


عدد المقالات 65
يبدو أن ساعة سقوط البعث السوري لم تحن بعد، فرغم تجاوز الاحتجاجات المطالبة برحيل بشار الأسد شهرها السابع لا يزال النظام يعبر بشراسة عن قدرته على البقاء والرفع من فاتورة الموت وإشغال السجون. كل يوم يبرهن ساسة دمشق على أنهم تجاوزا كل الدكتاتوريات التي روى التاريخ سجلها في اضطهاد الشعوب، لأن سِير المتسلطين والجلادين لم تتحدث عن قتلهم الفتيات القصر وتمزيق أجسادهن دون حياء، بينما يحدث الأمر في سوريا ودون مبالاة. يقول الأمن في سوريا إنه قادر على مفاجأة الجماهير كل يوم بصنف جديد من التنكيل والبطش لا يستثني مريضا ولا ضعيفا. لقد بدا النظام السوري أكثر وحشية بكثير من كل الأنظمة الشقيقة، فإذا ما استثنينا ليبيا التي أخذت فيها الثورة منحى مسلحا لم نسمع أن أي جهاز أمني عربي مثل بالأعضاء التناسلية للأطفال ودفن الناس وهم أحياء. لكن هذا حصل في سوريا، وفيها أيضا أبيدت عوائل بأكملها في وضح النهار. كذلك تجاوز الرئيس السوري في استخفاف قومه ما وصل إليه القذافي، فبينما وصف الأخير مواطنيه بالجرذان لم ير الأول أن شعبه يستحق منه أي وصف حتى لو كان بالغ السوء. تدخل الثورة شهرها الثامن والأسد رابض في عرينه، لا جولة تفقدية في المدن ولا حتى كلمة إلى الشعب، وكأن المظاهرات تحصل في ضواحي مدينة ريفية في موزمبيق ولم تسمح للرئيس انشغالاته الكثيرة بمتابعتها في وسائل الإعلام. لم أقصد بهذا العرض لفت الانتباه إلى همجية بشار الأسد فهي بادية للعيان، وقد نشأ الرجل على ما عوده أبوه. ما أرمي إليه هو أن البطش الذي يمارسه البعث السوري ينم عن ثقة مطلقة في القدرة على الخروج من الأزمة بسلام. يتضح بجلاء من تصرفات النظام أنه لا يخشى من مصير الثلاثي (بن علي، ومبارك، والقذافي) الذي غادر مجلس الحكماء العرب. وهذه النتيجة تحتم علينا البحث عن مصدر هذه الثقة، لأن صمود النظام حتى هذا الوقت ليس مستمدا من تمرسه في البطش بالمعارضين، ولا يعود لضعف في الفعل الشعبي الذي أتقنه السوريون بامتياز. إنما يرجع تصلب الأسد في الحقيقة لعوامل مهمة بعضها خارجي لا يتأثر بتصاعد الاحتجاجات في كل أرجاء البلد، بينما يعود البعض الآخر لاعتبارات داخلية تحاول إبقاء طرف من ثوب الشرعية على الأخ الرئيس حتى وإن انكشفت سوأته للجميع. خارجيا، يلتقي في حب الرئيس السوري المتناقضان، فإسرائيل التي طالما تشبعت دمشق بمعاداتها لا تريد رحيل البعث لأنه خير جار عرفته على مر التاريخ، فلم يحدث أن سُمعت طلقة نار على جبهة الجولان منذ أكثر من ثلاثة عقود. من أجل ذلك يحث ساسة تل أبيب واشنطن وباريس على غض الطرف عما يتعرض له السوريون. وقد أخبرني أحد أقطاب المعارضة السورية في لقاء أجريته معه قبل أيام أن الغرب يريد منهم إعطاء التزام صريح بالمحافظة على أمن إسرائيل. الغرب إذن لا يريد رحيل الرئيس الأكثر التزاما بأمن واستمرارية دولة اليهود. وهذه حال إيران، فرغم تخلخل موقفها لم تصل بعد لقناعة بضرورة رحيل بشار، ليس لأنه حليف استراتيجي فحسب، بل لأنها تنتظر ما سيؤول إليه قرار الغرب لأن سقوط النظام يحتم على الجانبين الدخول في شراكة لا تخدم السوريين بكل تأكيد. وعلى الصعيد الداخلي، لا يزال البعث يستند إلى قواعد لا يستهان بها وإن كان وجهه اسودّ في أعين معظم السوريين، فبنيويا بقي النظام متماسكا كالبنيان المرصوص فلم تحصل انشقاقات في قادة البعث وأعضاء الحكومة ولا حتى بين الدبلوماسيين الذين بإمكانهم الاستقالة بسلام. وسياسيا، يستفيد النظام من تخلف مدن كبيرة مثل حلب ودمشق عن ركب الاحتجاجات، ما يعني ولو ظاهريا أن ملايين من السوريين غير معنيين بما تصدح به الجماهير: ارحل ارحل يا بشار. وفي الجانب العسكري، لم نر في الجيش تململا من القمع الممنهج الذي يمارسه الأمن وشبيحته، بل العكس يقوم حماة الديار بما عجزت عنه الشرطة فيباشرون هدم المنازل على السكان ويلقون بالجثث في عرض البحر، لأن كرامة الأموات غير متصورة في بلد لا قيمة فيه للحياة. ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن حاكم دمشق يستند إلى مرجعية دينية تمده بسبب من البقاء في أوساط العامة من المتدينين. يعترف بهذا أحد أعضاء رابطة علماء سوريا المعارضين، حيث أكد لي في مقابلة صحافية أجريتها معه مؤخرا أن في صف النظام العديد من العلماء الذين يكنّ لهم الشارع الكثير من الاحترام مثل رمضان البوطي ومصطفى البغاء وكثيرين، ما يعني أن سقوط الأسد ليس بالأمر القريب.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...