alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

النموذج الكويتي آيلٌ لشيء ما..

08 نوفمبر 2012 , 12:00ص

ولن أقول أيل للسقوط, فالدولة التي مواطنوها بوعي الشعب الكويتي لا يمكن أن يسقط فيها شيء, ولكنها التحولات المرافقة للتطور الاجتماعي والسياسي, وعالمية التطلعات, وشمولية الرغبات التي جعلت النموذج الديمقراطي والحريات العامة آيلة لشيء ما, ومدع من يجزم بمعرفة هذا الشيء ولكننا سنطرح ما هو متوقع طبقاً للمعلومات والحقائق والمنطق, وتبعاً لطبيعة وخصوصية الشعب والتجربة بكل تفاصيلها الإقليمية. التجربة الديمقراطية الشورية في الكويت هي أبعد من عمر دستور 1962 وذلك لأن أسرة الحكم موجودة قبله وبالتراضي والتشاور مع العائلات الكويتية, لذلك سننطلق من عمق التاريخ لنفهم الجغرافيا ومن ثم نأخذهما معاً لاعتبارات المورد الأوحد للدخل والأنموذج الاجتماعي للمشاركة الشعبية وإبداء الرأي ثم نعود للحاضر. الشعب الكويتي يبدي رأيه من دون طلب, هكذا هو. لذلك فمن الطبيعي جداً أن يخرج للشارع عندما يشعر بخطر على فِيهِ من الانطلاق والتعبير, خصوصاً بعد أحداث كانت نذير سوء آت مثل تكرار حل مجلس الأمة دستورياً, ولجوء الحكومة للمحكمة الدستورية لإبطال مجلس 2012, وإعادة 2009, ومن ثم إحالة الحكومة أيضاً مرسوم الدوائر الخمس بأربعة أصوات لها رغم مرور ست سنوات وأكثر من المجلس على العمل به, رغم صمتها آنذاك, ووجود ملفات التحويلات المشتبه بها كمال سياسي تم من خلاله شراء ذمم مجموعة من نواب برلمان 2009 ليكون للحكومة أغلبية عند استجوابات وزرائها أو رئيسها ليسقط أي طلب طرح ثقة. فوضى سياسية! هذه القضايا ليست بالبساطة التي قد تقرأ بها, فملف الفساد قد أثخن وأتخم ولم يعد قادراً على ستر عورته, وانكشفت الكثير من الأقنعة للحكومة ومواليها وحتى بعض المعارضة ليسوا بالنزاهة التي يدعون. مع هذا الغليان السياسي هناك من روج أن الحراك يستهدف مصير الأسرة الحاكمة بهتاناً, وليس بخافٍ أن ذلك بدعم من بعض أبناء الأسرة, الجناح المعارض لسياسة إدارة البلاد, طمعاً في المشاركة بالإدارة لا دعماً لحقوق الشعب, ولكنه استخدمه ليرشق به خصومه بالترضيات والمال السياسي, ونجح إلى حد ما. في وجود فوضى الإدارة من الطبيعي أن يدخل التخوين ولغة الإقصاء والتشكيك بالولاءات وتوزيع صكوك الوطنية, فغذى النار من بيدهم البنزين, كلما خمدت زادوها للدفع باتجاه حل قمعي ضد الشعب الأعزل الذي يحمل أعلام الكويت وصور سمو الأمير ولا يريد إلا أن يحافظ على تجربته الدستورية لا أكثر, لم يطالب إلا بالموجود أصلاً منذ نصف قرن! بدأت التهم ترتب وتجهز باتهامه بالتآمر على الحكم والتعدي على مسند الإمارة, وللأسف فإن تهور بعض أقطاب المعارضة واستخدامهم الاستفزاز اللفظي أسرع حركة طحن الحب في الرحى, وقبض على من قبض عليه, وأطلق سراحهم بعد ذلك بقرارات وتصرفات فردية عشوائية وكلها ردود أفعال افتقدت للحكمة من الطرفين, فهزت هيبة القانون المتهم بالانتقائية أصلاً. أما التوطئة لبعض المراسيم الشعبية بغياب البرلمان وكسب فضل المبادرة عبر جس نبض الشارع ببث غير رسمي لنوايا إسقاط القروض على المواطنين ورفع الرواتب وزيادة القرض الإسكاني فقد فشلت في التأثير على الحراك الذي التزم سلميته رغم العنف اللامبرر من الأجهزة الأمنية, التي تكالبت بلا داعٍ إلا استعراض القوة, وكان استعراضاً سمجاً مخيباً لاحترام الشعب وفشل أيضاً في شق صف العسكر والمدنيين. كل ما سبق سببه الفوضى في القرار, وتراكم سوء الإدارة التنفيذية, فلا تتحمل حكومة واحدة الوزر كله, بينما بالتأكيد منهج التفكير يفعل. بالتأكيد تحول ما في الطريق, ففي الديمقراطيات الناشئة وتجربة الكويت منها فهي لم تتعد الخمسين عاماً, يتخلل الطريق عوامل عدة. المطبات توجه المجتمع نحو التهدئة والتروي للتدقيق في التجربة ولإمكان التعديل قبل المضي, وأغلب الديمقراطيات لا تخلو من هذه المطبات بل تعتبرها ضرورة لإصلاحها. أيضاً ضخ الوقود لزيادة سرعة دوران العجلة من عوامل الطريق للتغيير في تلك الديمقراطيات, ولكن الاثنين البطء والسرعة عاملان هادمان إن لم يكن كل في مكانه ووقته, جغرافيا وتاريخ مع استحضار الظرف الإقليمي. والمنظومة السياسية الدولية لفهم إمكان إيجاد نموذج ممكن للتغيير في الموارد المتاحة. وأظن أن الحراك الشبابي الكويتي ظلم بقذفه بعدة تهم لعزله اجتماعياً بأسلوب فرق تسد الكلاسيكي, بوصمه بالتبعية لأجندات سياسية خارجية, والتآمر على أسرة الحكم, والتمويل الخارجي, وإثارة الفتن وهو يطالب بالعدل بتطبيق القانون, وحق التعبير عن الرأي, ومطالب بإصلاحات مشروعة تمس التنمية وتوزيع الثروة المحدودة بمورد واحد بصنبور واحد, وهذه قضية أخرى تزيد وقع النزاع, ولكن الكويتيين غيروا مقولة «فرق تسد» بالتفاف أطياف الحراك بمختلف شرائح المجتمع على بعض إلى «فرق نسد»! وكل تلك التهم جزافاً لا تعشعش إلا في عقول ترفض أن تتفهم أن هناك «نشاط فساد» ومن الطبيعي أن يكون له «نشاط إصلاح مضاد». لكل فعل رد فعل مساوٍ له بالمقدار ومضاد له بالاتجاه, فيزياء لا أكثر, ولكن لا تزال هناك آذان تصغي للهرطقات! لما سبق, نعم النموذج الكويتي الديمقراطي آيل لشيء ما, ولكننا نتمنى أن يكون للأنضج, الأكثر انفتاحاً, أقوى وأشد صموداً أمام تحديات المستقبل. فالتاريخ دائماً يسير للأمام, ويقطع جسور العودة خلفه.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...