alsharq

د. هند المفتاح

عدد المقالات 94

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

«ممسوخ الفكر»!

09 يونيو 2013 , 12:00ص

كانت لي زميلة يابانية أثناء دراستي للدكتوراة في بريطانيا، وكانت «متدينة جداً» في عرفها «البوذي»! فقد كانت تحضر تمثال البوذا معها يومياً و»تصلي» له بإغماض عينيها! وسألتها مرة ما الذي تفعله، رغم معرفتي، فأجابت أنها تصلي شكراً لـ «ربها» وتدعوه! وفي إحدى جلسات المذاكرة وضعت «بوذا» على المكتب بجانب كوب الشاي فوقع «بوذا» على الأرض وتهشم قطعةً قطعة، فأخذت زميلتي في البكاء حُزناً عليه! فبدأ جدالي معها! كيف لها أن تبكي على تمثال مكسور! وكيف يكون لها «رباً» وقد انكسر! فدخلنا في جدل طويل ظننت لوهلة أني قد حصلت على أجر منه.. ففوجئت بها في اليوم التالي مهللة الوجه فرحة، تصحب معها «إلهاً جديداً.. أقصد تمثالاً جديداً لبوذا»! فزميلتي ورثت الإيمان واكتسبت القناعة عبر الزمن أن «بوذا ربها الأعلى» ولم تقتنع أبداً بصحة اعتقادي.. لإيمانها التام بصواب اعتقادها! وهذا ما يحدث لنا يومياً في الكثير من مناحي الحياة، في العمل والأسرة، في الإعلام والسياسة والدين.. وبالذات علاقاتنا الإنسانية والاجتماعية! فالكثير من معتقداتنا سواء تلك الموروثة.. أو المكتسبة عبر الخبرات والتجارب أو المنقولة لنا من الآخرين.. أو حتى تلك التي نؤمن بها بأنفسنا.. قد تكون سلبية وتحتاج إلى تغيير ولكننا نتمسك بها رغم ضررها علينا وعلى الآخرين أحياناً! والبعض -إن لم يكن الكثير منا- يعتقد أن الأمور في حياته لم تتغير ولن تتغير.. بل ولا يريد تغييرها بتاتاً.. لقناعته «التامة بصلاحها وصوابها» وتمسكه باعتقاده الغالب أنها يجب أن تكون كذلك حتى وإن كانت هذه الأمور سلبية تماماً! فكم منا يعتقد أن رأيه دائماً فقط هو الصواب والأصح، ويرفض التنازل عنه لأي سبب، وتكفي نظرة على البرامج الفضائية الحوارية لإثبات هذه الحقيقة! وكم طالباً دخل الجامعة واختار دراسة تخصص ما أسوة بزميله أو قريب له لقناعته التامة أنه هو الأنسب والأصلح، واكتشف بعد التخرج أنه الاختيار الخاطئ؟ أما كان بإمكانه تغيير قناعاته من البداية واتخاذ قراره بدراسة التخصص دون التأثر بقناعات الآخرين؟! وكم موظفاً لم يدرك حجم المسؤولية الملقاة عليه في وظيفته؟ فعوضاً عن الالتزام بها، بدأ في التحجج وإثارة المشاكل وربما الانسحاب لقناعته أنه ليس كفؤاً للوظيفة ولا يريد تحمل المسؤولية، في حين أنه لو وثق في نفسه وغيّر من قناعاته السلبية تجاه نفسه والوظيفة لتمكن من الإنجاز وبكفاءة! أعرف شخصاً يخاف من ركوب الطائرة ويتردد كثيراً في السفر لقناعته أنه سيلقى حتفه فيه! وسمعت عن آخر مقتنع تماماً بفشله الدراسي وعدم أهليته الأكاديمية وعندما أتيحت له الفرصة، كان من أوائل المتفوقين! ألا توافقونني أن في هذه «القناعات» بعض الخلل؟ وأن الواحد منا يستطيع أن يعمل ما لم يتعود عليه ولم يقتنع به.. لو اقتنع فقط.. بتغيير قناعاته! يقول ابن تيمية: «ما يصنع أعدائي بي؟ فسجني خلوة، وموتي شهادة ونفيي سياحة»! وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعمه عندما طلب منه الرضوخ لمطالب المشركين: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أدع هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).. إنه الاختيار والقرار بمواصلة تغيير القناعات السلبية السائدة. البعض منا يتمسك بقناعاته جهلاً.. فما أحوجه لمن يرشده ويوجهه، والبعض يتمسك بها غروراً وتكبراً، إذ لم يعتد «الانكسار»، ومثل هذا بحاجة إلى علاج فوري لاستئصال «الأنا» المتضخمة جداً لبلوغها مرحلة شديدة من الفشل العضوي لزراعة «أنا» جديدة ترى الآخرين بعين التواضع! وبعضهم يتمسك بقناعاته تماشياً مع «الخيل يا شقرا» حسب المنقول أو المطلوب التمسك به، وما أحوج هذه الفئة لعملية إنعاش فوري لإنقاذ ما بقي لهم من ضمير.. إن بقي لهم! وأختم لكم بنكتة مصرية ساخرة ذات صلة مباشرة بمثل هذا الموضوع قرأتها منذ زمن بعيد: حيث شكا أحد المصريين من تقلب أحد الساسة ما بين أحزاب الوفد والوطني والتيارات الفكرية التي تشكلت في عهد الزعيم سعد زغلول، فقال لزغلول: إن فلاناً ليس له مبدأ في حياته، ويغير قناعاته وأفكاره كما يغير ملابسه، فرد عليه زغلول ساخراً: بالعكس أنا شايف أن الراجل ده صاحب فكر نظيف دائماً، لأنه بيغير أفكاره عشان متتمسخش»... فكم من ممسوخ الفكر حولنا.. وبيننا!

