


عدد المقالات 65
خلافا لما توقعه الكثيرون، فإن انشطار السودان إلى دولتين لم يفتح آفاقا جديدة للسلام، ولم ينعكس إيجابا على التنمية في الشمال والجنوب. طبول الحرب تقرع من جديد، حيث تكرر الخرطوم أكثر من مرة في اليوم الواحد استعدادها خوض الصراع، فيما تواصل جوبا الاستقواء بالخارج، والتفكير خارج منطق العصر من قبيل اعتزامها تصدير النفط إلى الخارج بالشاحنات. لقد بدا جليا أن إعلان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عزمهما التعاون وقيادة الشمال والجنوب إلى السلام والرفاه، كان مجرد خدعة للشعب السوداني من أجل إقناعه بجدوى الانفصال. الهجمات والانتهاكات المتبادلة بين الشمال والجنوب والتي استحقت مؤخرا توبيخا خاصا من مجلس الأمن، تؤكد أن الشعبية والمؤتمر، الشريكين «سابقا» والغريمين، لا يملكان الرغبة الصادقة في تجاوز جراح الماضي وتغليب مصلحة الشعبين. إن استمرار الوضع العدائي بين الشمال والجنوب يؤشر إلى أن الانفصال كان غاية لذاته وليس وسيلة لوضع حد لحرب أهلكت الحرث والنسل في السودان. ولعل الوضع المتردي في شطري السودان يعود لسببين كان لهما الأثر في حدوث هذا الانفصال المشوه من جهة، واستمرار تداعيات الصراع من جهة أخرى. يعود العامل الأول إلى أن طرفي النزاع في السودان «الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني» أثريا سياسيا على الأقل من الصراع، ولم يعد في صالحهما الوصول لحل يفضي إلى الدخول في مرحلة ما بعد الانفصال. لقد كرّست الحرب حقيقة أن المؤتمر الوطني هو القطب السياسي الأكبر في الشمال، وأن الحركة الشعبية لا شريك لها أصلا في الجنوب، مما يعني أن تجاوز هذه الوضعية من شأنه أن يضر بمكتسبات الطرفين. لقد خلص العديد من المفكرين والأكاديميين السودانيين في ندوة نظمها مركز الجزيرة للدراسات قبل حوالي شهرين، إلى أن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أثريا من جراح السودان ويهمهما بقاء الحال على ما هي عليه، مما يعني عدم جدية البحث عن الحلول ما دامت السلطة في الطرفين تمثل جوهر المشكلة. هذا عن الأول، أما السبب الثاني فيتمثل في أن استقلال جنوب السودان -وإن حدث بتراض مع الشمال ووفق ترتيبات سياسية معينة- فقد قفز على القضايا الجوهرية التي عادة ما تزكي الصراع بين الدول. لقد رحّل الجانبان أهم قضايا النزاع إلى ما بعد الانفصال من قبيل النفط والديون الخارجية والحدود ومصير منطقة «أبيي». إن إعلان الانفصال قبل حل مشاكل بهذا الحجم تسرّع لا مبرر له واتفاق مبطن على الرغبة في مد الصراع إلى ما لا نهاية. وما دامت الخرطوم لم تتوصل إلى حل لهذه القضايا الشائكة، وهي تفاوض حركة لديها رغبة عارمة في تتويج نضالها بالاستقلال، فإن حلها سيكون أصعب كثيرا عندما يكون الطرف الآخر دولة مستقلة دخلت فعلا في تحالفات إقليمية ودولية لا يهمها سلام السودان! السودان في المحصلة خرج من صراع ليدخل في آخر أكثر تعقيدا وأبلغ تأثيرا على استقراره، لأن لجوء الحركة الشعبية للخارج تحول من «سبة» إلى حق مشروع يبرره الاستقلال والسيادة في بناء العلاقات وتقدير المصالح مع دول العالم. لم يكن النموذج السوداني إذًا مثالا حسنا، لكن هذا الدرس المشوه يجب أن يكون عبرة لدول عربية أخرى تضم أقاليم تجنح للانفصال، كما الحال في المغرب واليمن، وفي ليبيا على استحياء. حتى يكون استقلال هذه الأقاليم عامل سلام، فلا يجب أن يتم قبل حل كل القضايا المتصلة بالحدود وتقاسم الموارد، كيلا نخرج من نزاع بين أنظمة وحركات لندخل في حروب بين دول.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...