alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

النفاق الغربي من هجرة السوريين

10 سبتمبر 2015 , 02:27ص

بلا رتوش, أوروبا ترى أن هجرة السوريين لبلادها «غزو إسلامي», وقد يكون كتاب الرأي أصواتا للرأي العام النخبوي للوبي الحاكم في أوروبا وكلنا يعرف أن الأحزاب السياسية الأوروبية وفي أميركا دينية بعضها يعترف والآخر يخفي. لنتجول بين أقوال كبار التنفيذيين الحكوميين في أوروبا, الخميس الماضي قال فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا إنه «يملك الحق في حماية حدود أمته من هجرة المسلمين بالذات لتبقى أوروبا على مسيحيتها، وإن هؤلاء القادمون نشؤوا على دين آخر ويمثلون ثقافات مختلفة راديكالياً فأغلبهم ليسوا مسيحيين بل مسلمين، وأوروبا ذات جذور مسيحية, وتساءل: أليس من المقلق أن أوروبا أصلاً تجد صعوبة في الحفاظ على مسيحيتها؟! فليس لدينا بديل عن حماية حدودنا», هذه بعض تصريحاته لصحيفة ألمانية, وكانت قبيل اجتماعه برئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تسك الذي شكره على اهتمامه بحماية حدود أوروبا ولكنه تحفظ على حجته التي علل من خلالها وجهة نظره. من جهة أخرى كثر الضجيج حول تصريحات ميركل المساندة للمهاجرين السوريين, وهي لم تصرح إلا بعشرها أو أقل, ولكننا قوم لا نقرأ وننقل ما يقرؤه الغير لنا بلا تثبت من المصادر الأصلية. وصفت أنجيلا ميركل في حديث لها يوم الاثنين الماضي «ما تتعرض له ألمانيا من تدفق اللاجئين السوريين بالـ «breathtaking» وأن ما تواجهه ألمانيا سيغير شكلها إلى الأبد What we are experiencing now is something that will occupy and change our country in coming years. هذا ما قالته حرفياً, ولا أعلم من أين أتى إعلامنا الببغاء الأصم, بمثال هجرة المسلمين إلى الحبشة وأن أوروبا اليوم كالملك العادل آنذاك! وما لحقها من أفلام وتهويل وبهارات لا أساس لها من الصحة, هدفها كيل المديح للغرب المنافق الذي يعلم أننا أمة لا تتقن ولا تخلص ولا تتحقق, عكس تعاليم ديننا تماماً. ماذا أيضاً قالت المعجزة «ميريكل»: Germany will ensure that those who need protection receive it, but that those who stand no chance of getting asylum will have to return to their homes swiftly. نعم, هذا ما قالته المستشارة الألمانية المرأة الحديدية الثانية بعد تاتشر. في هذا السياق قرأتُ لباميلا غيلر ما تناولته في مقالها المنشور الاثنين الماضي بعنوان «هجرة السوريين» والذي يطرح وجهة نظر كواليس الغرب ونخبته السياسية وصفوة مثقفيه بلا خجل من ادعاءات الإنسانية والتمدن والحضارة المكفهرة الكالحة, ولها كتاب بعنوان «أوقفوا أسلمة أميركا -Stop the Islamization of America» يفوح منه عفن العنصرية الدينية والكراهية المعلنة للمسلمين. تقول «تبين أن الكثير من المسلمين المهاجرين إلى أوروبا تحولوا إلى المسيحية فقط للحصول على حق اللجوء الإنساني لدولها, وأن مئات من اللاجئين الإيرانيين والأفغانيين غيروا دينهم في برلين». وبالطبع هاجمت تركيا التي اعتبرتها انتهازية, بعد تصريحات رئيس وزرائها أحمد داود أوغلو وانتقاده موقف أوروبا من التدفق البشري للاجئين السوريين معتبرها مقصرة في التعامل مع هذه القضية الإنسانية مستهزئا بحصتها من اللاجئين وأنها تريد الحفاظ على «أوروبا قلعة المسيحية» وهذا الوصف استفز الكاتبة فبنت رأياً غير محايد غاضبا بسبب السخرية من أوروبا لا بسبب أصل التصريحات, حيث تساءلت لماذا لم ينتقد الدول المسلمة الـ57 التي لم تستقبل اللاجئين السوريين ولماذا على أوروبا أن تستقبلهم؟! أظنها تحتاج إجابة, فمن لديه ليجبها. مخزون تركيا يتفوق على مخزون أوروبا في قضية اللجوء للسوريين, ما أغضب أوروبا فأطلقت كلابها الإعلامية لتنال من الحكومة التركية, ولا يخفى على متابع ومحلل أن للانتخابات المبكرة دوراً كبيراً في تحول موقف أوروبا لدعم اللاجئين السوريين, ظاهرياً بآلاف منتقاة, بينما تركيا تستضيف ما يزيد على مليوني مهاجر سوري وتمنحهم شبه مواطنة وحقوقا للعيش الإنساني. وكان أحمد داود أوغلو فتح النار على أوروبا لفقر مساهمتها في قضية اللاجئين السوريين بينما تركيا تقدم المبادرات من ميزانيتها رغم شح الدعم المادي الدولي. والصحف الغربية تلاحق أحمد داود أوغلو في اجتماعاته في دول الاتحاد الأوروبي لتنال تصريحاً يمكن اللعب فيه واستخدامه وتحويره وتأويله, وقد يمكنها ذلك من حزب العدالة والتنمية المحافظ الحاكم, سياسياً, وكل ما في الأمر واضح: العداء للإسلام. نحن اليوم واجبنا أن نحترم أنفسنا ونتوقف عن تمجيد أوروبا ونعود لدعم الأردن ولبنان وتركيا معنوياً ومادياً وإعلامياً وننظر إلى الخليج بعين الامتنان لما يقدمه وقدمه وسيقدمه من مليارات الدولارات والفرق التطوعية والهلال الأحمر في كل بلد لم يتوان عن غوث السوريين بكل الوسائل المتاحة, وخلق غير المتاحة وتهيئة البيئة الملائمة لها, فماذا تريدون بالغرب المنافق يا عرب؟! النزاع واضح بين المعسكرين, المسلم والمسيحي, قالها بوش الابن قبلاً «إنها حرب مقدسة» وأوله الإعلام العربي بسقطة اللسان, هكذا يفعل العبيد, يدافعون عن أسيادهم. ولكننا صرنا أكثر وعياً بسبب الإعلام الحديث, وأرى الأمر وكأننا نعود لفترة الصراع الذي بلغ أكثر من ستة قرون بين الدولة العثمانية وأوروبا مع فارق أن الدول العربية اليوم تقف مع الأتراك في خندق الإسلام, والغالبية المسلمة تعرف من هو «لورانس العرب» وهذا بالطبع يغير حسبة المعركة ومآلاتها جذرياً. فهل يا ترى سيفيق المثقف والإعلامي من غيبوبة المصلحية والفردية التي غذاه بها الغرب عبر أنظمة الابتعاث الدراسي والبرامج التدريبية ولجان الصداقة وينتصر لدينه وأمته وكرامته؟ أم سيستمر في لعق بقايا كؤوس خمر التعميد في الفاتيكان؟! •  @kholoudalkhames

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...