عدد المقالات 170
قد لا نبالغ إن قلنا إن سطرا من مقالات عن أحوال المسلمين المزرية مؤلم بحد ذاته، فكيف بمن يعاصر هذه المعيشة يومياً؟! ومتابعة الإعلامي للمستجدات أمر ضروري، وهذا لا إجازات فيه. الأحداث لا تتوقف، والوقت لا يعطي فرصة لأحد، والموتى كل يوم يتكاثرون عند المسلمين، ومن لم يمت بالحرب مات بالمرض، ومن ينجو من المرض مات من الفقر، ومن احتمل الفقر أخذه القهر من بين أهله، وكأن لا فرار من الرحيل. ولكن قناعة المسلم أنه إن مات حتف أنفه فهو شهيد، يهون عليه وعلينا المصاب. المسلمون في كل مكان مستهدفون للقتل. هذا وصف لواقع وليس عنواناً لمظلومية، ولا ادعاءً لنظرية المؤامرة التي يقذفنا بها منظرو السياسة الدولية ليرفعوا عن ذواتهم المسؤولية الأخلاقية بالاعتراف بالجرائم التي ترتكب في حق المسلمين في أنحاء العالم، وصمت المجتمع الدولي أو همسه إن تحدث واستنكر! اليوم سنطرح قضية سوريا، تلك الدولة التي لم يكن لدى شعبها مطالب بأن يرحل النظام في بداية الأمر، بل دعوات لاحترام حقوق وحريات البشر غير العلويين الذين يَحكمون -وهم أقلية- ملايين بالنار والحديد وغياهب السجون وبأحقر وسائل وأساليب حزب البعث. بعد التمثيل بالأطفال الذين كتبوا على الحوائط، وقطع أعضائهم الذكرية، تغيرت مطالب الشارع لرحيل النظام. الأمر الذي يعرفه كل نظام وعلى مر التاريخ ولا يتعظ ويكرره، أن الشعوب إذا لم تحصل على حقوقها تخرج الشارع، وإذا خرجت لا تعود. إما تنتزع مطالبها أو تموت دونها، أو يأخذ الطوفان الجميع، وكل ينتظر أن يجتمع بخصمه عند الله. وهكذا تحولت ثورة الشعب السوري إلى مسلحة، بعد أن بُترت الذكورة، وحَملت النساء سفاحاً، وشُرد مئات الألوف، وأفرغت القرى والمناطق من أهلها. لا شيء بلا سبب، ولا نتائج بلا مقدمات، ولكن ليس كل أسد اسما على مسمى، وليس كل طبيب عيون لديه بصيرة! فتحت جهنم البراميل المتفجرة فوق رؤوس العزل المدنيين بحجة «قتال الإرهابيين» الذين جاؤوا إلى سوريا ليخرجوا أهلها من أرضهم ويقيموا دولة إسلامية! لم نسمع هذا من قبل، بل هو ادعاء النظام، ليهب داعموه وحلفاؤه من الشيوعيين الروس لحماية بلده من الإسلام القادم، مع أن الظاهر في «الشام» أن الدولة تدين بالإسلام، والشعب يمارس شعائره، وكل الأمور طيبة. هذا ما يكرره كثيرون ممن «كانوا عايشين منيح قبل الثورة». نعم. والمؤلم أن الدماء المعصومة لا تزال فوق التراب تبحث عن قبر تحت الأرض لتخفي سوءة النظام الحاكم، بينما جماعة «كنا عايشين منيح» يظنون أن الأسد كان أقل الضررين! قد يكون لهم حجة، وكذلك لهم مسوغ شرعي أيضاً، فنحن نتفهم الخلافات الفقهية في وصف الحالة السورية والعراقية واليمن وووو. نملك في فقهنا مساحات من التنوع والفهم والاختلافات التي تجعل لكلٍّ حقا في تبني رأي، ولكن لا تحيل العقيدة إلى مسخ، ولا تزايد على دم متفق على حرمته، ولا تبرر حق البقاء للنظام الكافر باتفاق العلماء، بعد أن ولغ في أعراض ودماء الأمة بدعوى الأمن والأمان والاستقرار! المعروف أن السوريين بين مرضي عنهم و «عايشين منيح»، وبين الفريقين هناك مظلوم ومقهور ومسجون، فهل ننظر للعدل بانتقاء، ولحق الحكم بالبقاء حسب مصالح فئة، أم أن فكرة الغلبة العسكرية صارت هي الأصل في تقلد السلطة في دول المسلمين بعد أن انحصرت أحلام وأهداف البعض «بالعيش منيح»؟! متى بدأ الكفاح المسلح أو الجهاد الإسلامي أو أسموه ما شئتم في سوريا؟ بدأ بعد أن اتخذ النظام السوري من الأسطح مكاناً للعبة قنص رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ لا المتظاهرين فحسب، بل حتى الذين يخرجون في الجنائز لمن تم قنصه بالأمس، لاحقهم مجرمو الأسد بالقناصات اليوم، وهكذا منذ أعوام. عاش السوريون في بداية الأمر رفضاً تاماً لحمل السلاح، انتقل لسلوكيات فردية، ثم تأسس الجيش الحر، وبدأت فصائل المجاهدين من الدول التي سبقت في الحركات الجهادية بالهجرة لنصرة المستضعفين، وهذا مسوّغ شرعي أيضاً. انتقلت المعركة من وطنية إلى أممية، ومن قضية حدود إلى عابرة للقارات، ومن حرب عصابات وشوارع إلى حرب شبه نظامية بين النظام ومؤيديه، والمعارضة له ومناصريه. ودخلت المخابرات الدولية على خط التماس لترجح المعادلة ضد الإسلام. كيف؟ بأن خلقت عصابة أسمتها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» واختصارها «داعش». ممن خلقتهم؟ القيادات من اليهود والنصارى والمسلم بالهوية فقط بينما هو موظف استخبارات مرتزق، وحطبها ووقودها وضحيتها شباب الأمة الإسلامية الذين يظنون هذه هي دولة الخلافة التي بشر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وستأتي في آخر الزمان! لا بنو صهيون في البروتوكولات ولا الإمبريالية ولا الكرملين ولا أي مارد خرج من المصباح يمكن أن يقدم الخدمة التي قدمتها داعش لهم. رؤوس المسلمين مقطوعة على طاولات من خانوا مائدة عيسى وصحف موسى. وما زال الشباب المغرر بهم يظنون أن للخوارج عهدا، ولكلاب النار دولة وخلافة! •  @kholoudalkhames
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...