أكذوبة أم وقاحة حرية الرأي..؟!

تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر «حرية الرأي والتعبير في العالم العربي بين الواقع والطموح»، الذي تنظمه اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة الجزيرة، وذلك تخليداً لليوم العربي لحقوق الإنسان، كما تم الإعلان عنه. وسيبحث...

متى نبدأ تنظيف درج الفساد..!

كثُر الحديث مؤخراً، محلياً وإقليمياً، عن الفساد ومحاربته بعد تبني وإطلاق النيابة العامة في قطر لحملة محاربة الفساد التي اتخذت لها شعار «أسمع.. أرى.. أتكلم» وتبني جهود وحملات مماثلة في الدول الشقيقة في إطار المحافظة...

مسيرة المرأة القطرية

تحتفل نساء العالم جميعاً بيوم المرأة العالمي.. إلا أن احتفال المرأة القطرية بهذا اليوم يختلف تاريخاً وشكلاً.. فالمرأة القطرية، وبالأخص خلال العقدين الماضيين، لم تخض أية صراعات تشريعية مؤسسية كنظيرتها العربية، بل حصلت على حقوقها...

إلى متى.. مأزقنا السكاني؟!

مما لا شك فيه أن حجم وخصائص سكان أي دولة يؤثران مباشرة في قدرة أي دولة على الإنجاز والتطور بشكل عام. لن أضيع وقتكم في سرد قصص نجاح بعض الدول التي تمكنت بفضل تركيبتها السكانية...

هل نستبشر خيراً بقانون الجرائم الإلكترونية؟

لحقت قطر بباقي دول الخليج في إصدارها لقانون الجرائم الإلكترونية، والذي تم إصداره الأسبوع الماضي، والذي جاء كردة فعل طبيعية لما يشهده فضاء الإنترنت محلياً وإقليمياً وعالمياً من جرائم وانتهاكات وصلت بعضها إلى الإرهاب، وبعيداً...

وما قدرناك حق قدرك يا وطني..

سألني المرافق لنا في جولتنا السياحية أثناء زيارتي الأخيرة لديزني لاند بكاليفورنيا، عندما علم أننا من قطر: كيف لي أن أكتسب الجنسية القطرية؟ فسألته: ولماذا تريد أن تكون قطري الجنسية بينما تحمل جنسية أقوى دولة...

وما قدرناك حق قدرك يا وطني..

سألني المرافق لنا في جولتنا السياحية أثناء زيارتي الأخيرة لديزني لاند بكاليفورنيا، عندما علم أننا من قطر: كيف لي أن أكتسب الجنسية القطرية؟ فسألته: ولماذا تريد أن تكون قطري الجنسية بينما تحمل جنسية أقوى دولة...

الحمد لله.. وأخيراً استقلت!

نسمع بين الحين والآخر عن عشرات قرارات الاستقالة لعدد من الموظفين والمسؤولين في كل زمان ومكان. فهذه سنة الحياة الدنيا في الكون منذ خلقه. ولذا لا غرابة في ذلك.. ولكن مجتمعنا يأبى اعتبار ذلك من...

فوبيا قطر

منذ إعلان الفيفا عام 2010 استضافة قطر كأس العالم 2022، انتشرت ظاهرة مرضية غير صحية وجديدة عُرفت بـ «فوبيا قطر»! وقد انتشر هذا المرض بسرعة البرق كالفيروس المُعدي في الإعلام الغربي والعربي على حد سواء.....

نعم.. قطر تغرد خارج السرب

بدا التسليط الإعلامي على قطر وسياستها الخارجية واضحاً جداً منذ إقدامها على تقديم يد المساعدة لشعوب الربيع العربي، خاصة تلك الدول التي تمكنت شعوبها من إنجاح ثورتها وإسقاط «ديكتاتوريتها وفراعنتها» المُحتلين كراسي الحُكم وثروات شعوبها...

ما ضيعنا إلا.. «كل شخص»!

هل تساءلتم يوماً عن سبب/أسباب عدم إنجاز الكثير والكثير من المشاريع المُخططة والمُعلنة.. أو عن تأخر إنجاز العديد من المشاريع قيد التنفيذ عن خططها الزمنية.. أو تأجيل وإيقاف الكثير والكثير من المشاريع بعد أن تم...

تشنج مجتمعنا!

ماذا حدث لمجتمعنا المسالم والمتماسك؟ لمَ أُصيب البعض بداء تأجيج الفتن وإثارة المشاكل من عدة أبواب وفي مختلف المجالات والمواقع؟ فأصبحوا كمن يقف على فوهة بركان على وشك الانفجار، وعوضاً عن أخذ الوقاية والحذر، فإنه...