعية دينية مثل «الاتحاد الأوروبي - المسيحي» الذي ماطل تركيا لعقود في الموافقة على انضمامها لعضويته حتى صرحت بعض الدول أن ما يمنع موافقتها مرجعية تركيا الإسلامية. الدين عمود التكاتف بين الأمم، والتجارب والدماء والخسارات أثبتت ذلك فمتى نتعلم؟! لقد آن للخليج إعلان حلف يتخطى المكان ويستند لدول قوية عسكرياً واقتصادياً وسياسياً مثل تركيا، لا لتكون عبئاً وعالة على ثرواته على حساب شعوبه مثل الأردن، على أن تكون ذات مرجعية دينية متسقة معه وهي «الإسلام السني» (مع تحفظي على صحة المصطلح فلا يوجد إسلامان ولكن الفرقاء السياسيين أحدثوها فاضطررنا لاستخدام المصطلح تجاوزاً لا تأييدا). يجب أن نترك مشروع الخليج العربي الذي ما زال يسميه البعض «فارسيا» ويدعم أن يتحول الاسم إلى حقيقة، وأن نتوحد تحت حلف يتجاوز الجغرافيا إلى التاريخ.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...