عدد المقالات 170
ذلك بأن القلوب رغم أنها حقيقة يمكن لمسها، إلا أن ما يدور داخلها مجهول وغيب وتناقض يخشونه كثيرون، فيصدون عن مواجهته. هل فكرت أن تشد الرحال إلى قلبك؟ فقط قلبك لا قلوب الآخرين، فكم منا يظن في نفسه اجتراء المعجزات والقدرة الخارقة على معرفة مكنونات قلوب الغير، بينما لم يتجرأ على الغوص في قلبه ليصفه أو حتى ليعرفه ويكون منصفاً على الأقل مع ذاته، قبل أن يدس أنفه بل وجهه كاملاً في صدرك ليطلع على غيابته وهو مغيب عن نفسه! إن القلوب تقوم بمهمة جبارة، لتستمر أنت قيد الحياة، تدق يومياً بلا كلل وملل، فإنها مأمورة. إذاً كيف مع تراكم الثقافات تحولت إلى مرعى لمن أراد التزود بعشب نقي مجاناً، وتركت للاستخدام كمرتع لعابري العواطف والطارئين على المهمات النبيلة، وباتت ملجأ هواة جمع تذكارات الندوب، وتحريف المشاعر؟! أصدقكم القول، لا أعلم جزماً كيف تحول القلب من حقيقته إلى ما دلس البشر عليه من كل جانب فحصروه بقطعة في الجسد، تنبض فرحاً أو إحباطاً في حالات الحب والخذلان! ولكن أعلم أن القلوب ليست محل الحب، كما نجتر في أدبيات الكلام والروايات والشعر والنثر، وحتى بتعبيراتها اليومية عندما تقول لأحدهم «أحبك من أعماق قلبي» أو «جرحك سكن عمق قلبي»! تذكر أن قلبك ليس لديه أعماق، بل له وصف تشريحي تجده في أقرب كتيب لجسم الإنسان، أو أبحث عنه في صور الإنترنت! القلب علمياً ليس هو مصدر التحكم بالحب كقرار، وهو ليس من يرسل إشارات الحزن والغضب والفرح والخوف لتترجم إلى مشاعر، فالقرار مكانه المخ وهو عضو يمكن لمسه، والمشاعر انفعال مكانها المخ أيضاً تأتي من رسالاته، أما العقل فغالباً ما يكون في إجازة في حضرة الحب! وهو ذاك اللامرئي أو المحسوس، لذلك قد تكون في مقاييس البشر من حولك متزناً طبيعياً، بينما عندما تعيش حالة حب مثلاً، تصير مجنوناً بلا عقل، ولا يعلم ذلك من حولك، ما لم تتصرف على أنك كذلك! لا أتناول مفهوم علمي هنا، فالعلم منشور في كل مكان لمن شاء التعلم، بينما أتساءل فلسفياً وتطوراً تاريخياً: من جعل القلب وعاء الحب؟! لم أجد إجابة شافية على سؤالي هذا، رغم أنه يراودني منذ زمن، وناقشت فيه كثر من المحيطين بعلوم النفس والطب والتطور اللغوي والاجتماعي، لا أحد يدري من عاث في مهام القلب منبع استمرار الحياة، ليصير إما مستنقع نفايات مهجورة، أو مرقص يستر حفلات الجنون الماجنة؟! لا أحد لديه إجابة وافية، كيف يبات القلب وهو محمل بنفايات عابر ما، أو يدخل فيه آخر بلا طرق، أو تستبيحه غانية، أو تقطنه ولية، وهو عاجز عن الاختيار؟! ليس هناك ثقافة اعترفت بأنها التي بدأت ظلم القلب، ولا أخرى تقول: إنها شاركت بترويج ذاك الظلم، الجميع يقف في مسألته بريئاً ولا أدلة إدانة أو براءة! الذي يعرفه قلة ويجهله كثر أن القلب مثل بقية أعضاء الجسد يتأثر بأي انفعال عاطفي، أياً كان نوعه، حب حزن غضب وغيرهم، فلذلك عندما يخفق بتسارع وشدة عند مروره بمشاهد حب، سواء حقيقة أم تعرض أمامك عبر فيلم ما، نظن أن ضرباته تتعانق، بينما هو الخفقان ذاته عندما تسير بأمان في مكان، وفجأة يظهر لك كلب، فيستجيب جسدك لانفعالك! تخيل أن يكون أثر شغف الحب أو انهزاميته على القلب، كمطاردة كلب! مع أن الجسد كله عند تناقض الفعل، سواء الفرح أو النكد، يتداعى لمشاعر صاحبه بالسهر والحمى! فلماذا جعلوا من القلب زاوية الهدف؟! ما أقول ليس تسفيهاً للعواطف، ولكنه توضيح استنتجته من متابعاتي وقراءاتي، أن الأدب هو من ارتكب جريمة تحجيم القلب وجعله العضو المنهك الموصوم جبراً لحمل نتائج المشاعر، رغم أنه العضو الأوحد لإتمام مهمة حياة الإنسان وبتلفه يموت، وبقية الأعضاء تقدر أن تقوم بدور الضحية لتتشفى المشاعر منه عند اشتداد انفعالاتها، وبتلفها يمكن أن يعيش، رغم ذلك، لم يتركوه وشأنه ليخدم وجودهم! هذا فعل البشر في قلوبهم، فكيف نأمنهم على قلوبنا؟! مع الأيام صار توصيف الأدب للقلب أمراً واقعاً، كل تائه لام القلب، وكل هائم شكر القلب، لله درك أيها القلب، كم تستحق من التحايا من البشرية، وأن نزرع لك حديقة عرفاناً بصبرك، فأنت الوليد والشهيد، ونحن الجبابرة منزوعو الرحمة، نكلفك ما لا تطيق، ونعلم أن ثمن سقوطك أرواحنا ولا نبالي!
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...