alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 11 نوفمبر 2025
شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا
رأي العرب 12 نوفمبر 2025
مسيرة حافلة لـ «حقوق الإنسان»
رأي العرب 11 نوفمبر 2025
أهمية التربية الأسرية
فاطمة الدوسري 12 نوفمبر 2025
تربية حريم

«مراكش» المشمشية.. ورائحة الخبز

10 مايو 2014 , 12:00ص

كم مدينة ما زالت مرسومة في الذاكرة، الشوارع المكتظة بالاختلاف البشري، بأمطار ورطوبة ورذاذ تارة، وعواصف وثلوج تارة، ورياح وغبار تارة أخرى. في كل مدينة هناك مخبز في وسط شارع جانبي يؤمه السكان المحليون، يحاورون عماله بود وحميمية، يسألون بعضهم عن حال العائلة بأسماء أفرادها وخطط اليوم، ويختمون الحديث بتمني النجاح والسعادة لبعضهم بعضاً، مع كيس ورقي تنساب من مسامه رائحة الخبز الذي غادر الفرن منذ ثوان فقط، وينتظر أهل البكور ليشاركهم السعي لأرزاقهم ويمنحهم الطاقة والقوة للعمل. هذا المخبز هو الذي أكون أحد الواقفين في طوابيره، ومنه أستمد عبق إفطار سكانها، وأستنشق رحيق العرق النقي لإنسان أخذ حمامه الصباحي ليبدأ يومه بنشاط. في كل مدينة هناك مقهى في زاوية ينتبه له قلة من الناس الباحثين عن العزلة والهدوء وحب اللقاء مع الذات ويفضلونه على اللقاءات الأخرى التي يفرضها علينا واقع الدنيا وضروراته وفروضه. في مثل هذا المقهى أحط رحالي وأعتبره زاويتي للتدروش وتكيتي للتحليق بعيداً عن لهاث المكان في عالم الأشياء اللامنتهي. في كل مدينة هناك سائق حافلة مهاجر. يغني ألحان بلده الأصلي، وهو يقود الركاب لأهدافهم، بينما هو لا أحد يهتم ليساعده في بلوغ هدفه، ولا أحد يعرف هدفه أصلا، بل لا أحد يظن أن له حق بأن يكون له هدف، أجدني في هذه الحافلة ولكن بلا هدف نهائي سوى الالتصاق بنبض الشارع. عندما أكتب عن المدن أتساءل: هل ما أسر مخيلتي وألهمني لاسترجاع ذكرياتها المباني أم البشر، أم أنا عندما كنت فيها، أم ماذا؟ لا أدري. ولكن قد نتعلم معاً ما الذي يحفزنا في مدينة ما. في مدينة مراكش «المشمشية المباني» كأن المغرب العربي بكل تناقضاته يسكن فيها، غرباء جوالون في كل مكان، وجوه متجانسة في الرغبة بالاكتشاف فقط، ومتنافرة في ثقافاتها وأصولها ونواياها، خصوصاً تلك الساحة التي بلا هوية، باعة يبيعون أي شيء ممكن غير ممكن، سحرة يبيعون أدوات لربط الزوج بزوجته فلا ينظر لغيرها، بهلوان يلف ثعابين على رقبته، مسجد ومصلون، شرفاء ووضعاء، كل شيء تجده في تلك «الساحة» وسط مراكش. تعلمت في سن مبكرة -لنقل في الثالثة عشرة من عمري- أن الرحلات حول العالم ليست رفاها، بل ضرورة أن نسيح في الأرض وننظر للأمم السابقة آثارها وتركتها، وكيف تفكر الشعوب وماذا جنت الخرائط الاستعمارية على الإسلام أو بما نفعته. السفر ليس رفاها، السفر ترحال في حضارات وكتب ومخطوطات، تجول في نعومة وجه طفل وتجاعيد شيخ، رفقة حامل من مكان لا يوفر لها ولادة مجانية.. مراكش «بشد الراء، كما ينطق بها أهلها» لها شخصية جميلة، كأنها فتاة تتزين للدخول وتقديم القهوة لسيدة متأنقة جاءت لخطبتها لابنها، وهي كل وقت تلك العروس الشابة التي لا تمل من غنج الشباب، تتهادى ببشرتها التي بلون وطراوة فاكهة المشمش وفي كل المواسم. خرجت مرتين أو ثلاثا، وكان سوء اختياري وقع على سواق للـ «طاكسي»، كما يسمونه المغاربة، شاربون للخمر، كان أحدهم يردد ترانيم شعبية، ويدخن سيجارة تلو أخرى، وكأن السجائر توزع مجاناً مع رخص القيادة، والآخر ينظر لي من المرآة العاكسة، وكأن الشارع للخلف، والثالث قال لي قصة حياته، والرابع يتمنى يتزوج من خليجية، ذلك بعد أن سألني من أين أنا، لله في خلقه شؤون، وللناس فيما يستغبون في سبيله مذاهب. ولكن هناك جمال عام يعجز عن تشويهه شذوذ خاص، مراكش جميلة بقبلها ودبرها، لها مشهد كبير شاسع لو كنت متخذة مكاناً أقذف نفسي في أحضانه من «براشوت» لكانت مراكش المشمشية هي هذا المكان. تعلمت أن الرحلات لها هدف وغاية ونتائج، ومؤسف أن يعاملها البعض بسوء، ويعتبرها مجرد مكان للسكر والعهر والرذيلة، فيسافرون ويعودون ولم يعرفوا من المدينة إلا النساء وهم بربع وعيهم، والكازينوهات يدخلونها وهم ملأى الجيوب، ويخرجون إما للمخفر بسبب عمليات نصب أو مشاجرات وعنف، أو للسفارة ليعودوا بلادهم بالخزي العار، أو يصبرون على مصابهم ويبلعون هزيمتهم. الصيف آت، وستتجولون بين مدن العالم بما من الله عليكم من نعمة المال، فأحسنوا شكرها بالسياحة الجميلة المحمودة، فالحياة والمتع والجمال ليست في الحرام فقط، نعم للحرام لذة يزينها إبليس والنفس النتنة. بينما الحلال كثير وواسع في اختياراته، وله رائحة كتلك التي تتسلسل من المخبز الذي في وسط شارع الحي الشعبي.. إنها رائحة الطهر التي لا تنافسها رائحة.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...