alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

ما مشروع «العدالة والتنمية» التركي؟

10 مايو 2015 , 01:59ص

في السابع من يونيو المقبل تنطلق الانتخابات البرلمانية التركية حيث يتجه ما يقارب 56 مليوناً من الأتراك إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار الحزب السياسي الذي يمثلهم في الدورة الخامسة والعشرين للبرلمان التركي، واستطلاعات القياس تشير إلى سبعة ملايين صوت للحسم. والانتخابات التركية دائماً ما تكون حلبة صراع، ولكن اشتدت منذ أن تمايزت الصفوف بين المحافظين والعلمانيين كأكبر كتلتين متنافستين على القيادة مع أن حزب الشعب الجمهوري المعارض لا يتعدى أنصاره 23 بالمئة من الناخبين، إلا أن التحالفات التي تتم تحت الطاولة يجب أن يُحسب لها حساب في الترجيح لا الفوز، لأنه محسوم لحزب العدالة والتنمية على الأقل بما يفوق نصف الناخبين فالأحزاب الصغيرة قد تدخل في مناورات سياسية سرية لا تنكشف إلا بعد ظهور النتائج، وهذا لا يسبب قلق الخسارة، بل يؤثر على نسبة النجاح فقط. منذ اثني عشر عاماً وتركيا الشعب هي التي تحكم، وهذه تختلف عن تركيا العسكر، تختلف اقتصادياً وتنموياً واجتماعياً وفي الانفتاح على الحريات الدينية، كل الأديان التي تعيش في تركيا والطوائف والملل والأعراق وجدت حقوقها في حكم العدالة والتنمية، حيث المسطرة هي المواطنة، فكل تركي له الحقوق ذاتها وعليه الواجبات ذاتها. تركيا الشعب، اختارت الحزب الذي يمثل الدين الإسلامي وقيَمه الأخلاقية، ولم تتخل عنه لا في الانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية، ونظرة عادلة لإنجازات حزب العدالة والتنمية تؤكد أن الوفاء الشعبي له سيستمر عمرا مديدا. ونستذكر هنا ما جاء في خطاب داود أوغلو أمام المؤتمر العام للحزب حول تسعة عناصر تشكل البنية التحتية لحزب العدالة والتنمية، جذوره الدعم الشعبي، وجذعه التفوق الإداري، وأغصانه التميز في القيادة، وأوراقه الفريق المخلص الملتف حول أهداف حزبه، وثماره ما آلت إليه تركيا في اثني عشر عاماً من قفزة حضارية واقتصادية وسياسية واجتماعية وعلى جميع الأصعدة. وتلك البنية هي، أولاً: الوقفة الواثقة بالنفس ضد محاولات الانقلاب على مؤسسات الدولة وتقويضها واستخدامها للمصالح الشخصية. ثانياً: متابعة المصالحة الوطنية واعتبارها وحدة ثقافية واجتماعية. ثالثاً: تشكيل أخلاقي جديد للحريات كالتعبير والمعتقدات ضمن المسؤولية العامة. رابعاً: إجراء إصلاحات في بيروقراطية الدولة واصفاً إياها أنها الجدارة بينما الدخول في مؤسسات الدولة ومن ثم ابتزاز سلطات الدولة خيانة، ومحاربة الكيان الموازي. خامساً: إصلاح الأخلاق -الأخلاق السياسية- محاربة الفساد، اعتماداً على مبدأ «بإحياء الإنسان تحيا الدولة». سادساً: العدالة والقضاء، وهنا يعني تنظيف القضاء من الكيان الموازي، بألا يكون منسوبو القضاء تحت محفل سلطة واحدة. سابعاً: الترميم المدني الثقافي، بالاهتمام بثقافة العمارة الأفقية وليس العمودية فحسب بعدم تهميش أي حضارة عاشت في الأناضول. ثامناً: الإصلاح الاقتصادي والتعليم، وأن المجال الاقتصادي سيتحسن بمجرد تحسن التعليم وأن تركيا ستصبح أهم قاعدة إنتاج إفريقي - أوروبي في العالم. تاسعاً: موقع تركيا في العالم، السعي أن تكون أنقرة مركزاً للسياسية الخارجية في العالم، ولا أحد يحاول وضع تركيا في كماشة آسيا وأوروبا، والمضي في طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. تركيا العدالة والتنمية هي القوة والهيبة وصوت الشعب، وآخر وأقرب مثال على ذلك، عندما تبجح بابا الفاتيكان بتسمية أحداث 2015 «إبادة» للأرمن وتجاهل مئات الآلاف من المسلمين الذين دفعوا أرواحهم في تلك الأحداث جاءه الرد الحازم من رئيس الحزب الحاكم أحمد داود أوغلو، بأن تركيا لن تسمح أن يحدثها أحد بتعالٍ، ولن تقبل اتهامات البابا، وأصدرت وزارة الخارجية بياناً في هذا الشأن شديد اللهجة، ولم يصمت أي مسؤول معني في الحكومة عن أي تطاول على الدولة التركية في أي شأن كان. هذه هي تركيا التي نقلها حزب العدالة والتنمية لمصاف الدول العظمى عبر الالتزام بما يلي: منهج السياسة الأخلاقية خارجياً وداخلياً، الاستثمار في الإنسان، تحقيق العدالة الاجتماعية، الرفاه الاقتصادي، والأرقام خير محام. فمن تظنون سيختار الشعب في السابع من يونيو المقبل؟ •  @kholoudalkhames

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...